ثقافة ومعرفةمجتمع
هل تخاف من الفشل؟ عليك أن تغير رأيك بعد هذا التقرير!
لماذا لا يكون الفشل شيئًا سلبيًا دائمًا؟

كيو بوست –
يقع الكثيرون في هاجس الخوف من الفشل، فيمتنع هؤلاء عن أخذ أي مخاطرة كان بإمكانها أن تحدث تحولًا إيجابيًا في حياتهم. ولكن من الطبيعي جدًا أن يخطئ الإنسان في بعض مراحل حياته، ولكن ليس من الطبيعي أن يستسلم، وأن يمتنع عن التجربة مرة أخرى، فهناك الكثير من الدراسات العلمية التي أثبتت الفوائد التي يمنحها الفشل للإنسان، فطريق النجاح محفوف بالمخاطر، وللوصول إليه، لا بد من الوقوع في الفشل مرة أو مرات عدة. إذًا هل الخوف من الفشل أمر صحي؟ هكذا أجابت الدراسات:
في دراسة قامت بها جامعتا بيلكنت التركية وجامعة غنت البلجيكية، استجوب فيها أكثر من 1000 طالب في مرحلة الثانوية العامة والمرحلة الجامعية، عن الإستراتيجيات التي يتبعونها في التعليم، والحافز الذي يتخذونه لذلك، فجاءت النتائج أن الطلاب الذين يخشون الفشل هم أكثر حذرًا في اتخاذ خطواتهم، وأكثر تحديدًا لأهدافهم، وأقل استخدامًا لإستراتيجيات تعلم أكثر فعالية من التي يمارسونها، مما يقلل من فرص تطور أدائهم وقدراتهم.
أما في دراسة أخرى أجرتها جامعة ديوك، قامت بمقارنة ما بين رجال أعمال نجحوا في إنجاز مهام دون أي فشل، وبين آخرين قد فشلوا في إنجازها. وجدت الدراسة أن من نجحوا فيها، أصبحوا راضين عن أنفسهم بشكل كبير، مما أدى إلى خفض اهتماماتهم في البحث عن إستراتيجيات جديدة لتحسين العمل. أما من فشلوا في أداء المهمة، فقد قاموا بالبحث عن إستراتيجيات أخرى للنجاح، وأصبحوا أكثر قدرة على الابتكار، وإيجاد الحلول للمشاكل التي تواجههم.
أما الفشل، وبحسب صحيفة هافينغتون بوست الأمريكية، فيمكنه أن يكون المحطة الأساسية للباحثين عن النجاح، فهو في كثير من الأحيان يساعدك على اكتشاف الأشياء التي تحب أن تفعلها في حياتك، فإن فشلت في مشروع معين، فهذا يعني أنك لم تملك الشغف المناسب للنجاح فيه. كما ويساعدك اكتشاف مهاراتك وتقييمها، ومعرفة مواطن الخلل، على محاولة التغلب على المعيقات، وهي فرصة لبناء شخصيتك من خلال اكتساب تجارب وخبرات متعددة، بالإضافة إلى اكتساب مناعة ضد الإحباط الشديد بعد تعرضك للفشل، لتكون بعدها قادرًا على النهوض والمحاولة من جديد.
لهذا، يبدو أن عليك أن ترحب بالفشل، لما له من دور كبير في تطوير أدائك نحو الأفضل، ولكن إن ما يزال الخوف يلازمك، فننصحك بالآتي:
1- لا تلم نفسك عند الفشل، واعلم أن طريقة معالجتك للأمر هي التي لم تنجح، وهذا لا يعني أنك فاشل، ما عليك فقط إلا أن تعرف ما السبب، وتحاول مرة أخرى.
2- انتبه لكلماتك، واختارها بحذر، لأن لها تأثيرًا قويًا على نفسك، فبدلًا من أن تخبر نفسك أنك فشلت قل “لم أنجح”، وإنك تستطيع أن تفعلها بشكل أفضل في المرة المقبلة.
3- ركز على ما يمكنك السيطرة عليه، فعند خضوعك لاختبار أو لمقابلة عمل، ركز على السيطرة على أدائك، والقيام بواجبك على أكمل وجه، فأنت تستطيع التحكم بنفسك، ولا تستطيع التحكم بالآخرين.
4- تعلم من الفشل؛ عندما تسوء الأمور، انظر للأمر على أنه فرصة يمكنك فيها التغيير من أدائك، وجعله أكثر كفاءة في المرة المقبلة، فلا تيأس، ولا تتخل عن حلمك بسبب سقطة واحدة.