الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية
هكذا تحول البحر المتوسط إلى “بالوعة موت”

كيو بوست- بحثاً عن بر آمن أو لقمة عيش، يقطع الآلاف من قارتي أفريقيا وآسيا الصحاري والبحار للوصول إلى أوروبا خلال السنوات الأخيرة، معتقدين أنها بلاد النجاة، وموطن السعادة. ويخوض هؤلاء الهاربون قسراً من الحرب والفقر أو الراغبون طوعاً في الهجرة، رحلة محفوفة بالمخاطر.
في عرض البحر الأبيض المتوسط أزهقت أرواح آلاف الساعين إلى النزول في الشق الآخر، ووفق آخر احصائية للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، نشرت عام 2016، فإن عدد الذين قضوا غرقا في البحر المتوسط خلال محاولتهم الوصول إلى القارة الأوروبية، بلغ منذ عام 2014 إلى اليوم، 10 آلاف شخص.
لم يسعف الحظ هؤلاء الضحايا، من بين 200 ألف شخص، استطاعوا الوصول إلى أوروبا من فقر أفريقيا وحروب الشرق الأوسط، خلال عام 2016 وحده.
الهيئة الأممية قالت إن المهاجرين واللاجئين الذين وصلوا إلى إيطاليا وإسبانيا وقبرص عبر البحر الأبيض المتوسط خلال 2016، بلغ 206 آلاف و400 شخص، فيما فقد 2809 أشخاص أرواحهم خلال رحلة الهروب.
ومنذ مطلع العام الجاري حتى نوفمبر، تقول منظمة الهجرة الدولية، إنّ 4866 لاجئًا، لقوا مصرعهم في العالم، أي بمعدل 16 شخصًا يوميًا. “الوفيات في البحر المتوسط لا تزال تمثل غالبية وفيات المهاجرين في العالم، أي ما يصل إلى ألفين و839 حالة وفاة في العام، بما يعادل نحو 60٪ من إجمالي عدد وفيات عام 2017″، تضيف المنظمة.
طوفان هجرة
تظهر أرقام المنظمة الدولية للهجرة أرقاماً كبيرة لأعداد المهاجرين إلى أوروبا خلال العام الجاري 2017. فمنذ بداية العام حتى 20 سبتمبر بلغ عدد الذين وصلوا أوروبا 133 ألفا و640 مهاجرًا، أكثر من 75 بالمئة منهم وفدوا إلى إيطاليا. وانقسم الباقون بين اليونان وقبرص وإسبانيا.
وهو رقم لا يقارن بموجات الهجرة التي تصاعدت خلال عام 2015، حيث ذروة اشتعال الحروب في الشرق الأوسط، خاصة ليبيا وسوريا والعراق. وقالت مؤسسات أوروبية، إن عدد المهاجرين تعدى حاجز 100 ألف خلال شهر واحد لأول مرة منذ بدأت تسجيل أعداد المهاجرين عام 2008. وقدم أغلب المهاجرين هرباً من الحروب في سوريا والعراق وأفغانستان، وبعض دول أفريقيا وفق الأمم المتحدة.
بحث عن الأسباب
دفعت موجات اللجوء والهجرة بحالة قلق في أوروبا، التي باتت تصع هذه القضية على سلم أولوياتها. وتقول دراسة للجمعية المغربية لدراسات وأبحاث الهجرة إن العوامل الاقتصادية، وسوق العمل والعوامل المحفزة والعوامل الجغرافية، تشكل أبرز أسباب الهجرة غير الشرعية من دول العالم الثالث إلى الغرب، تحديداً أوروبا. ويمكن إضافة الحروب كعامل آخر.
البحر المتوسط.. بالوعة الموت
يستحوذ البحر الأبيض المتوسط على معظم وفيات المهاجرين، إذ أظهرت أرقام نشرت هذا العام في افتتاح المؤتمر الأول لحركات الهجرة في البحر المتوسط أن 180 ألف شخص هاجروا عبر البحر خلال سنة 2017، من بينهم أكثر من 2200 شخص مفقود ومتوفي، مقابل 175 ألف هاجروا خلال 2016 من بينهم 5500 شخص مفقود ومتوفي.
وبالعودة للأرقام فإن عدد وفيات المهاجرين منذ عام 2014 حتى يومنا هذا، يقارب 15 ألف، كلهم في البحر المتوسط.
وتقدر الأمم المتحدة مجموع السكان المهاجرين من أوطانهم في أقطار العالم 186,579,300 مهاجر، سواء المهاجرين الشرعيين وغيرهم.
وتورد الهيئة الأممية أرقاماً ليست للسنتين الأخيرتين لكنها تظهر نسباً عالية للهجرة في أوروبا والولايات المتحدة، كما في الصورة أدناه.
شاركنا رأيك في التعليقات أدناه.. هل تعتقد أن الهجرة لأوروبا هي خيار مفضل لمواطني العالم الثالث؟