شؤون خليجيةفلسطينيات

هكذا أنقذت أوروبا ودول خليجية وكالة “الأونروا” من حصار ترامب

بعد إعلان تجاوز الأزمة: مسؤولون يكشفون عن الدول التي غطت العجز

كيو بوست – 

تغلبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين على واحدة من أكبر الأزمات التي فرضتها الإدارة الأمريكية الحالية، في مسعى لطمس اللجوء الفلسطيني وإزالة حق العودة من لب الصراع الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي.

الإجراءات الأمريكية تمثلت بقطع تمويل الوكالة على مراحل، وصولًا إلى قطع التمويل الكامل، ما أدخل الوكالة في أزمة مالية تهدد وجودها، لكن دولًا عربية برزت لتغطية العجز الناتج عن الإجراء الأمريكي وإنقاذ الوكالة من الهاوية.

اقرأ أيضًا: مجلة فورين بوليسي تكشف ما وراء الحرب الأمريكية على “الأونروا”

وقال المفوض العام للوكالة بيير كرينبول: ”إن الوكالة ردَّت على الضغوطات المالية “غير المسبوقة” التي تعرَّضت لها؛ عبر السعي إلى الحصول على دعم من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، فجمعت بذلك 382 مليون دولار لتقلص العجز لهذا العام إلى 64 مليون دولار فقط”.

وتابع كرينبول: “أظن أن كثيرين اعتقدوا أننا لن نتمكن من تجاوز عجز قدره 446 مليون دولار بداية العام”، مشيرًا إلى أن الأونروا اعتمدت على ميزانية قدرها 1.2 مليار دولار (مليار يورو) للعام 2018، لكنها واجهت فجوة قدرها 446 مليون دولار؛ عندما أعلنت إدارة ترامب أنها ستقطع الدعم عن الوكالة الأممية.

وأضاف المسؤول الأممي أن دول الاتحاد الأوروبي مع السعودية والكويت والإمارات، زادت من دعمها من أجل التعويض عن قطع التمويل الأمريكي، وهو ما أسهم في نهاية المطاف بوضع الإجراءات الأمريكية جانبًا.

 

على طريق إيقاف صفقة القرن

كانت خطوة قطع التمويل عن الأونروا واحدة من المراحل التمهيدية لصفقة القرن التي أعدتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في الظاهر المعلن، لكن في الجانب الخفي يعتبرها الفلسطينيون صفقة تهدف إلى تصفية قضيتهم.

وتشير سجلات وكالة (الأونروا) إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها في عام 2017 نحو 5.9 مليون لاجئ، وهذه الأرقام تمثل الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين. وقد شكل اللاجئون الفلسطينيون المقيمون في الضفة الغربية المحتلة المسجلون لدى وكالة الغوث في العام 2017 ما نسبته 17% من إجمالي اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث، مقابل 24.4% في قطاع غزة المحاصر.

اقرأ أيضًا: صفقة القرن في محطتها الثانية: اللاجئون الفلسطينيون في عين العاصفة

الخطة الأمريكية كانت تهدف إلى تصفية الأونروا، وبالتالي إسقاط صفة اللجوء عن هذا العدد من اللاجئين، وصولًا إلى نفي حق العودة الذي يعتبر من الثوابت الفلسطينية قبل أية عملية سلام.

واقترحت أوساط في الإدارة الأمريكية الاعتراف فقط ببضع عشرات آلاف اللاجئين. وكانت مساعي إنهاء دور الأونروا بادرة لتوطين اللاجئين في البلدان التي نزحوا إليها، وذلك لأن استمرار الوكالة يعني إبقاء صفة اللجوء حاضرة.

 

إلى أي حد ساعد الدعم الخليجي؟

حل الدعم الخليجي والأوروبي كبديل فعال عن الأمريكي، ما ساهم في إنقاذ الوكالة. وتبرز تقارير أدوارًا بارزة لبعض الدول في تمويل الأونروا لخدمة اللاجئ الفلسطيني.

كرينبول قال إن “الاتحاد الأوروبي، ودول خليجية على رأسها الكويت والسعودية والإمارات، قامت بزيادة دعمها، للتعويض عن قطع التمويل الأمريكي، إذ رفعت تلك الدول مساهماتها إلى 50 مليون دولار”.

في عامي 2017 و2018، تصدرت الإمارات قائمة الدول الأكثر دعمًا للاجئين، في ظل العجز المالي الذي عانت منه الوكالة.

اقرأ أيضًا: مصادر إسرائيلية: ترامب يبدأ إجراءاته العقابية ضد السلطة الفلسطينية

وحسب ماتياس شمالي، مدير عمليات الوكالة في غزة، فإن الدول العربية ساعدت كثيرًا في تغطية عجز قيمته تقارب 450 مليون دولار، على رأسها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

ووفقًا لأرقام الوكالة، قدمت الإمارات خلال عامي 2017 و2018 ما قدره 130 مليون دولار لفلسطين، كان من بينها 50 مليون دولار لدعم برنامج التعليم للأونروا، قدمتها الإمارات خلال شهر أبريل/نيسان لهذا العام، إضافة لتقديمها مبلغ 15 مليون دولار لدعم العام الدراسي 2017 – 2018.

وعلى خطى الإمارات، زادت السعودية من دعمها للوكالة، لمواجهة الاستهداف الأمريكي، وقدمت مبلغ 50 مليون دولار للوكالة خلال القمة العربية التاسعة والعشرين (قمة القدس) التي عقدت في مدينة الظهران.

الأونروا قالت في بيان صحفي: “إن هذا التبرع سيقوم بدور حيوي في دعم خدمات الأونروا الرئيسة، تحديدًا التعليم لأكثر من نصف مليون طفل لاجئ من فلسطين في منطقة الشرق الأوسط”.

وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بيير كرينبول في حينه: “إن الإعلان الذي صدر عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود يبعث برسالة قوية مفادها أن مسألة لاجئي فلسطين ومهام ولاية الأونروا تتمتعان بالدعم الراسخ والملتزم للمملكة العربية السعودية”.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة