ترجماتثقافة ومعرفةمجتمع

هل تختلف عقول الرجال والنساء فيما يتعلق بالجنس؟

ما هو حجم الاختلاف؟

ترجمة كيو بوست عن مجلة سايكولوجي توداي

بقلم المعالج الجنسي، الأستاذ المشارك في الطب النفسي في كلية الطب في مستشفى ماونت سيناي، نيو يورك، ستيفن سيندر.

بصفتي معالجًا لأمراض الجنس، سأجيب على السؤال بالقول إن الأمر يختلف بين الليل والنهار.

يميل الرجال عادة للتفاعل مع أجزاء الجسد الجذابة، بينما تميل النساء إلى الاعتماد على السياق الذي تجري خلاله الأحداث. على أي حال، هناك اختلافات إحصائية راسخة في أنماط الاستجابة الجنسية لكل من الرجال والنساء.

اقرأ أيضًا: كيف يؤثر الإدمان على الأفلام الإباحية في حياتنا الجنسية؟

كما تميل تجارب النساء والرجال في العلاقات إلى الاختلاف أيضًا؛ إذ تميل النساء عادة إلى الشعور بالتجاهل والإهمال، فيما يميل الرجال إلى الانتقاد.

تثار حولي الكثير من الأسئلة حول أصل ومعنى الاختلافات الجنسية، خصوصًا من طرف العلماء الذين يدرسون أدمغة الرجال والنساء والفروقات بينها.

 

الدماغ والعقل

من المفترض أن يكون علم الدماغ أكثر موضوعية وأقل تحيزًا، ولكن لدراسة الكثير من العقول، نحتاج إلى دراسة كميات هائلة من قواعد البيانات، بما في ذلك الحاجة للرياضيات وعلوم البيانات عالية المستوى. لذلك، يمكن للخبراء أن يختلفوا حول ما تعنيه النتائج.

وكما ذكرت الباحثة في علم الدماغ دافنا جويل، فقدت أفادت الدراسات العلمية بوجود الكثير من الاختلافات الإحصائية بين الرجال والنساء؛ إذ تميل أدمغة الإناث إلى أن تكون أصغر حجمًا بشكل عام، إضافة إلى بعض الاختلافات في أحجام أجزاء الدماغ.

 

فكرة الفسيفساء

وكما يقول بعض الخبراء في مقال علمي نشر عام 2015 تحت عنوان “الجنس وراء الأعضاء التناسلية: فسيفساء الدماغ البشري”، فإن قلة من الرجال والنساء لديهم أدمغة كاملة ذكورية أو أنثوية؛ بما يعني أن دماغ الرجال والنساء تحتوي على ميزات من أدمغة الجنسين على حد سواء، بما تطلق عليه الدراسة “فسيفساء”.

اقرأ أيضًا: احذر من استخدام هاتفك لمشاهدة الأفلام الإباحية!

لدى القائمين على الدراسة فرضية تستند إلى دراسة على أدمغة فئران تعرضت لإجهاد نفسي لمدة 15 دقيقة، ما تسبب بإحداث تغييرات على أدمغة الفئران الذكور، دفعت إلى تحول الأدمغة إلى أدمغة فئران إناث، وبالعكس.

ويمكن لبعض الأجهزة الطبية أن تكشف بدقة ما إذا كانت دماغ الإنسان ذكرًا أم أنثى، في أي وقت بنسبة 93%.

 

هل يمكن تطبيق الفكرة على البشر؟

باعتباري معالجًا جنسيًا، أجد فكرة الفسيفساء جذابة، فالكثير من الأشخاص يظهرون إشارات على امتلاك أدمغتهم لعوامل مشتركة من الجنسين.

ولكن فيما يتعلق بسؤالنا، نتعامل مع العقول التي تتأثر بشكل كبير بالثقافة، ولا يمكن للثقافة أن تمنع العقل من التعبير عن الميول. قد ترفض الثقافة مثلًا أن يكون الشخص مثليًا، لكنها لا تفعل الكثير لتغيير ذلك!

اقرأ أيضًا: أكاديمي أسترالي يكشف الدافع الحقيقي وراء كل الشرور في العالم

بصفتي طبيبًا، واجهت باستمرار الميول المتغيرة للعقول في الجنس عند عملائي. وفي مقال سابق لي، ناقشت كيف تميل رغبة بعض الرجال باتجاه الرجال الآخرين، بدلًا من النساء؛ إذ يميل بعض الرجال الأقوياء إلى تغيير الشغف في الشريك، الأمر الذي قد يكون مربكًا للشريكة.

أما النساء فعادة ما يحتكرن الرغبة في الاستجابة؛ إذ تعمد النساء إلى الاهتمام أكثر بما يرغب به الشريك. لا يكون الرجال بالعادة كذلك، ولكن في بعض الحالات قد يفعل بعضهم ذلك.

طبيعة هؤلاء الرجال الجنسية تتشابه مع عادات النساء، وهذا يتطابق مع نظرية الفسيفساء التي قدمتها الدراسة المذكورة؛ إذ إن الطبيعة المثيرة للرجال تشتمل على بعض الأجزاء الأنثوية.

مثال آخر هو أن الرجال يميلون إلى الاستمناء أكثر من النساء، ولكن بعض النساء تفعل هذا الأمر بشكل متكرر، بما يظهر أن هؤلاء النساء لديهن الفسيفساء ذاتها.

اقرأ أيضًا: هل تعاني من إدمان الهواتف الذكية؟ إليك المخاطر وطرق العلاج

مثال آخر هو أن بعض الرجال لا يستجيبون تلقائيًا للجسد العاري للشريك، وأن ذلك يتطلب سياقًا مثيرًا للاهتمام، كما تفعل النساء.

كل هذه أمثلة على أن النساء والرجال يتشاركون خصائص مختلفة يتميز بها الجنسان، بما يثبت استيراد خصائص من الجنس الآخر.

من المحتمل أن يستغرق علم الدماغ وقتًا طويلًا قبل أن يدرك مدى تعقيد السلوك البشري الجنسي. ولكن يمكن القول حتى الآن إن من المؤكد أن أدمغتنا تتكون من هذه “الفسيفساء” الجنسية. وكلما تعلمنا عن الجنس البشري، كلما أدركنا أن الناس أكثر تنوعًا من الناحية العرقية، وأتوقع أن تكون فكرة “الفسيفساء” جزءًا مهمًا من اللغز.

 

المصدر: سايكولوجي توداي

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة