شؤون خليجية

هل تبددت آمال الوحدة؟ كل ما تريد معرفته عن مجلس التعاون الخليجي

حالة الانشقاق تهدد وجوده

كيو بوست – 

انعقدت قمة مجلس التعاون الخليجي الـ39 في العاصمة السعودية الرياض في ظل الأزمة الخليجية التي تخيم للسنة الثانية. وقد امتنع أمير قطر عن حضور القمة رغم تلقيه دعوة من الملك سلمان لحضورها.

مجلس التعاون الذي تأسس عام 1981، شهد حالة انقسام منذ بدء الشقاق مع دولة قطر ومقاطعتها من قبل جاراتها في الخليج على إثر اتهامات بدعمها للإرهاب، والتدخل في شؤون البلاد العربية الأخرى، وتغذية حالة عدم الاستقرار فيها ضمن امتدادات الربيع العربي.

 

ماذا نتج عن القمة الثانية في ظل المقاطعة؟

تطرقت القمة إلى موضوع مقاطعة قطر، وأشار وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إلى ضرورة استجابة قطر “لمطالب الدول الأربع” في أعقاب اختتام القمة.

وكرر الجبير تأكيد موقف الدول الأربع المقاطعة لقطر (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) بالقول إن “الأشقاء في قطر يعلمون ما هو مطلوب منهم للعودة كعضو فعال في المجلس”، مضيفًا: “ونحن ننتظر من قطر تبني السياسات المطلوبة لكي نتعامل معهم”.

لكن موضوع قطر جاء في جزئية من القمة، في حين خرج البيان الختامي للقمة بتوصيات عامة أكد فيها القادة الخليجيون على “حرصهم على مجلس التعاون ووحدة الصف بين أعضائه لمواجهة التحديات” في المنطقة.

كيو بوستس

وقال أمين عام مجلس التعاون عبد اللطيف الزياني إن “على المجلس وضع خارطة طريق لتحقيق التكامل بين أعضاء المجلس بما يضمن المزيد من النمو والرخاء للمواطنين”.

وعلى المستوى الاقتصادي، شدد البيان الختامي على أهمية التطبيق الشامل لبنود الاتفاقية الاقتصادية بين دول المجلس والالتزام الدقيق بها “للوصول إلى التكامل الاقتصادي، وإزالة كل العقبات أمام ذلك؛ بهدف تحقيق الوحدة الاقتصادية بحلول 2025”.

 

كيف تأسس مجلس التعاون؟ ولماذا؟

يضم مجلس التعاون الخليجي حاليًا 6 دول عربية هي: السعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين وعمان.

وتشكل دول مجلس التعاون الخليجي أعلى احتياطي نفط في العالم، وثاني أعلى احتياطي من الغاز. ويعرف المجلس كمنظمة إقليمية سياسية واقتصادية وعسكرية أمنية عربية. تأسس المجلس في 25 مايو/أيار 1981 في الاجتماع المنعقد في العاصمة السعودية الرياض.

وكان أمير الكويت السابق الشيخ جابر الأحمد الصباح صاحب فكرة إنشائه. يتولى الأمانة العامة للمجلس حاليًا عبد اللطيف بن راشد الزياني. ويتخذ المجلس من العاصمة السعودية الرياض مقرًا رئيسًا له.

ومن العمليات العسكرية التي خاضها المجلس، الحرب ضد الحوثيين في اليمن بعد انقلابهم على حكم الرئيس عبد ربه منصور هادي. وتدخل التحالف في الأزمة بناء على طلب من الأخير.

 وقد طلب الأردن الانضمام للمجلس خلال العامين الأخيرين.

 

على طريق الوحدة الكاملة

كان أحد أهداف المجلس تحقيق وحدة كاملة بين دول الخليج والأعضاء الداخلين فيه، لكن بعد أزمة مقاطعة قطر حدث انقسام واضح؛ قطر في جانب منفردةً، في مواجهة حلف يشمل السعودية والإمارات والبحرين، بينما كل من الكويت وسلطنة عمان في حالة أقرب إلى الحياد؛ أي أن الوحدة شبه مفقودة.

ومن بين الأهداف التي وضعها المجلس تحقيق التعاون والتكامل بين دوله وتوثيق الروابط بين الشعوب، ووضع أنظمة متماثلة في مختلف الميادين الاقتصادية، والمالية، والتجارية، والجمارك، وغيرها من الأنشطة الاقتصادية المختلفة.

إلا أن المجلس لم يحقق الآمال المطلوبة من وجهة نظر كتاب خليجيين. يقول الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد، في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط تحت عنوان “هل حان إنهاء مجلس التعاون”، إن المجلس “فشل فشلًا ذريعًا في ردع الاعتداءات داخل المنظومة، وعجز عن وقف السلوك العدواني من دولة واحدة لأكثر من ربع قرن”.

“مجلس التعاون اليوم انشق إلى مجلسين، وإن استمر الوضع المتأزم كما هو اليوم، فسينتهي مجلس التعاون لدول الخليج إلى غير رجعة، إلا من اتفاقات ثنائية “، أضاف الراشد.

وفي ظل حالة الانشقاق السائدة، وغياب أية فرصة للتصالح الداخلي، لا يبدو أن المجلس سيشهد فاعلية وحضورًا بارزًا خلال قادم السنوات، وإن كانت هنالك محاولات للسير قدمًا في العلاقات بين الدول الأعضاء الحالية.

حمل تطبيق كيو بوست على هاتفك الآن، من هنا

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة