الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية

هل اغتالت حركة النهضة الباجي قائد السبسي؟

وزارة العدل التونسية تأذن بفتح تحقيق بخصوص وفاة السبسي تفاعلاً مع تصريحات لقيادي سابق بحركة النهضة أكد موته مقتولاً

كيوبوست

قررت السلطات التونسية التحقيق في ملابسات وفاة الرئيس التونسي السابق الباجي قائد السبسي، بعد نحو سنتين ونصف السنة من رحيله، تفاعلاً مع ما تم تمريره خلال برنامج تليفزيوني بإحدى القنوات التونسية عن شبهة موته مقتولاً.

اقرأ أيضاً: تونس ما بعد السبسي.. الزبيدي مستعد والغنوشي يبتز الشعب التونسي عاطفيًا

وكان محمد الهنتاتي، قيادي سابق في حركة النهضة الإسلامية، قد صرح في برنامج الاختيار، الذي يبث على قناة “التاسعة” الخاصة، الأحد، بأن السبسي “مات مقتولاً في المستشفى، والرئيس قيس سعيد يعلم ذلك”، متهماً الجهاز السري لحركة النهضة بالوقوف وراء مقتله، بعد أن أعرب عن عزمه فتح ملفات الحركة؛ خصوصاً في ما يتعلق بالجهاز السري للحركة وتغلغلها في أجهزة الدولة.

وطالب الهنتاتي وزارة الدفاع بكشف الحقيقة أمام الشعب التونسي، بنشر تقرير الطب الشرعي المتعلق بأسباب الوفاة.

شهادات عدة

والهنتاتي ليس الوحيد الذي أعرب عن تشكيكه في ملابسات وفاة السبسي؛ إذ سبق أن أعلن الناشط السياسي والقيادي السابق في حزب نداء تونس، منذر بالحاج، في الـ12 من أكتوبر الماضي، على موجات إذاعة “شمس إف إم” المحلية الخاصة، أن “قصر قرطاج كان مخترقاً والرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، تم تسميمه”، مشدداً حينها على أنه غير مقتنع بتاتاً بأن قائد السبسي توفي وفاة طبيعية. كما أوضح خلال هذا اللقاء أنه قد التقى الرئيس الراحل أياماً قبل مرضه، وأعلمه أنه قرر الدخول في معركة مع الجهاز السري لحركة النهضة.

عندما أدرك السبسي أنه أخطأ بالتحالف مع “النهضة” توفي- (صورة وكالات)

ومن جانبه، شكك نجل الرئيس الراحل حافظ قائد السبسي، المقيم في باريس حالياً، في يونيو 2020، في أن تكون وفاة والده طبيعية، وقد سارع، متحدثاً باسم عائلته، بالترحيب بفتح التحقيق في موضوع وفاة والده، معتبراً أنه أمر إيجابي لمعرفة الحقيقة؛ خصوصاً أنه قد سبق أن تحدث عن توقيت وظروف وفاة والده “المسترابة”، على حد قوله.

وقال على صفحته عبرفيسبوك” إنه من حق الشعب التونسي وعائلته معرفة الحقيقة إن كانت وفاته طبيعية أم لا، مذكراً بأن مغادرته الوطن كانت غصباً عن إرادته، موضحاً “تم تهديدي ومحاولة إلصاق تهم كيدية لي ولعائلتي، وأعتقد أن هذا كانت له علاقة بملف وفاة والدي لطمس الحقيقة”، مشيراً إلى أن معطيات مرضه المفاجئ ثم وفاته قبل ثلاثة أشهر من تاريخ الانتخابات التشريعية والرئاسية تثير الشكوك.

كما ذكر نور الدين بن تيشه، المستشار السياسي للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، الأربعاء الـ29 من ديسمبر، أنه في يوم نقل الرئيس الراحل إلى المستشفى قال لابنته سلوى حرفياً قبل الوصول “حطوا لي (وضعوا لي) قنبلة في كرشي (بطني)”.

اقرأ أيضاً: تونس تودع رئيسها.. وتبدأ مبكرًا رحلة البحث عن خليفته

وأضاف “عندما حاوَلَت طمأنته كان هو يرد عليها بالقول: المرة هذه موش لباس (هذه المرة لست بخير)”.

نجل السبسي يشكك في موت أبيه بشكل طبيعي- (صورة وكالات)

ضربة قاضية

وفي حال ثبوت ضلوع “النهضة” في اغتيال الرئيس الراحل، فإن الحادث سيكون بمثابة الضربة القاضية للحركة التي تقاوم من أجل عدم الاختفاء من المشهد السياسي؛ لأنه سيكشف عن حقيقة نهم الحركة على الحكم وعدم ترددها في القيام بأية جريمة من أجل البقاء في السلطة. ويبدو أن السبسي الذي أدرك متأخراً أنه قد أخطأ حين وضع يده في يد الإسلاميين، قد أخاف الحركة حينها من مغبة فتح جهازها السري والتشويش عليها قبل موعد الانتخابات الذي بات على الأبواب خلال تلك الفترة؛ وهي التي تدرك جيداً أن السبسي السياسي المحنك كان قادراً فعلاً على تحريك مياهها الراكدة، وكما أزاحها من صدارة المشهد في سنة 2014 كان بمقدوره أن يفتح ملفاتها الخطيرة وينسف وجودها في المشهد السياسي.

اقرأ أيضاً: هل ينجح سعيد في إصلاح خراب عقد من حكم الإسلاميين بتونس؟

الباحث والمحلل السياسي فريد العليبي، رحَّب بفتح التحقيق حول ملابسات وفاة السبسي، معتبراً أنه خطوة مهمة من شأنها أن تحرك جدياً الملفات الكبرى المتعلقة بحركة النهضة وتفتحها، ملمحاً إلى أن وفاته لم تكن طبيعية.

فريد العليبي

وقال لـ”كيوبوست”: “إن فتح ملف الاغتيال المحتمل للرئيس السابق الباجي قائد السبسي، يضع مجدداً قضايا الجهاز السري وتسفير الشبان إلى بؤر الإرهاب والاغتيالات على الطاولة؛ لقد تحدث السبسي عن تهديد حركة النهضة له قبل اغتياله بوقت وجيز، ونقلت عنه ابنته قوله إنهم وضعوا قنبلة في بطنه، في إشارة إلى تسميمه، ومستشار له قال إنه أجرى فحصاً طبياً شاملاً قبل ذلك في باريس فكانت النتيجة أن صحته جيدة. التقرير الطبي الذي به حقيقة موته ظل مغلقاً حتى الآن ولا يعلم محتواه سوى نفر قليل، بينما موته قضية دولة. والغريب كان تعهد القضاء المدني بالبحث؛ بينما الموت كان في مستشفى عسكري والرجل كان قائداً عاماً للعسكر والأمن، محمد الناصر خليفته كان قد قال هو الآخر بعد ذلك إنهم حاولوا أيضاً استغلال مرضه لتنفيذ انقلاب بالسيطرة على قرطاج”.

وأضاف “إن فتح هذا الملف معناه أن السياسة التونسية دخلت فعلاً منطقة العواصف الكبرى، وأن قيس سعيد يسير بخطى ثابتة نحو الهدف الكبير، وأن بيض  الحمامة وفراخها في عين تلك العواصف.. يحدث هذا في وقت تعلن فيه جريدة  تونسية مشهورة أن المخابرات التونسية أصدرت تحذيرات بخصوص مخطط إرهابي كبير فيه اغتيالات وتفجيرات”.

وتوفي السبسي، في 25 يوليو 2019، وتزامنت وفاته مع تاريخ احتفال البلاد بعيد الجمهورية (25 يوليو 1957).

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة