الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
هل بدأت المعركة المؤجلة في الشرق السوري؟
اشتباكات عنيفة بين قوات قسد والجيش السوري

كيو بوست –
بعد حسم الجيش السوري معارك دمشق لصالحه ضد المعارضة السورية، كان من الواضح أن جبهة قتال أخرى ستشتعل بين جبهات محددة لا تزال خارج مناطق سيطرة النظام الذي استعاد الجزء الأكبر من سوريا في حرب السنوات السبع الدامية.
ويبدو أن هذه الجبهة ستكون في الشرق السوري، تحديدًا حيث تتمركز قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
اقرأ أيضًا: واشنطن بوست: الحرب السورية انتهت وهذا السيناريو المتوقع لما بعدها
بدء مواجهة عنيفة
في خطوة تلمح إلى رد سوري على الضربة الثلاثية التي قادتها واشنطن ضد دمشق عقب هجوم الكيماوي، شنت قوات الجيش السوري وجماعات مسلحة موالية هجومًا مدعومًا من روسيا -وصف بالعنيف- على قرى في ريف محافظة دير الزُّور، كبرى مدن الشرق السوري.
وقالت قوات سورية الديموقراطية (قسد) إنها استعادت السيطرة على القرى بعد دخولها من قبل النظام في وقت سابق، الأحد.
وأسفرت المعارك عن مقتل 6 عناصر من من قوات “قسد”، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) قد ذكرت في وقت سابق أن قوات النظام “حررت” أربع قرى هي الجنينة والجيعة وشمرة الحصان وحويقة المعيشية التي كانت تحت سيطرة قسد.
الدعم الروسي للهجوم النظامي يدفع بتوتر جديد، يُضاف إلى حالة التوتر السائدة بين واشنطن وموسكو في الملف السوري.
وتسيطر قوات النظام على مدينة دير الزور، وكامل الضفة الغربية لنهر الفرات منذ نحو عام، عقب قتال مع تنظيم داعش، وفي الضفة الشرقية تتمركز قوات سورية الديموقراطية.
مواجهة روسية أمريكية
تفتح معارك دير الزُّور المواجهة بين الروس والأمريكيين في سوريا على احتمالات التصادم العسكري، فمن جانب، تسعى روسيا لبسط سيطرة النظام على كامل الأرض السورية وتحقيق المزيد من المكاسب على الأرض.
ومن جانب آخر، تقدم واشنطن دعمًا كبيرًا لقوات سوريا الديمقراطية -خليط من مقاتلين عرب وأكراد- لمواصلة السيطرة على الضفة الشرقية من نهر الفرات، حيث تتواجد أكبر حقول النفط في سوريا.
ورغم استبعاد محللين وقوع مواجهة حقيقية بين واشنطن وموسكو، إلا أن الأخيرة تحاول الرد على الهجوم الثلاثي الذي نفذ ضد مواقع النظام السوري ردًا على الكيماوي، من خلال تحقيق مكاسب على الأرض.
في حين يرجح مراقبون أن إيران والقوات الموالية لها هي من قادت الهجوم على قوات “قسد”، وذلك لتحقيق هدف إستراتيجي متمثل بفتح طريق بري نحو العراق.
كيف تسير الحرب؟
يصعب تصور ما يمكن أن تؤول إليه الأمور في الشرق السوري، فجبهة قوات قسد تلقى دعمًا غربيًا، وأي معركة يبدأها النظام قد تدخله بمواجهة مع التحالف الدولي.
يقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إن: «هدف النظام هو حماية مدينة دير الزور، عبر صدّ مقاتلي قسد الموجودين على الضفة قبالة المدينة».
«سُجلت في السابق اشتباكات بين الجانبين، إلا أنها المرة الأولى التي يشن فيها النظام عملية لاستعادة مناطق تسيطر عليها قسد»، أضاف عبد الرحمن.
في المقابل يقول مسؤولون في الجيش الأميركي ومحللون عسكريون إن هناك «خطوط فصل» واضحة بين قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الموجودة على الجانب الشرقي من النهر، والقوات المدعومة من روسيا وإيران على الجانب الغربي منه، للحيلولة دون وقوع اشتباكات.