شؤون عربيةفلسطينيات

هل باتت حركة حماس على أعتاب محور جديد أكثر وضوحا؟

هل تقترب حماس من إيران بخطوات متسارعة؟

لم تنقطع العلاقة بين حركة حماس وايران، لكنها مرت بتقلبات حادة بدءا من الازمة السورية وصولا الى الازمة الخليجية، عندما رحلت الحركة من الحضن السوري الى القطري والتركي معلنة موقفا حيال الحرب الدائرة في سوريا، ثم اتجاهها مؤخرا للعودة عن كل ما اتخذته من مواقف.

على إثر الموقف ضد النظام السوري بداية الازمة، غادر زعيم حماس السابق خالد مشعل من دمشق الى الدوحة ليستقر فيها، الا ان انشقاقا خفيا كان داخل الحركة حيال التحالفات الخارجية وكان من البديهي على أي مراقب أن يتتبع ذلك.

ففي وقت كان مشعل ورئيس المكتب السياسي الحالي وبعض قيادات الحركة في تحالف وثيق مع قطر وتركيا، كان التيار العسكري للحركة والمتمثل بكتائب القسام يشيد بالدعم العسكري الإيراني ومعه قيادات سياسية تمتلك نفوذا في هذا التيار مثل: محمود الزهار وعماد العلمي، عضوا المكتب السياسي للحركة.

ويمكن القول أن الحركة كانت بواجهتين، واحدة تظهر بخجل نحو ايران واُخرى نحو قطر وتركيا.

لكن آخر التصريحات للزهار كشفت عن مواقف الحركة بوضوح أكثر من ذي قبل، إذ يقول: إن علاقات “حماس″ وسورية يجب أن تتطوّر”، متبعها بدعوة إلى إيران قائلاً :”نحن نُطالب إيران من هُنا، من غزّة، بدعم حماس وحُكومة حماس وأجهزتها الأمنيّة، إضافةً إلى ما تُقدّمه من دعمٍ لكتائب القسام”.

وسبق الزهار في تصريحات التقارب مع طهران، قائد حماس في غزة يحيى السنوار الذي أعلن صراحة أن لا مُشكلة لدى حركته في تحسين العلاقات مع سوريا وعودتها إلى سابق عهدها.

كانت حماس إبان الازمة السورية قد أعلنت وقوفها إلى جانب المعارضة السورية مرجعة ذلك لما أسمته حينها “موقف انساني” على لسان قادتها، لكن يبدو أن المواقف تتبدل.

وتعتبر مصادر في حماس بحسب صحيفة “رأي اليوم”، أن الانتخابات الداخلية التي اجرتها حماس مطلع العام الجاري وتمخضت عن صعود لقيادات مثل السنوار وروحي مشتهى وصالح العاروري وخليل الحية، هي ترجمة فعلية للتوجه نحو عودة العلاقة مع سوريا، فالاسماء المذكورة تحمل توجهاً إيجابياً نحو النظام السوري.

إلا أن لا ردود سورية حتى الآن تجاه هذه التغييرات الحمساوية المتزايدة؛ في الوقت الذي تشرع فيه إيران أبوابها أمام حماس، خاصة وأنها دعت مؤخرا قياداتها الى الاستقرار في طهران، لغايات سياسية.

وقد تصب الأزمة الخليجة الراهنة في صالح علاقة متقاربة بين حماس ومثلث إيران وتركيا وقطر، فهذا المثلث يشهد تقاربا أيضا على وقع مقاطعة الخليج لقطر، واتجاه الأخيرة إلى طهران شيئا فشيئا.

وترسم هذه التغيرات في حماس ملامح مرحلة جديدة قد يكون عنوانها حلف وثيق مع إيران وسوريا وحزب الله اللبناني، مع الحفاظ على علاقات التمويل والدعم مع كل من تركيا وقطر، اللتين تغيرت مواقفهما من ايران في الآونة الاخيرة، على وقع الأزمة الخليجية؛ بالنسبة لقطر، والازمة السورية؛ بالنسبة لتركيا، إذ تدير مع ايران مفاوضات السلام السوري برعاية روسية عليا.

بعيدا عن التحالفات، فإن واقع قطاع غزة يحاصر كل من فيه، في وقت تتجه مصر لتخفيف الأزمة، ووصول تمويل إماراتي إلى القطاع بإشراف مصري مؤخرا دون أي تدخل لحماس فيه، وهذا ربما يوضح أن فحوى التفاهمات “دحلان- السنوار” جاءت بتوجه مصري لفرض قرار وواقع جديد في غزة بغية محاولة تهميش حماس، حتى وإن كانت طرفا في التفاهمات.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة