الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
هكذا غيرت الإمارات حياة آلاف اللاجئين السوريين في الأردن
مخيم للنازحين السوريين يتمتع بأعلى المواصفات الدولية

كيوبوست
من أجل التخفيف من حدة الحرب السورية على المدنيين، والتقليل من آثارها على اللاجئين، أنشأت السلطات الإماراتية، بإشراف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، عام 2012، مخيمًا للاجئين السوريين على بعد 100 كم إلى الشمال من العاصمة عمّان، تحت اسم المخيم الإماراتي الأردني بمنطقة مريجب الفهود بمدينة الزرقاء، على مساحة 250 دونمًا. وتقدر التكاليف التشغيلية للخدمات الصحية والتعليمية والغذائية والاجتماعية التي يقدمها المخيم حاليًا بـ854 مليون دولار سنويًا.
ومنذ ذلك الحين، استقبل المخيم اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى الأردن، خصوصًا بعد أن أدى امتلاء مخيم الزعتري إلى عدم إيجاد مأوى للنازحين الجدد الذين وصلوا المملكة في وقت لاحق. وتذكر مصادر مختلفة أن عدد سكان الزعتري تجاوز 150 ألف لاجئ، فيما يتوقع أن تصل طاقة المخيم الإماراتي الاستيعابية إلى 30 ألفًا في حال استمرار تدفق اللاجئين.
بحسب تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الأردنية عن الناطق الإعلامي لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن أنمار الحمود، فإن القوات المسلحة الأردنية عملت على تجهيز المخيم الممول إماراتيًا، حتى تحول إلى مخيم نموذجي وفق المعايير الدولية، وذلك بعد أن بادرت الإمارات إلى إنشاء هذا المخيم بالتعاون مع المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة.
وكان هدف الإماراتيين من إنشاء المخيم وفق هذه المعايير هو الاستفادة من الشكاوى التي وجهها اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري، حين اشتكوا من الاكتظاظ السكاني وارتفاع درجات الحرارة وغياب الماء والكهرباء.
ويشرف متطوعو الهلال الأحمر الإماراتي على إدارة المخيم، بدءًا من وصول اللاجئ السوري إلى المكان، مرورًا بعمليات استكمال إجراءات التسجيل الميسرة، والتأكد من سلامته الطبية، وتقديم العلاج في حالات الحاجة، وليس انتهاءً بتسليمهم الكرفانات للسكن فيها.
اقرأ أيضًا: الهلال الأحمر الإماراتي يكثف العمل في اليمن
واستضاف المخيم حتى نهاية يناير/كانون الثاني 2017 ما مجموعه 7178 سوريًا، بينهم 1858 رجلًا، و1988 امرأة، و2824 من الأطفال، و508 من الرضع. ويتوقع أن الأعداد تضاعفت مع تزايد العمليات العسكرية في الجنوب السوري، خصوصًا حين هاجم النظام السوري منطقة درعا القريبة من الحدود.
وكان قائد فريق الإغاثة الإماراتي، المدير العام للمخيم، ماجد بن سليمان، قد أوضح في وقت سابق، أن النظام المتبع في المخيم هو من بين أرقى الأنظمة العملية التي تهتم بشؤون اللاجئين، خصوصًا أن عمليات الإدارة الخاصة به تكون إلكترونية، ما يسهل تأمين سلامة اللاجئين، بمساعدة عناصر الهلال الأحمر.
ويحتوي المخيم على مدارس ومستشفيات وأسواق تجارية، إضافة إلى مدينة للألعاب، فيما جرى لاحقًا تزويده بمحطة كهرباء وآبار لجميع المياه لصالح المقيمين فيه. كما قدم القائمون على المخيم وعودًا بتوسيعه في حال وصول لاجئين أكثر من المتوقع، خصوصًا من أصحاب الحالات الخاصة التي تحتاج إلى رعاية مكثفة.
من ناحية ثانية، أقامت الإمارات جسرًا جويًا منذ بدء وصول اللاجئين السوريين إلى الأردن مع بداية الأزمة عام 2011، الأمر الذي ساهم في إيصال أطنان من المساعدات الإغاثية إلى اللاجئين، كما قامت الإمارات بإنشاء مستشفى ميداني لتقديم الرعاية الصحية للمحتاجين في مدينة المفرق، خصوصًا أن معظم اللاجئين من الأطفال والنساء يحتاجون إلى رعاية كبيرة.
اقرأ أيضًا: 15 مليار دولار مساعدات إغاثية لليمن خلال 3 سنوات
وكان المشفى الميداني الإماراتي قد نشر إحصائيات حول أعداد المراجعين الذين وصلوا إليه، ذاكرًا أن 82% من المراجعين هم من الجنسية السورية، إضافة إلى 11% من الجنسية الأردنية، و2% من الجنسيات الأخرى. وذكرت تقارير عام 2017 أن الخدمات الطبية استفاد منها مليون و360 ألف شخص من اللاجئين السوريين وسكان المناطق المجاورة -بما فيهم 250 ألف طفل- بمعدل 20 ألف حالة شهريًا، يستقبلها كادر طبي مكون من 89 شخصًا.
ويقدم المشفى “خدماته التشخيصية والعلاجية والدوائية مجانًا، بهدف المساهمة في رفع المعاناة عن السوريين والمرضى من جميع الجنسيات بدون تمييز”، بحسب ما يذكر القائمون عليه من الهلال الأحمر الإماراتي.
داخل هذا المشفى، تتواجد مجموعة من الأقسام تشتمل على تخصصات عدة، منها:
1- العيون (عُولجت 12 ألف حالة منذ افتتاح المشفى في 28/8/2012).
2- الأنف والأذن والحنجرة (عولجت 15 ألف حالة منذ الافتتاح).
3- العمليات المتخصصة.
4- غرفة العناية المركزة.
5- الولادة.
يجري علاج معظم الحالات في المشفى، إلا في بعض الحالات النادرة التي يجري خلالها نقل المرضى إلى مشفى آخر، حسب طبيعة العلاج، مع العلم أن المشفى الإماراتي يقوم بإجراء العمليات الجراحية لجميع المراحل العمرية، ويعمل فيه قسم الطوارئ على مدار الساعة.
ويقوم المشفى أيضًا بحملات تطعيم خارجية وعلاجات ميدانية، ويتعاون مع منظمات خيرية محلية ودولية.
وتم تتويج هذه الجهود بحصول المشفى على شهادة الأيزو للجودة عام 2015، فيما جرى تجديد هذا الاعتماد في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وقد زار المستشفى عدد من شيوخ الإمارات؛ منهم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وسمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان.