الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةملفات مميزة
هكذا يكذب ترامب على الأمريكيين والعالم حول أفغانستان!
لماذا تخفي الولايات المتحدة المعلومات عن الأمريكيين؟

كيو بوست –
بعد مقتل قرابة 100 شخص في التفجير الانتحاري الذي وقع السبت 27/1/2018، في العاصمة الأفغانية كابول، تصاعدت وتيرة الانتقادات الموجهة إلى السلطات الأفغانية، والقوات الأمريكية التي تتولى كثيرًا من عمليات الحفاظ على الأمن في البلاد.
وكانت حركة طالبان قد أعلنت مسؤوليتها عن التفجير الذي وقع داخل نقطة تفتيش تابعة للشرطة، والتي يسمح للموظفين الحكوميين فقط بالمرور من خلالها. يذكر أن الانتحاريين استخدموا سيارة إسعاف من أجل اجتياز نقطة تفتيش أولية، مدعين أنهم ينقلون مريضًا إلى مستشفى قريب، قبل أن يقع الانفجار داخل نقطة التفتيش الثانية.
وقد تصاعدت حدة الانتقادات للقوى الأمنية بعد هذا الحادث، نظرًا للعدد الكبير من الضحايا الذين سقطوا في التفجير، خصوصًا أن الأسبوع الماضي شهد هو الآخر تفجيرًا تبنته طالبان، حصد أرواح 22 شخصًا في أحد الفنادق المشهورة في العاصمة، كما جاء هذا التفجير بعد الأسبوع الدامي الذي شهدته البلاد في تشرين ثاني الماضي، الذي سقط خلاله 176 شخصًا جراء تفجيرات عدة حدثت في أوقات متقاربة، أعلنت كل من طالبان وداعش مسؤوليتهما عنها.

70% من البلاد تحت سيطرة طالبان
نشر موقع قناة بي بي سي الإلكتروني، الثلاثاء 30/1/2018، نتائج دراسة تظهر أن 70% من أراضي أفغانستان تقع تحت سيطرة المتمردين الفعلية، أما الـ30% الأخرى فتسيطر عليها القوات الحكومية الأفغانية وقوات الأمن الأمريكية. وتقول بي بي سي إن الولايات المتحدة أنفقت تريليون دولار خلال الـ17 عامًا الماضية، من أجل هزيمة تنظيم طالبان، لكنها لم تتمكن من فعل ذلك حتى الآن. عدا عن ذلك، تصاعد نفوذ تنظيم “الدولة الإسلامية” داخل البلاد بشكل كبير، خلال السنوات القليلة الماضية، وأصبحوا الآن يسيطرون على مناطق واسعة، أكثر من أي وقت مضى، بحسب نتائج الدراسة.
ولذلك يرى مراقبون أمريكيون أن إدارة بلادهم أدلت ببيانات خاطئة حول مدى سيطرتها على الأراضي الأفغانية، أو حول جدوى التواجد الأمريكي في البلاد، خصوصًا بعد أن رفض البنتاغون نشر مجموعة من الأوراق الهامة المتعلقة بالصراع هناك.
وبعد صدور دراسة بي بي سي، ثارت الشكوك من جديد حول قيام الولايات المتحدة بتزويد وسائل الإعلام بالمعلومات الدقيقة حول أفغانستان.
الأمر الذي صب الزيت على النار، كان ما وجده أحد المفتشين الفيدراليين الأمريكيين “مقلقًا ومخيفًا” حين أوضح أنه “لا يمكن الإدلاء بالمعلومات المتوفرة كافة، أو توضيحها داخل التقارير التي تقدم لوزارة الدفاع الأمريكية حول الحرب في أفغانستان”. وجاء ذلك بعد أن قال رئيس فريق التحقيق الخاص بإعادة إعمار أفغانستان (SIGAR) إنه تلقى أوامر من قبل وزارة الدفاع الأمريكية بعدم الإفصاح للعامة عن معلومات دقيقة فيما يتعلق بالمناطق التي تسيطر عليها الحكومة الأفغانية وسكانها، أو المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، أو حتى المناطق المتنازع عليها بين الطرفين.
وقد أوضح تقرير SIGAR، الذي صدر أول أمس، بأن وزارة الدفاع طلبت بشكل رسمي من الفريق عدم نشر المعلومات الدقيقة المتعلقة بالوضع في أفغانستان، لأول مرة منذ بدء الفريق عمله قبل عامين.
ورغم أن البنتاغون كان قد أعلن أن منع النشر يتعلق بخطأ يدوي وليس مقصودًا، إلا أن جهات كثيرة رجحت أن يكون هناك أسباب أخرى وراء المنع، خصوصًا بعد أن قال المتحدث باسم البنتاغون إن الحكومة الأفغانية وحلفائها الأمريكيين يسيطرون على قرابة 56% من أراضي البلاد، على عكس البيانات التي قدمتها دراسة بي بي سي. وعلى المنوال ذاته، قال المتحدث إن 4% من أراضي البلاد هي أراضي المعارك الدائرة بين الطرفين، فيما أوضحت بي بي سي أن معظم أراضي البلاد لا تزال تحت عمليات الكر والفر بين الطرفين.
مبررات ترامب
المبرر الذي تقدمه إدارة ترامب فيما يتعلق بعدم تقديم المعلومات الدقيقة حول الوضع في أفغانستان هو أن “الولايات المتحدة ليست مضطرة لتقديم معلومات مجانية لأعدائها، وأن على طالبان أن تواجه القوات الأمريكية دون أن تعرف عدد وعتاد القوات المحاربة على الأرض”، وهكذا وفقًا لترامب، فإن “الوضع على الأرض هو الذي سيحدد خطط الجيش الأمريكي، دون أن تصل تلك المعلومات إلى الجماعات المتطرفة في أفغانستان”، الأمر الذي يعني أن “أعداء الولايات المتحدة لن يعرفوا ما الذي ينتظرهم في المعركة، ولن يتمكنوا من الاستعداد جيدًا لما سيواجهوه على الأرض”.
ومع ذلك، يرى كثير من المراقبين أن إدارة ترامب لا تريد أن تزود العامة بالمعلومات، حتى لا يعرف الأمريكيون تعداد الخسائر في صفوف الجيش الأمريكي، والتقدم الذي يحرز على أرض أفغانستان، خصوصًا بعد الخسائر العسكرية الكبيرة التي تلقاها الجيش منذ عام 2001، التي يقدرها مراقبون بقرابة 2500 قتيل، و20 ألف جريح، من ضمن 150 ألف قتيل هو العدد الإجمالي لعدد الضحايا بسبب الحرب!