اسرائيلياتشؤون عربية
هكذا تشتعل “الحرب الخفية” بين طهران وتل أبيب في سوريا
هل تنطلق شرارة الحرب بين إسرائيل وإيران على أبواب دمشق؟

كيو بوست –
بعد تلاشي الأزمة الروسية الإسرائيلية التي اندلعت عقب سقوط الطائرة الروسية خلال غارات شنها الطيران الإسرائيلي على سوريا العام الماضي، جددت تل أبيب غاراتها على المواقع الإيرانية في دمشق. وجنبًا إلى جنب، يتداخل إعلان الانسحاب الأمريكي مع صورة الأوضاع، ما يصعب توقع نهاية “الحرب الخفية” بين تل أبيب وطهران.
ومع ركود الحرب في الجزء المتاخم لإسرائيل من الطرف السوري، يبدو أن إسرائيل بدأت بتشديد الرقابة الاستخبارية على ما تسميه التموضع الإيراني على مقربة منها.
اقرأ أيضًا: إيران وإسرائيل في سوريا: هل تندلع الحرب قريبًا؟
ما وراء الغارات الجديدة
أقر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بشكل استثنائي، بأن إسرائيل شنت هجومًا في سوريا يوم الجمعة الماضي؛ ففي مستهل جلسة الحكومة صباح الأحد، قال نتنياهو: “هاجم الجيش الإسرائيلي أهدافًا لإيران وحزب الله في كثير من المرات. في الـ36 ساعة الأخيرة فقط، هاجم سلاح الجو الإسرائيلي مستودعات تتضمن أسلحة إيرانية في المطار الدولي في دمشق. تشير الهجمات الأخيرة إلى أننا ما زلنا عازمين أكثر من أي وقت مضى على العمل ضد إيران في سوريا”.
هذه من المناسبات النادرة التي تقر فيها إسرائيل بتنفيذ الهجمات على سوريا، لكن ما يجري على الأرض يتعدى الغارات.
صحيفة صنداي تايمز الأمريكية نشرت تقريرًا كتبه أنشل فيفر حول “حرب خفية” بين إسرائيل وإيران في سوريا.
ويقول الكاتب إن الجنرال الإسرائيلي الذي قاد عمليات منع إيران من بسط نفوذها في الشرق الأوسط أحصى “آلاف الهجمات” على قوات إيرانية في سوريا.
اقرأ أيضًا: الشرارة التي قد تشعل الحرب بين إسرائيل وإيران
ويؤكد الجنرال غادي إيزنكوت، بحسب التقرير، أن إسرائيل بدأت تهاجم المواقع الإيرانية في سوريا في يناير/كانون الثاني 2017، وأن الهجمات كانت تقع كل أسبوع تقريبًا، دون التصريح بذلك.
وأوضح إيزنكوت للصحيفة أن الهدف الرئيس لإسرائيل في هذه الحرب الخفية تمثل في الحرس الثوري وفرعه فيلق القدس، وأن إسرائيل نفذت آلاف الهجمات على مواقع إيرانية في سوريا. وفي عام 2018 وحده، ألقيت على الأراضي السورية ألفا قنبلة، وفق ما ورد في الصحيفة ونقلته قناة بي بي سي.
خطة إيران كانت تتضمن نشر 100 ألف مقاتل شيعي في سوريا بنهاية عام 2018، وفقًا لما نقله التقرير.
وأوضح التقرير أن طهران كانت تستقدم هؤلاء المقاتلين من باكستان والعراق وأفغانستان، وأنها أنشأت قواعد تجسس على حدود هضبة الجولان.
الجولان تحولت لبؤرة توتر بارزة
وجنبًا إلى جنب، تكشف تقارير إسرائيلية أن عودة الجيش السوري وانتشاره في هضبة الجولان لا تطمئن الجيش الإسرائيلي، لأن الوضع الأمني بات مختلفًا بعد مرور 8 سنوات على الحرب الأهلية. وجود حزب الله وإيران يعقد الصورة ويشكل “تهديدات أمنية جديدة”.
يكتب المحلل العسكري لصحيفة “معاريف” العبرية، تال ليف رام، أن وجود إيران وحزب الله في سوريا، يغيّر الحسابات الإسرائيلية بالنسبة للتهديدات عند الحدود الشمالية مع سوريا في السنوات القريبة. فهذه الحدود التي شهدت الهدوء والاستقرار منذ عام 1973، تتحول إلى حدود مقلقة وغير مستقرة.
اقرأ أيضًا: جيش لحد الجديد: 7 فصائل سورية في الجولان تدعمها إسرائيل بالسلاح