الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
هل تؤدي جائحة كورونا إلى تمكين الصين على حساب الولايات المتحدة؟
"فورين أفيرز" تسأل والخبراء يجيبون

كيوبوست – ترجمات
لا شك أن تداعيات جاحة كورونا قد ألقت، وما زالت، بظلالها على كل مفردات الحياة؛ البسيط منها والمعقد. وبما أن العالم كان بالفعل على موعد مع حرب باردة مستمرة بين الولايات المتحدة والصين كقوة صاعدة ومؤثرة، فإنه من المتوقع أن يضاعف الوباء من وتيرة تلك الحرب أو ربما يشكل نقطة تحول دراماتيكية في مسارها التاريخي.
اقرأ أيضاً: الحرب المحتمة.. هل تنجح الولايات المتحدة والصين في تجنب مصيدة ثيوسيديدس؟
وفي إطار متابعتها هذا الملف، أعدت مجلة “فورين أفيرز” استبياناً شمل العديد من الخبراء والأكاديميين؛ حيث طُلب من المشاركين أن يذكروا ما إذا كانوا متفقين أم مختلفين مع فرضية أن الجائحة من شأنها أن تؤدي إلى تمكين الصين على حساب الولايات المتحدة، وقد أجابوا على النحو التالي:
1- أندرو ناثان

أعتقد أن جائحة كورونا فرصة جيدة لتمكين الصين على حساب الولايات المتحدة؛ ليس لأن الصين تتعامل مع “دبلوماسية الأقنعة” بشكل جيد، بل لأن الولايات المتحدة تتعامل مع الجائحة بشكل مخجل للغاية، سواء في الداخل أو الخارج.
اقرأ أيضاً: تسييس “كورونا”.. يشعل فتيل حرب باردة جديدة بين أمريكا والصين
وسوف يتم تمكين الصين؛ بسبب مسار النمو الاقتصادي الذي استقر على 1%، في حين أن الولايات المتحدة تنكمش بشكل حاد خلال عام 2020، وكذلك قدرة الصين على التعامل مع فيروس كورونا بشكل حاد وسريع؛ بما سمح باستئناف سلسلة التوريد، في حين لا تزال الولايات المتحدة وحلفاؤها مغلقين بشكل كبير. ومن جانبٍ آخر، نجد احتمالات المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة آخذة في الازدياد أيضاً. وعلى الرغم من أن ذلك يشكل خطراً كبيراً على كلا الجانبين؛ فإنه من الواضح أنه أسوأ بالنسبة إلى الصين.
2- ستيفن والت

ما لم تظهر بيانات جديدة ومحسنة عن أن استجابة الصين لأزمة جائحة كورونا كانت أقل فعالية مما يبدو، فسوف يُنظر إلى الصين على أنها قد قامت بعمل أفضل كثيراً في الاستجابة لهذا التحدي مقارنة بالولايات المتحدة. وهذا التفاوت من شأنه أن يعزز التصورات العالمية بأن القيادة الصينية أكثر كفاءة من القيادة الأمريكية، وبالتالي تعزيز نفوذ بكين.
اقرأ أيضاً: وباء كورونا.. كيف استطاعت الصين إدارة الأزمة؟
3- ألكسندر كولي

إن كلاً من الولايات المتحدة والصين تعانيان ضرراً لحق بسمعتيهما بسبب تلك الأزمة. وتشمل أخطاء بكين تعتيمها على تفشي الفيروس والدبلوماسية العدوانية الهدامة في أوروبا مؤخراً. ولكن استجابة أمريكا الوطنية الفوضوية -وهو الموضوع الذي يُسلط عليه الضوء في مختلف أنحاء العالم يومياً- والافتقار إلى القيادة بشأن الاستجابة العالمية للجائحة من شأنه أن يقوِّض مكانتها المهيمنة؛ وهو الأمر الذي يزيد من تدنيها.
اقرأ أيضاً: على طريقة الذئب المحارب.. الدبلوماسيون الصينيون مستعدون لقتال الخصوم
4- ميليسا لي

لعبت استجابة الصين العنيفة؛ ولكن على ما يبدو الفعالة للجائحة، على النقيض من تردد الولايات المتحدة وافتقارها إلى الكفاءة، دوراً في نشر تجربة الدولة السلطوية الكفؤة. وهذا من شأنه أن يعزز جاذبية النموذج الصيني على حساب نموذج الدولة الديمقراطية الليبرالية المقيدة التي طالما دافعت عنها الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً: الصين تسيطر على سوق الدواء.. والغرب يعيش مرحلة ما بعد الصدمة
وعلاوة على ذلك، فإن غياب القيادة الأمريكية عن الساحة الدولية يعمل على تآكل هيبة الولايات المتحدة وقوتها الناعمة، في حين أنه يخلق فرصة للصين لملء هذا الفراغ.
5- آرون فريدبرغ

ربما يكون الوقت مبكراً جداً للحديث عن ذلك؛ لكن من المرجح أن تُلحق هذه الجائحة أضراراً بالغة بالاقتصاد الصيني، وربما تهدد الاستقرار الاجتماعي في البلاد. والواقع أن افتقار بكين إلى الشفافية خلال المراحل الأولى لتفشي فيروس (كوفيد-19) ومحاولاتها اللاحقة لقمع الانتقادات، من الممكن أن يؤديا إلى ردود فعل دولية خطيرة؛ وهو ما من شأنه أن يحد من نفوذها.
6- كيلي ماغسمن

أعتقد أن جائحة كورونا ستكون في نهاية المطاف بمثابة دفعة لتمكين الصين على حساب الولايات المتحدة. ففي حين فشلت إدارة ترامب بشكلٍ واضح في استجابتها الوطنية، ارتكبت الصين أيضاً بعض الأخطاء الخطيرة في وقت مبكر من الأزمة من حيث الشفافية وسُبل الوصول، وما إلى ذلك.
وتعمل إدارة ترامب الآن جاهدة لتوجيه كل اللوم إلى الصين؛ وهو بصراحة أمر لا يحظى بمصداقية لدى الرأي العام الأمريكي الذي يراقب الافتقار إلى الاختبارات ومعدات الحماية الشخصية وفقدان الوظائف غير المسبوق.
وبطبيعة الحال، ما كان ينبغي لترامب أن يعتمد على البيانات أو المعلومات الصينية. وأي خبير في الشأن الصيني كان سيعرف ذلك؛ لكن ترامب يستمر في ممارساته غير المتسقة عندما يتعلق الأمر بشي جين بينغ. ولعل ما لا يتحدث عنه أحد هو أن هذه أزمة صحية عالمية تتطلب تعاوناً دولياً لحلها، وهو مجال لا يتفوق فيه ترامب، بل إنه لا يكف عن منح انتصارات سهلة للصين على هذه الجبهة.
7- كارلا فريمان

قد تشهد الصين تعزيز نفوذها الدولي النسبي على مدار الجائحة؛ ولكن سيُعزى هذا في الأساس إلى إخفاقات السياسة الأمريكية، وليس النجاحات الصينية. وتحظى الصين بالثناء من بعض الدوائر؛ بسبب دبلوماسيتها تجاه الوباء، لكن الأزمة حددت أيضاً نقاط الضعف في الهيكل السياسي للصين من حيث التقليل من الأزمة، والخطاب القومي، والضوابط الصارمة على بيانات الوباء، وهي من بين القضايا التي تشوه أعمال بكين ذات النيَّات الحسنة.
وتواجه الصين أيضاً تحديات اقتصادية غير مسبوقة في الداخل. وبالطبع، فإن خطاب واشنطن المعتمد على كراهية الأجانب، والانسحاب من المؤسسات الحيوية بدلاً من تعزيزها، وسوء إدارة الاستجابة للأزمة في الداخل، والافتقار إلى القيادة في تنسيق الاستجابة الدولية لهذه الأزمة العالمية، تقلل بشكل خطير من قيمة هيبة الولايات المتحدة.
8- أنّ ماري برادي

لقد ضعفت القوة السياسية والاقتصادية لكل من الصين والولايات المتحدة نتيجة لهذه الجائحة. ولأن الولايات المتحدة دولة ديمقراطية، نستطيع أن نرى الإخفاقات والعواقب. لكن على النقيض من ذلك، حاولت الحكومة الصينية فرض الرقابة على كيفية إخفائها المعلومات المتعلقة بفيروس كورونا المستجد؛ ونتيجة لذلك لم يعرف العالم الخطورة الكاملة إلا بعد فوات الأوان.
اقرأ أيضاً: لماذا لا تثق الولايات المتحدة في الأرقام الصادرة عن الصين بخصوص “كورونا”؟
وهناك رد فعل متزايد ضد الصين على الصعيد الدولي بسبب ذلك. كما حاولت حكومة الحزب الشيوعي الصيني فرض الرقابة على فوضى ويأس الحياة في ووهان وغيرها من المناطق المتضررة في الصين. والآن، يتحدثون عن الاقتصاد الصيني في ظل ظروف الوباء؛ لكن الإحصاءات الاقتصادية الحقيقية تروي قصة أخرى.
المصدر: فورين أفيرز