الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفةشؤون دوليةصحة

هل تسببت مستحضرات التجميل بموت الملكة إليزابيث الأولى؟

كيوبوست- ترجمات

كارل سيفر

كانت إليزابيث تيودور ثمرة الزواج الثاني للملك هنري الثامن، ولهذا السبب لم يكن مكانها في خط خلافة العرش واضحاً، ولكن الوفاة المبكرة لأخيها غير الشقيق الملك إدوارد السادس في عام 1553، وأختها الكبرى غير الشقيقة الملكة ماري في عام 1558، جعل منها الوريثة الشرعية الوحيدة للعرش.

حكمت الملكة إليزابيث الأولى لمدة 45 عاماً، واكتسبت موقعاً مهماً في التاريخ الإنجليزي، لكونها الملكة التي بدأ في عهدها صعود إنجلترا لتصبح إمبراطورية. وفي عهدها واجهت إنجلترا جبروت الإمبراطورية الإسبانية، وظهر تحت رعاية بلاطها عمالقة عصر النهضة، مثل شكسبير، وإدموند سبنسر، وفيليب سيدني.

لم تتزوج إليزابيث أبداً على الرغم من تودد العديد من نبلاء أوروبا إليها، ومن بينهم شقيق الملك هنري الثالث، ملك فرنسا. وأصبحت تعرف باسم الملكة العذراء “ذا فيرجن كوين” حتى إن ولاية فيرجينيا الأمريكية سميت تيمناً بها. ولذلك دأبت إليزابيث الأولى على محاولة الاحتفاظ بمظهرها مع تقدمها في السن، الأمر الذي دفعها لاستخدام كمياتٍ كبيرة من مستحضرات التجميل، التي ازدادت حاجتها إليها بمرور السنين. وعندما توفيت قيل إن طبقة مستحضرات التجميل على وجهها كانت تصل سماكتها إلى سنتيمترين.

اقرأ أيضاً: لماذا تضع النساء مساحيق التجميل؟ العلم وراء هوس المستحضرات التجميلية

كانت مواد التجميل التي تم تطويرها إبان عصر النهضة في إيطاليا، والتي انتشرت بشكلٍ واسع في جميع أرجاء أوروبا، تحتوي على الكثير من المواد الضارة والخطيرة.

فعلى سبيل المثال، كانت مساحيق تبييض البشرة تحتوي على كمياتٍ كبيرة من الرصاص الذي يؤدي التعرض له -بمرور الوقت- إلى عواقب صحية وخيمة. وكان أحمر الشفاه يحتوي على فلز الزنجفر القرمزي الذي يحتوي على كبريتيد الزئبق السام الذي يمكن أن يتسبب بمجموعةٍ كبيرة من المشكلات الصحية.

كما احتوتِ العديدُ من المستحضرات الأخرى، التي كانت شائعة في تسعينيات القرن السادس عشر، على مادة الزرنيخ السامة أيضاً.

مستحضرات التجميل

لا يوجد دليل قاطع على أن وفاة الملكة كانت بسبب التسمم من الرصاص أو الزئبق، ولكن حالتها النفسية لم تكن مستقرة بحلول أواخر تسعينيات القرن السادس عشر، ومطلع القرن السابع عشر، وهي عوارض مرتبطة بالتسمم بهذه المواد.

ولكن لا يمكن اعتبارُ هذا الأمر دليلاً قاطعاً، فقد كان لدى إليزابيث أسباب أخرى كافية لعدم استقرار حالتها النفسية، مثل التمرد الكبير في أيرلندا، والحرب مع إسبانيا، ومحاولة الانقلاب التي قام بها روبرت ديفيروكس، وهو أحد المقربين في بلاطها. كما أن وفاة العديد من المقربين منها في تسعينيات القرن السادس عشر قد تركتها وحيدة تعاني من العزلة والاكتئاب.

وعندما تُوفيت في قصر ريتشموند في 24 مارس 1603 عن عمرٍ ناهز السبعين عاماً لم يشتبه في حدوث أي جريمة، ولم يتم إجراء أي تشريح لجثتها أو تحقيق في أسباب وفاتها. كان المسؤولون منشغلين بتمهيد الطريق أمام ملك إسكتلندا جيمس السادس إلى لندن ليعتلي عرش إنجلترا، وليعرف بعدها باسم الملك جيمس الأول. لم يعر الملك الجديد اهتماماً كبيراً لموت إليزابيث الأولى، وبقي جسدها على فراش موتها لعدة أيام قبل الشروع في التخطيط لجنازتها.

كل ذلك جعل المؤرخين يتكهنون بأسباب وفاتها، ومن هذه الأسباب كان خاتم تتويجها الذي رفضت أن تخلعه على مدى خمسةٍ وأربعين عاماً، والذي انغرس في إصبعها مما اضطر الأطباء إلى إزالته بعمل جراحي قبل أسبوع من وفاتها.

بالإضافة إلى ذلك كانت الملكة تعاني من أعراضٍ محتملة للسرطان، والمكورات العقدية، والالتهاب الرئوي. وهذا ما يجعل الجزمَ بأن مستحضرات التجميل قد قتلتها. ولكن ليس هنالك أي شك في أنها تسببت لها بضررٍ كبير على مرِّ السنين. وحتى لو كانت وفاتها ناجمة عن سببٍ آخر، فإن الضرر الذي لحق بصحتها بسبب التسمم بالرصاص والزئبق قد لعب دوراً في موت آخر ملوك سلالة تيودور.

المصدر: هيستوري ديفايند

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة