الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

هكذا يساهم الإخوان في تعزيز كراهية الإسلام في أوروبا

هل تعمل جماعة الإخوان على نشر كراهية المسلمين في أوروبا؟

كيو بوست – عاصف الخالدي

خلال العقدين الأخيرين، ارتفعت نسبة المشكلات التي تخص علاقة المسلمين بالدول الأوروبية التي يعيشون فيها، وبالمجتمعات التي يقيمون فيها هناك. وتتحدث تقارير ودراساتٌ مختلفة، عن الدور الذي لعبته بعض الجماعات الإسلامية منذ سنوات في تأجيج هذه المشكلات.

اقرأ أيضًا: الخطر الإخواني: جيش من “الاحتياطيين” يداهم أوروبا تحت غطاء الديمقراطية

 

طموح أخونة أوروبا

يهدف الإسلام السياسي عادةً إلى تحويل الإيمان في الدين، إلى إيمان أيديولوجي يخدم مصالح جماعاتٍ بعينها. ويكشف تغلغل جماعة الإخوان في أوروبا منذ ما يزيد عن 25 عامًا، عن تحولاتٍ عديدة في وضع المسلمين هناك، إذ تحركت الجماعة مبكرًا لإنشاء جمعياتٍ إسلامية تطوعية ودينية، وأخرى دعوية تركز فقط على أن الحكم لله، وأن جماعة الإخوان يمكنها أن تشرح للمسلمين في أوروبا، سواء كانوا عربًا أو غير عرب، كيف يريد الله أن يحكم!

دراسات عديدة، أشهرها تلك التي جمعها كتاب “الإسلام: الدين الثاني في أوروبا” (2016)، الذي صدر عن المركز القومي للترجمة في مصر. ويؤكد الكتاب أن “الإخوان نشطوا منذ الستينيات، محاولين السيطرة على المساجد في بريطانيا وفرنسا والنمسا وألمانيا ودولٍ أخرى، وأنشأوا تنظيمهم الدولي من خلال جمعيات عديدة، مثل اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، والرابطة الإسلامية في بريطانيا، وغيرها الكثير”.

اقرأ أيضًا: صحف غربية: هكذا يستغل الإخوان المسلمون المساجد لأغراض حزبية وأيديولوجية 

واستغلت الجماعة فكرة أنّ طقوس المسلمين جماعية، فحاولت طرح نفسها كمرجعية أيديولوجية وسياسية لفهم الدين الإسلامي، مستخدمة هذه الجمعيات أيضًا، لجمع المسلمين، الذين أخذوا يتأثرون بالمظاهر التي يتم الترويج لها؛ مثل وجوب أن يتميز المسلم بشكله ولباسه وتصرفاته عن المجتمع الذي يعيش فيه، وهذه رسالةٌ حاول الإخوان نشرها في أوروبا، من خلال كبار قيادييهم الذين انتشروا هناك منذ ستينيات القرن الماضي، مثل يوسف ندا، وقبله سعيد رمضان، السكرتير الخاص لحسن البنا، ثم تبعهم جيلٌ آخر مثل الإخواني وجدي غنيم.

القرضاوي وفتح أوروبا

وبعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول الدامية، تصاعدت الإسلاموفوبيا في أوروبا، بالتزامن مع تدفق المهاجرين المسلمين من بعض الدول العربية والإسلامية بسبب عدم الاستقرار، خصوصًا بعد “الربيع العربي”، واضطرار دولٍ كبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، لاتخاذ إجراءات مضادة للاجئين، يكمن وراؤها الخوف من التنظيمات الإرهابية التي توجد في دولٍ عربية غير مستقرة، وخوفًا، من تهديد جماعاتٍ كجماعة الإخوان، التي عملت خلال سنواتٍ على إلحاق الضرر بمسلمي أوروبا، من خلال ترويجها أن الإسلام يتطلب مواجهة الأوروبيين وعاداتهم وثقافتهم في مجتمعاتهم.

ورغم استغلال الإخوان وغيرهم، لحرية تشكيل المؤسسات والأحزاب في معظم الدول الأوروبية، من أجل عزل المسلمين عن محيطهم في تلك الدول، إلا أن العمليات الإرهابية التي ضربت بقوةٍ، منذ 2003، بريطانيا وإسبانيا ودولٍ أخرى، كانت سببًا رئيسًا في انتشار نوعٍ من كراهية الإسلام والمسلمين.

لكن التحريض لم يتوقف، إذ يأتي إعلام الإخوان المدعوم من بعض الدول، ليشدد على ضرورة “نشر جيوش الدعاة للإسلام في أوروبا، في حال لم يتوفر أو لم يكن ضروريًا استخدام الجيوش”، وهذا كلام القرضاوي تحديدًا، الذي كان يدعو مبكرًا من على شاشة قناة الجزيرة القطرية إلى اصطدام الإسلام بأوروبا.

ولا تزال القناة تقدم القرضاوي وغيره من عناصر الإخوان، على أنهم المصدر الوحيد للفتاوى إلى كل مسلمي العالم. كما توجد أدلة على دعم دولة قطر لمؤسسات إعلامية إخوانية عديدة في بريطانيا حتى الآن، مثل “مؤسسة قرطبة في لندن”، التي يديرها الإخواني “أنس التكريتي”، كما يشرف التكريتي على قناة “الحوار” الداعمة للإخوان، وكذلك صحيفة “middle east eye”، وشركة “الخدمات الإعلامية العالمية المحدودة”، ومؤسساتٍ أخرى عديدة.

وجود التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين في أوروبا، لم يقدم خدماتٍ إضافيةً لهم في دولٍ تسمح للمسلمين بممارسة طقوسهم والحفاظ على دينهم، غير أن الإخوان، عملوا على فرض أنفسهم على المسلمين هناك، ناشرين بينهم التطرف والانعزال، ومشجعين الكثيرين منهم على ممارسة الإرهاب، عبر نشر الاعتقاد القائل بأن جذور الإسلام عربية فقط، وإخوانية تحديدًا، وهو ما قاد إلى ما يحصل اليوم من إجراءاتٍ سلبية أحيانًا بحق المسلمين، بينما تظل جماعة الإخوان مصرة على أنها بريئة، رغم آلاف الأدلة على تورطها في زيادة مستوى كراهية المسلمين حول العالم.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة