شؤون عربية

هل تحاول إسرائيل استرضاء الدروز؟

الدروز وموقعهم في الصراع في سوريا وإسرائيل

خاص- كيو بوست- قبل أيام وعقب تصاعد حدة القتال في قرية “حضر” الدرزية، الواقعة على الجانب السوري من مرتفعات الجولان، إثر محاولة فصائل المعارضة المسلحة اجتياح القرية، خرج المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي وأعلن استعداده لحماية القرية، إذ قال المتحدث باسم الجيش، الجنرال رونن مانيليس في بيان له: “أن الجيش الإسرائيلي جاهز لمنع تعرض” حضر” للأذى أو الاحتلال كجزء من التزامنا إزاء المجتمع الدرزي.. وأن الجيش يتابع التطورات في منطقة حضر”. وأضاف المتحدث باسم الاحتلال: “تدور في السنوات الأخيرة حرب داخلية في سوريا، والسياسة الإسرائيلية بهذا الخصوص واضحة جداً، نحن لا نتدخل في القتال ولا نساعد أي طرف، ومن الجهة الأخرى نمنح مساعدات إنسانية وطبية لسكان الجولان من أجل تخفيف معاناتهم”.

هل تسعى إسرائيل لاسترضاء الدروز؟ أم لرفع الشبهة عنها؟

مسارعة جيش الاحتلال لتسجيل موقف منحاز لأهالي قرية حضر السورية، بعد محاصرتها من قبل المعارضة السورية المسلحة جاء بعد دعوات رئيس “لجنة التواصل الدرزية” في إسرائيل، علي معدي، للجنود الدروز في وحدات الجيش الإسرائيلي إلى ترك مواقعهم بدعوى أنه لا يجوز لهم الخدمة في جيش يدعم الجماعات الإرهابية التي تذبح الدروز في بلدة الحضر. وأضاف الشيخ علي معدي، بأن المجموعات الإرهابية المسلحة بما فيها جبهة النصرة حاصرت قرية الحضر الدرزيّة، بتواطؤ ودعم مقدّم من الجيش الإسرائيلي الذي سهّل مرورها.

وطالب معدي الجنود الدروز الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي، مساندة أهالي حضر، واعتبر أن اعتراض قوات الاحتلال طريق القيادات الدرزية ومنعهم من التوجه إلى الجولان، لمساندة أبناء الطائفة هناك، سيخلق أزمة بين الدروز وإسرائيل.

وعلى أثر ذلك أقامت قوات من شرط الاحتلال حواجز على تخوم الجولان السوري المحتل، بزعم الحفاظ على الأمن العام، بعد وصول المئات من أبناء الطائفة للسياج الحدودي، ومحاولتهم اقتحام الحدود لمساندة أهاليهم في سورية، ثم ومع استمرار الضغوطات، وتمكن عشرات الشبان من الجولان المحتل من تجاوز السياج الأمني، ودخول الأراضي السورية، استطاعت قوات من الجيش الإسرائيلي أعادتهم من هناك.

ثم أعلن جيش الاحتلال استعداده لحماية القرية التي أصبحت ساحة حرب بين الجيش السوري والمعارضة.

وكتب الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت مقالاً لـ موقع” المونيتور” وترجمته كيوبوست، قال فيه أن الإعلان الإسرائيلي كان له تأثيره بتهدئة الوضع وإعادة الهدوء النسبي للمنطقة بالإضافة إلى أن إعلان إسرائيل خلق واقعاً جديداً تماماً، وهو أن عملاً عسكرياً إسرائيلياً داخل سوريا أصبح أمراً محتملاً.

ووصف الكاتب نجاح إسرائيل بعدم الانجرار للحرب في سوريا طوال ست سنوات من اندلاعها على السياج الشمالي لها “بالإنجاز الاستراتيجي الجوهري”، رغم التسرب المتكرر لقذائف الهاون والقصف المدفعي تجاه هضبة الجولان، ورغم الحرب المندلعة على طول حدود الجولان بين مجموعات المتمردين، وتزايد قصف السلاح الجوي الإسرائيلي لشحنات السلاح من سوريا لحزب الله، ومحاولة الأخيرة فتح جبهة ثانية تجاه إسرائيل في الجولان، إلا أن حكومة إسرائيل نجحت في البقاء خارج دائرة سفك الدماء، بحفاظها على الردع الإسرائيلي من جهة، وتمسكها بالخطوط الحمراء التي استندت عليها من جهة أخرى، على حد قوله.

 وأضاف الكاتب أن إسرائيل أصرت على عدم الاقتراب من الحرب في سوريا، رغم المطالب التي دعت لذلك ، إلا في حالة تجاوز الخطوط الحمراء كنقل السلاح من مخازن الأسد ليد حزب الله،  لكن من أجل الدروز في قرية حضر كسرت إسرائيل هذه القاعدة، كون الدروز في “إسرائيل” يشكلون تحالفاً مع الصهيونية ويعتبرون مواطنين مخلصين على حد قوله.

 

روابط عميقة تربط بين دروز سوريا وفلسطين المحتلة

 وبحسب ” بن كاسبيت”، فإن هناك علاقات قوية تجمع بين مراكز الدروز في الشرق الأوسط، كما أن الدروز في “إسرائيل” مقربون جداً من أخوانهم في سوريا ويعتبروا في كثير من الحالات فروعاً من نفس العائلة.

ووفقاً لإدعاء الكاتب، فأن الدروز في فلسطين المحتلة يشكلون تحالفاً مع الدولة الصهيونية ويعتبرون مواطنين مخلصين وجنوداً شجعان، كما أن مقابر “إسرائيل” العسكرية ممتلئة بمقاتلي الدروز في الجيش. وهذا ما يجعل الوضع يثير الغرابة- وفقا للكاتب، حيث أن الدرزي الذي يعيش في الأراضي المحتلة يوالي حكومة إسرائيل، وقد يكون أحد أفراد أسرته درزي آخر سوري موالي لبشار الأسد، فإن وصلت الأمور إلى حد الحرب بين إسرائيل و سوريا، سيجد الدروز أنفسهم على طرفين نقيضين وسيبقى كل منهم موالياً لدولته، ولكن أيضاً لطائفته ولعائلته في الوقت نفسه.

الطائفة الدرزية في سورية     

يمثل الدروز بحسب إحصاءات 2011 ما نسبته 3% من الشعب السوري، البالغ تعداده قبل الحرب الأهلية 23 مليون نسمة، وينتشرون في العديد من المناطق داخل سوريا، إلّا أن جبل حوران يعتبر التجمع الأهم لهم، إذ يشكلون غالبية سكانه وفيه أهم قراهم ومدنهم؛ كالسويداء وشبها وصلخد… ويتواجدون أيضا في محافظة القنيطرة، وجزء منهم في الجولان المحتل وريف دمشق وإدلب.

يذكر أن الطائفة الدرزية تأسست في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي عام 1020م، على يد محمد بن إسماعيل الدرزي، فيما أشارت بعض الماصدر إلى أن المؤسس الفعلي للطائفة هو حمزة بن علي بن محمد الزوزني، وقد أختلف الرجلان في حينه، فهاجر الأول إلى الشام واشتهرت الطائفة بإسمه. ومنذ ذلك الحين تواجد الدروز في سوريا والتي تعد الآن أكبر تجمع لهم في العالم، فيما يقارب عددهم 700,000 نسمة.

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة