الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفة
هل تريد الحصول على وجبة غنية بالبروتينات؟ عليك بدود الطحين الأصفر!

كيوبوست – ترجمات
دانيال بوفي♦
يمكن قريباً إنتاج أغذية سريعة من دودة الطحين الصفراء؛ مثل العصائر والبسكويت والمكرونة والبرغر، على نطاق واسع في جميع أنحاء أوروبا، بعد أن أصبحت الحشرة الأولى التي تم اكتشاف أنها آمنة للاستهلاك الآدمي من قِبل الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية. ومع ذلك، فقد لا ينصح بهذه الأطعمة الشهية للجميع. فمن المرجح أن يعاني الأشخاص المصابون بحساسية من القريدس وعث الغبار، رد فعل تجاه يرقات الديدان؛ سواء تم تناولها في شكل مسحوق كجزء من وصفة أو كوجبة خفيفة مقرمشة، وربما مغموسة في الشيكولاتة.
ومن المتوقع أن يؤدي الاستنتاج الذي توصل إليه العلماء في الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية، عقب طلب قدمته الشركة الفرنسية لإنتاج الحشرات الصالحة للأكل “أغرونوتريس”، إلى إعطاء الضوء الأخضر في غضون أشهر على مستوى الاتحاد الأوروبي لطرح الدود الأصفر كمنتج يصلح لرفوف المتاجر الكبرى ومخازن الطبخ في جميع أنحاء القارة؛ حيث اتضح أن المكونات الرئيسة للدودة هي البروتين والدهون والألياف، مما يوفر مصدراً مستداماً ومنخفض الانبعاثات الكربونية للغذاء في المستقبل. ويقال إن اليرقة تشبه الحشرات؛ فعند تجفيفها يصبح مذاقها أشبه إلى حد كبير بالفول السوداني.
اقرأ أيضاً: العلاقة بين الإفراط في تناول اللحوم الحمراء والإصابة بالسرطان
ويقول إيرمولاوس فيرفريس، المسؤول العلمي في الوكالة: “إن هذا التقييم الأول من قِبل الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية لأخطار إحدى الحشرات كغذاء جديد، قد يمهد الطريق للموافقة الأولى من هذا النوع على مستوى الاتحاد الأوروبي؛ حيث يُعد تقييمنا للمخاطر خطوة حاسمة وضرورية في تنظيم الأغذية الجديدة من خلال دعم صانعي السياسات في الاتحاد لاتخاذ قرارات قائمة على العلم وضمان سلامة المستهلكين”.

وبالنسبة إلى اللاعبين الرائدين في مجال صناعة الحشرات كغذاء، فإن إمكانات غذائهم عالي البروتين قد أُعيقت بسبب عدم حصولهم على موافقة على نطاق الاتحاد الأوروبي. ويحظر بيع هذه المنتجات في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، من بين بلدان أوروبية أخرى. وبسبب عدم حصولهم على موافقة من الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية، فقد واجهوا حظراً في أماكن أخرى من القارة.
وقد سبق للمملكة المتحدة وهولندا وبلجيكا والدنمارك وفنلندا، أن اتخذت نهجاً متساهلاً تجاه قانون الاتحاد الأوروبي الذي يقضي بأن تحصل الأطعمة التي لم يكن يتم تناولها قبل عام 1997 على ترخيص محدث للأغذية من بروكسل. وكانت الهيئات التنظيمية البريطانية والهولندية والبلجيكية والدنماركية والفنلندية قد قررت أن توجيه الاتحاد الأوروبي لا يتعلق بمنتجات الحيوانات المستخدمة في الغذاء. لكن في عام 2018، سعى قانون جديد للاتحاد الأوروبي إلى إضفاء بعض الوضوح. ونص على أن الأطباق القائمة على الحشرات تتطلب الحصول على ترخيص جديد للأغذية؛ مما يضع صناعة الأغذية الحشرية الناشئة في الاتحاد الأوروبي في حكم المحكوم عليها بالإعدام.
اقرأ أيضاً: 6 أطعمة تعمل على تحسين الذاكرة
وقد ظلت هذه المنتجات متاحة في تلك البلدان كنتيجة لفترة انتقالية سمحت للشركات التي تنتج بالفعل أغذية من الحشرات بالعمل حتى تلقي الحكم النهائي. كما تعطلت إمكانية الإنتاج الضخم والتوسع في نطاقات المنتجات في بريطانيا من بين بلدان أخرى. ومن المعروف أن شركات مثل “ميكرونيترز” و”بروتيفارم” في هولندا، و”إيسنتو” في سويسرا، و”إنيتوغورميت” في إسبانيا، تستعد لتكثيف عملياتها الإنتاجية.

ولطالما اعتبر الغذاء القائم على الحشرات جزءاً من الحل؛ للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في إنتاج الغذاء، حيث إن الدودة الصفراء هي الشكل اليرقي لخنفساء الطحين؛ وهي نوع من الحشرات التي تنتمي إلى العائلة الغبشية، أو الخنافس الظلامية. وعادة ما تتم تغذيتها في المزارع على دقيق القمح أو النخالة، على الرغم من أنها من آكلي اللحوم. ويتم فصل البيض عن البالغين في فترة التزاوج عن طريق الغربلة؛ بحيث يمكن لليرقات أن تنمو بشكل منفصل. وتشمل عملية ما بعد الحصاد شطف اليرقات بالماء، وقتلها عن طريق الغمر في الماء المغلي لمدة تصل إلى 5 دقائق، ثم تجفيفها في الأفران وتعبئتها وتخزينها.
اقرأ أيضاً: العالم تحت الخطر: بماذا تنبئ درجات الحرارة في قادم السنين؟
يقول ماريو ماتزوتشي؛ خبير الإحصاء الاقتصادي والأستاذ بجامعة بولونيا: “هناك فوائد بيئية واقتصادية واضحة إذا ما استُبدل بالمصادر التقليدية للبروتينات الحيوانية تلك المصادر التي تتطلب علفاً أقل، وإنتاجها للنفايات أقل، وتؤدي إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري؛ حيث يمكن أن يؤدي انخفاض التكاليف والأسعار إلى تعزيز الأمن الغذائي، كما أن الطلب الجديد سيفتح فرصاً اقتصادية أيضاً؛ لكن هذه الفرص يمكن أن تؤثر أيضاً على القطاعات القائمة”.
وهناك 15 تطبيقاً للمنتجات الغذائية القائمة على الحشرات؛ أربعة منها في المراحل الأخيرة من عملية موافقة الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية، وهي الصراصير البالغة الطازجة والجافة، والجراد، والخنافس، المعروفة أيضاً باسم دودة الطحين الصغرى. ومنذ تاريخ نشر رأي الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية، أصبح أمام المفوضية الأوروبية سبعة أشهر لتقديم اقتراح بالحصول على ترخيص، والذي سوف يتم بعد ذلك طرحه إلى التصويت من قِبل الدول الأعضاء.
اقرأ أيضاً: نصائح سريعة وبسيطة للحفاظ على لياقتك البدنية
ويقول جيوفاني سوغاري؛ الباحث الاجتماعي والاستهلاكي بجامعة بارما: “إن حساسية العديد من المستهلكين تجاه المنتجات الغذائية القائمة على الحشرات قد تتلاشى في نهاية المطاف؛ فهناك أسباب معرفية مستمدة من تجاربنا الاجتماعية والثقافية -تسمى بـ”عامل التقزز”- التي تجعل فكرة أكل الحشرات منفرة للعديد من الأوروبيين؛ لكن مع مرور الوقت والتعرض، يمكن أن تتغير مثل هذه النزعات”. وأوصى علماء الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية الذين يفحصون سلامة الدودة الصفراء بأنه لا ينبغي تناولها من قِبل الأشخاص الذين يعانون الحساسية تجاه القشريات؛ لأنهم قد يعانون تحسساً في الفم والجلد.
♦مدير مكتب “الجارديان” في بروكسل.
المصدر: الجارديان