الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
هل أصبحت السويد “قاعدة” للمتطرفين الإسلاميين؟
2000 متطرف يقيمون في السويد حاليًا!

ترجمة كيو بوست –
“يقيم أكثر من 2000 من المتطرفين الإسلاميين المتشددين في السويد حاليًا، بينما تواجه السلطات صعوبة بالغة في تعقب الإرهابيين المحتملين”، هذا ما ذكرته مجلة “وورلد تريبيون” الأمريكية، في مقالةٍ سلطت فيها الضوء على “خطورة التطرف الإسلاموي المتنامي” في البلاد.
اقرأ أيضًا: الإخوان المسلمون في السويد: جمعيات خفية تتنكر للتنظيم الأم
وفقًا للباحث في كلية الدفاع السويدية بيدر هيلنغرين، أصبحت الدولة الإسكندينافية “قاعدة” للمتطرفين الإسلاميين الدوليين. وفي الوقت نفسه، لم تتمكن الدولة من ملاحقة الأفراد الذين ينشرون التشدد الإسلامي في كل جزء في البلاد.
قال هيلنغرين إن الكياسة السياسية من قبل المؤسسة السويدية ساهمت بشكل كبير في خروج الأمور عن سيطرة الدولة، فقد استغرق الأمر طويلًا قبل أن يتمكن السويديون من مناقشة الجهاد، بالطريقة ذاتها التي ناقشوا فيها النازية قبل فترة طويلة.
لقد شهدت السويد صعودًا كبيرًا في أعداد المتطرفين الإسلاميين في عام 2018، وأشارت تقارير إلى أن نسبة الزيادة ما بين 2010 و2018 مذهلة جدًا. أما جهاز الأمن الاستخباراتي السويدي، سابو، فأكد أن الوكالة تواجه مصاعب كبيرة في تعقب الإرهابيين المحتملين؛ إذ أن غالبية المتشددين نفذوا هجمات “ذئب منفرد”، وليس في إطار خلايا منظمة.
ما يزيد الأمور تعقيدًا في السويد هو أن الأجهزة الأمنية لم تعد تتعامل مع شبكات قائمة من الإرهابيين والمتشددين كما كان الحال من قبل، بل هنالك جهات غير معروفة، ولاعبون غير معروفين، يقفون وراء التشدد المتزايد في البلاد. ووفقًا لوكالة سابو الأمنية، “لم يتلقَ ضباط الأمن أيّ معلومات بشأن الأفراد الذين يسهمون في بروز التشدد الجليّ في صفوف الإسلاميين بالبلاد، وهذا يعني أن مسألة التقييم الأمني للإسلاميين المتطرفين أصبحت أكثر تعقيدًا من ذي قبل”.
يقول نائب مدير قسم الأمن الداخلي في جهاز المخابرات السويدي فريدريك هالستروم: “أصبح من الصعب على جهاز المخابرات تحديد من الذي يمكن أن يرتكب هجومًا إرهابيًا في السويد، فنوعية التهديد اليوم مختلفة عما سبق”.
ويضيف هالستروم: “لقد تزايدت الهجمات الإرهابية في السنوات الأخيرة في العالم الغربي، من قبل أشخاص يتعاطفون -على سبيل المثال- مع تنظيم الدولة الإسلامية. في هكذا هجمات، ينفذ الفرد العملية بمفرده، بواسطة وسائل بسيطة، مثل المركبات أو السكاكين. وبالطبع، يأتي هذا التطور في سياق المناشدات التي توجهها التنظيمات الإرهابية للمتعاطفين معها، من أجل تنفيذ هجمات ذئب منفرد في كل مكان”.
اتصفت الهجمات في السابق بالتخطيط المكثف والتنفيذ الجيد، بتنفيذ مهاجمين مدربين، باستخدام أسلحة متقدمة وقنابل ومعدات معقدة وشبكات اتصالات. بينما اليوم، ينتقل المتشدد من التفكير السطحي السريع إلى التنفيذ في غضون ساعات قليلة. وهذا هو الفارق عندما نتحدث عن التقييم الأمني المتعلق بالمتطرفين الإسلاميين في السويد.
من الجدير ذكره أن 9000 أفغاني مهاجر أقاموا في البلاد دون وثائق تعريف مشروعة، غالبيتهم كانوا قد مكثوا في إيران لمدة عامٍ على الأقل قبل التوجه للدولة الإسكندينافية. ومع ذلك، أعدّ رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفن خطة حكومية، تسمح لهؤلاء الأفغانيين بالبقاء في البلاد، بعد احتجاجات على عمليات الترحيل إلى أفغانستان، حسبما أوردت صحيفة بريت بارت الأمريكية في العشرين من مايو/أيار. وحسب دراسة أجراها مركز “إكسبرسن” السويدي، فإن 99.4% من المهاجرين الأفغان في السويد هم من الذكور.
المصدر: مجلة “وورلد تريبيون” الأمريكية