شؤون عربية

هل تخلص توكل كرمان لبلدها اليمن أم لقطر وتركيا؟!

توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل، تتقلب في مواقفها السياسية!

كيو بوست – 

لم يتبدل شيء في اليمن منذ بدء عملية “عاصفة الحزم” بداية 2015، وإلى الآن، سوى تقلب المواقف بحسب المصلحة حينًا، والتبعية السياسية أحيانًا كثيرة.

وأهم الأمثلة على تلك التقلبات، ما مثتله الناشطة اليمنية المعروفة، توكل كرمان، التي هاجمت في الفترة الأخيرة دول التحالف، مما عرضها للطرد من قبل حزب الإصلاح اليمني، الذي تنتمي إليه.

كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام -برغم معارضة الكثيرين لترشحها، بسبب انتمائها لجماعة الإخوان المسلمين المصنفة كإرهابية في معظم دول العالم- بزغ نجمها بسبب حضورها المتواصل على شاشة قناة الجزيرة القطرية، أثناء الحراكات اليمنية ضد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.

 

الجزيرة ومهنة صناعة النجوم

لا يجد المتتبع لخطابات كرمان السياسية ما يبرر تلك الهالة التي صنعها الإعلام حولها، سوى كونها إخوانية، وقام الإخوان بدفعها لصدارة المشهد اليمني.

وعلى العكس، سرعان ما يُصدم المشاهد لخطاباتها السياسية والتحررية، بلغتها غير المؤثرة والخالية من الفصاحة، لدرجة أن كثيرًا من الناشطين استخدموا بعض جملها، كمادة فكاهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثل قولها: “فالرجل ذكرًا كان أو أنثى”!

إلّا أن انتماءها لجماعة الإخوان، كان كفيلًا بتصعيد دورها، وتحويلها إلى “مناضلة” دائمة الظهور على قناة الجزيرة، شاشة الإخوان التي توزع الألقاب على ضيوفها بالمجّان، تبعًا للدور الذي يقومون به، فتجد على شاشتها المناضل الإخواني، والناشط الإخواني، والمفكّر العربي الذي يفكر للإخوان، وشاهد العيان الذي ينقل ما يريد الإخوان أن يشهد لهم.

سبب آخر أدى إلى شهرة توكل كرمان، هو عمل أختها صفاء كرمان، كمراسلة لقناة الجزيرة في العاصمة اليمنية صنعاء، وهي أول مراسلة للقناة في اليمن، الأمر الذي عجل من صعود توكل، متجاوزة آلاف النشطاء والناشطات ممن هم أكثر علمًا وفصاحة وكاريزما واستقلالية من توكل.

 

الوصول للعالمية خدمةً لسياسات الإخوان

بعد نيل توكل كرمان، جائزة نوبل، صارت واجهة للسياسات الإخوانية في المنطقة العربية. وبعدما غادرت اليمن، وغيرت مكان إقامتها متنقلة ما بين الدوحة واسطنبول، كمتحدثة وراعية لسياسة البلدين، ومروجة لسياسات الإخوان في وسائل الإعلام العالمية، خرجت كرمان من ثوبها اليمني، وصارت ناشطة دولية، فحاولت الدخول إلى مصر للاعتصام في ميدان “رابعة” أثناء ثورة 30 يونيو ضد الإخوان، لمحاولة التأثير في الرأي العام العالمي لصالح الإخوان، فتم رفض دخولها من مطار القاهرة.

بدأت بعدها بشن حملة إعلامية ضد الجيش والمؤسسات المصرية، لإسقاط الدولة المصرية، على غرار ما حدث في بلدها اليمن، ناهيك عن تشبيهها للرئيس الإخواني محمد مرسي بـ”مانديلا”.

وفي الوقت الذي أكثرت فيه من مهاجمة “حزب الله” اللبناني، وإيران -وقتما كانت علاقة المحور الإخواني التركي القطري، سيئة مع المحور الإيراني، بسبب اقتتال الطرفين على النفوذ في سوريا ولبنان واليمن- جرى استخدامها إعلاميًا لتحذر على الملأ من المشروع الصفوي الإيراني، وفي الوقت ذاته قامت بالترويج لمحور تركيا قطر الإخوان. إلّا أن ذلك الزمن انتهى بالنسبة لكرمان، وتوقفت عن مهاجمة مشروع إيران، بعدما تصالح المحورين، واتفقا ضد المشروع العربي.

ولذلك ظلّت كرمان -منذ أن جرى تصنيعها إلى الآن- مجرد عملة تركية قطرية، تقوم الدولتان بتقليبها بحسب التقلبات السياسية!

 

امتهان النفاق

يمكن استخدام توكل كرمان وتقلباتها الكثيرة، كعينة لدراسة سياسة الجزيرة والإخوان؛ إذ أسهمت قطر منذ البداية في التحالف العربي، ودعمته عسكريًا وإعلاميًا، إلّا أنه وبعد انكشاف دورها التآمري وطردها من التحالف، صارت تروج علانية للميلشيات الطائفية التي كانت تحاربها قبل عام واحد فقط، وقادت حملة إعلامية عالمية للتنديد بعمليات التحالف العربي، الذي انقلبت عليه، بعدما كانت جزءًا من قواته.

والأمر ذاته ينطبق على توكل كرمان، التي كانت من أوائل الذين حذروا من الدور الإيراني في اليمن، وبشّرت في فيديو لها، بالتدخل لحماية اليمن وأهله من المد الإيراني فيه، بعدما قامت جماعة الحوثي بالسيطرة على العاصة صنعاء!

كما قامت في 2 نيسان 2015، بزيارة لسفارة بلادها بالرياض، والتقت بالرئيس هادي، وأسمته بحسب موقع السي أن أن، بأنه “الأخ الرئيس المناضل“.

وقبل أن تنهال اليوم على الرئيس هادي، والتحالف العربي الذي يدعم شرعيته، بحملات السب والتشويه، بما يتناسب مع الأهواء الخارجية للسياسة الخارجية القطرية والتركية، كانت توكل كرمان قد أجرت حوارًا مع جريدة “الرياض”، في 6 أبريل 2015 قالت فيه صراحة إن “عاصفة الحزم أنقذت اليمن“.

عاصفة الحزم التي أنقذت اليمن بحسب ما قالت توكل كرمان، مع دخولها للعام الثالث لم تتغير أهدافها، ولكن الذي تغير هم الحلفاء الذين تقلبوا، ورفعوا شعارات قد ترضي الأطراف التي يدينون لها بالتبعية.

وفي الوقت ذاته، توقفت عن مهاجمة أعدائها السابقين كإيران، ليس لأن سياستهم في اليمن تغيّرت، ولكن لأنهم أصحبوا حلفاء لقطر، وهذا السبب يكفي من وجهة نظرها.

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة