الواجهة الرئيسيةترجماتصحة
هل تتحول إيران إلى بؤرة وباء كورونا في الشرق الأوسط؟
تناقضات في الأرقام المعلنة وانتقادات دولية

كيوبوست – ترجمات
كان المركز الوبائي لمكافحة انتشار فيروس كورونا في الشرق الأوسط التابع للسلطات الإيرانية، قد أصدر تقريرًا يوم الجمعة الماضي، مفاده ارتفاع عدد حالات الإصابة من 58 إلى 388 مصابًا، فضلًا عن ارتفاع عدد الوفيات من 30 إلى 34 حالة. كما حذَّر وزير الصحة الإيراني من مرور بلاده بأسبوع صعب على خلفية انتشار الوباء، بينما نفت السلطات ما ورد في تقرير قناة “بي بي سي” الفارسية، والذي قدَّر عدد حالات الوفيات بما لا يقل عن 210 حالات طبقًا للاستفتاءات التي جمعتها الوكالة الإخبارية من المستشفيات الإيرانية.
وكانت المعلومات التي وردت عن السلطات الإيرانية عقب تسجيل أول حالة وفاة قد اتسمت بالتشوش والارتباك، وكان عدد حالات الإصابة المؤكدة يتزايد بشكل ثابت منذ تلك اللحظة؛ حيث تم تسجيل معظمها في مدينة قم الشهيرة كمركز للحج يخص المسلمين الشيعة، إلا أن الأعداد كانت تتزايد في طهران ومناطق أخرى من الجمهورية الإيرانية التي يبلغ تعداد سكانها 80 مليون نسمة.
اقرأ أيضًا: اطمئنوا.. ليست هناك علاقة مباشرة بين فيروس كورونا والإيدز
وقد بدا على المسؤولين الكبار في إيران الرغبة في التقليل من شأن الكارثة، فلجؤوا إلى الحديث عن انتشار الفيروس باعتباره تحت السيطرة، وعوَّلوا على استغلال القوى الخارجية لأمرٍ من هذا القبيل كتكتيك متعارف عليه؛ لإثارة الرعب في الجماهير، لكن ما هو مؤكد بالفعل أن هناك نحو 7 مسؤولين حكوميين قد أصيبوا بالعدوى؛ من بينهم السيدة الأولى في الحكومة الإيرانية، ونائب وزير الصحة الذي كان من بين مهامه إدارة خطة مكافحة الفيروس. كما أشارت عدة بلدان مجاورة للحدود الإيرانية إلى حدوث بعض الإصابات نتيجة حالات وافدة من إيران. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ حيث أشارت بلدان بعيدة تمامًا مثل كندا والنرويج ونيوزيلندا، إلى الأمر نفسه.

وكانت السلطات الإيرانية قد اتخذت بعض الإجراءات بدءًا من الأسبوع الماضي؛ حيث أمرت بإغلاق المدارس ومنع صلاة الجمعة، بالإضافة إلى وضع القيود على دخول الوافدين الصينيين إلى الأراضي الإيرانية؛ على اعتبار أن الصين هي المصدر الأساسي للعدوى. ويأتي ذلك القرار على الرغم من حرص طهران على الحفاظ على علاقة وطيدة مع الجانب الصيني؛ حيث يمكن اعتبار بكين خط النجاة لإيران في مواجهة العقوبات الاقتصادية الأمريكية.
اقرأ أيضًا: “كورونا”.. تكاليف اقتصادية وسياسية ترهق الصين
وصرَّح وزير الصحة سعيد نامكي، إلى التليفزيون الإيراني، قائلًا: “سنواجه أسبوعًا صعبًا”. وعلى الرغم من أن السلطات الإيرانية لديها حتى الآن تصور تام لخريطة انتشار الفيروس؛ فإن نامكي عاد ليقول: “نتوقع زيادة أعداد المصابين خلال الأسبوع المقبل، وبالتحديد خلال الأيام المقبلة”. غير أن ما حدث هو أن السلطات الإيرانية رفضت الاعتراف بالتقارير التي بثتها قناة “بي بي سي” الفارسية، والتي قدرت تعداد الضحايا بنحو 210 حالات، وذلك طبقًا للتقارير التي جمعتها من كل مستشفى على حدة في أرجاء الجمهورية الإيرانية كافة.
ولعل ما ضاعف حالة التشوش التي أحاطت بالتقارير الرسمية هو الأشخاص الذين تعرضوا إلى الوفاة، والذين بلغ عددهم نحو 10 في المئة من إجمالي عدد الإصابات. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أشارت إلى أن هناك نحو اثنين في المئة يتعرَّضون إلى الموت من إجمالي المصابين، وإذا صحَّت التقارير الرسمية الإيرانية حول عدد الوفيات ذاك؛ فإن الأعداد الحقيقية للمصابين من الممكن أن تكون أعلى من ذلك بكثير.

وما زاد الطين بلة هو تصريحات ناهيد خداكرمي، مديرة الجمعية الصحية بمجلس مدينة طهران؛ حيث أشارت يوم الجمعة الماضي، خلال تصريحات إعلامية أدلت بها، إلى أن أعداد المصابين تتراوح بين 10000 و15000 حالة إصابة، ولم يتم التأكد من الطريقة التي توصلت بها خداكرمي إلى تلك الأرقام. وعلى كلٍّ، ما نتج عن هذا الأمر هو مضاعفة حالة التشوُّش والتناقض التي طغت على التقارير الرسمية الإيرانية.
اقرأ أيضًا: ما مصدر فيروس كورونا.. الثعابين والخفافيش أم البنغولات؟
وكان وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو، قد أدلى ببعض التصريحات حول هذا الأمر، وذلك خلال استجواب رسمي وجَّهه إليه الكونجرس يوم الجمعة الماضي. وأشار بومبيو، الذي عمل في إدارة ترامب على تنفيذ العقوبات الاقتصادية على إيران، خلال الجلسة، إلى أنه لا يعتقد أن طهران تمتلك الاستعدادات الكافية لمواجهة الوباء. حيث قال: “لا تمتاز البنية التحتية للرعاية الصحية في إيران بالكفاءة، ولا أعتقد أن الإيرانيين لديهم الرغبة في الكشف بشفافية عما يحدث بالضبط داخل بلادهم”.
المصدر: نيويورك تايمز