الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون دولية
هشام الغنّام: السعودية ليست حليفاً حصرياً للولايات المتحدة
مدير وحدة الدراسات الدولية في مركز الخليج للأبحاث أشار إلى وجود حاجة إيرانية لبدء حوار مع السعودية رغم عدم وجود مؤشرات على بدء حوار من هذا النوع قريباً

كيوبوست
تحدث هشام الغنّام؛ كبير المستشارين، ومدير الدراسات الدولية في مركز الخليج للأبحاث، عن الرابط بين الجدل المثار سنوياً، حول العلاقة المفترضة للسعودية بأحداث 11 سبتمبر، والعلاقات الأمريكية السعودية المرتبكة مؤخراً، حيث أكد الغنّام أن الموضوع قد قُضي منذ 20 عاماً، عندما أَجرَتْ الـ”سي آي إيه” و”أف بي آي”، تحقيقاتٍ شاملة، ولم يكن للسعودية صلةٌ بالأحداث، معتبراً أن كلَّ ما يرِد بالإعلام في هذا السياق، فرقعاتٌ لا تستحق الرد.
وعبر برنامج “الساعة الخليجية” في إذاعة مونت كارلو الدولية، تناول الغنَّام عدة قضايا سياسية تتمحور حول الأمن السعودي والخليجي، والعلاقات العربية والدولية، كان أبرزها “العلاقات السعودية الأمريكية بعد عشرين عاماً على اعتداءات نيويورك“؛ خصوصاً بعد قرار بايدن رفع السريّة عن الوثائق المتعلقة بتلك الهجمات.
اقرأ أيضًا: هل تقف العلاقات السعودية- الأمريكية على مفترق طرق حاسم؟
العلاقات السعودية- الأمريكية
وعَزَا الغنام الشكل الحالي للعلاقات بين البلدين إلى عدة أسبابٍ، منها وجود تيار داخل الحزب الديمقراطي يعادي المملكة على عدة أصعدة، ويريد إحراز نقاط بمحاولة ابتزاز المملكة، إضافة إلى محاولة بايدن صرف الانتباه عن فضيحة الانسحاب المذل من أفغانستان، والفشل في ملف كورونا.

مؤكدًا أن العلاقات بين البلدين طبيعية، وربما تمر بمنعطفاتٍ نتيجة لرغبة أمريكا بالانسحاب من مناطق حيوية في العالم، وانتقال التمحور إلى آسيا، بسبب التخوّف من صعود الصين.
وأوضح الغنَّام أنه حتى بحال وجود توتر، فقد يكون لأسبابٍ أخرى، كالتعامل الأمريكي مع الملف النووي الإيراني، واتخاذها مساراً اقتصادياً مختلفاً، مؤكداً أن المملكة تمتلك قرارها السياسي والاقتصادي، وقادرة على الدفاع عن نفسها، عبر توطين صناعة السلاح.
اقرأ أيضًا: العلاقات السعودية- الأمريكية سوف تصمد
وفي سؤالٍ حول محاولة السعودية مناكفة واشنطن بالتقرب من موسكو، نفَى الغنَّام ذلك، مشيراً إلى أن السعودية ليست حليفاً حصرياً للولايات المتحدة.
أما بالنسبة لإلغاء زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى السعودية، فقال: “للسعودية الحق في اختيار توقيت الزيارة”.

العلاقات مع إيران
وفي سؤاله حول الحوار السعودي- الإيراني بوساطةٍ عراقية، أوضح الغنَّام أن الحاجة الإيرانية لفتح حوار مع السعودية أكبر من حاجة السعودية، لعدة أسبابٍ، منها أن الاقتصاد الإيراني في حالة انهيار، كما أن النظام الإيراني سيواجه أزماتٍ قادمة، وسيفقد نصف وارداته حتى لو رفعت العقوبات خلال الـ10 سنوات القادمة، لكنه لفت إلى رغبة السعودية في تسويةٍ سلمية للملف اليمني، وهو هدفٌ رئيسي لمثل هذا الحوار إن وجد.
فيما عَزَا الغنَّام انعدام وجود قنوات حوار بين البلدين، إلى أن السعوديين يشكُّون بجدية إيران في الوصول إلى صيغة تفاهم، لأنها تموّل الحوثي في اليمن، إضافة إلى شبكة ميليشياتها الموجودة في الهلال الخصيب.
اقرأ أيضًا: حان الوقت لإدارة بايدن حتى تحدد خياراتها بشأن إيران
العلاقات مع دول عربية
وخلال حديثه، تطرق الغنَّام إلى العلاقات مع عدة دول عربية، كان أولها لبنان، مشيراً إلى أن التدخل السعودي في لبنان كان ناعماً وخيّراً، رغبة منها بأن ينهض لبنان بسبب مكانته المعنوية في العالم العربي، ولم تتدخل بشكل مباشر بالشأن الخاص، وأنه من المتوقع إحداث ردة فعل، عندما تُختَطف الدولة من قبل حزب الله الذي يديرها في الظلّ، ودعمه للحوثي، وميليشيات مناهضة للمملكة.
وفيما يتعلق بالتقارب الخليجي مع النظام السوري، رأى الغنَّام أن إعادة تشكيل العلاقة مع سوريا مسألة تتفاهم عليها القوى الدولية الرئيسية منذ سنوات.
وعن العلاقات مع العراق، أشار الغنَّام إلى أن المبادرات السعودية في العراق كثيرة، منها اقتصادي، وأن تدخل السعودية بالعراق ناعم، مشيراً إلى رغبتها بفتح خياراتٍ للشعب العراقي بجميع طوائفه وفئاته، معبراً عن أن الحكومة العراقية أكثر منطقية من سابقيها، ولا يمكن تركهم لإيران.

الأزمة الخليجية
الاتفاق الذي رَعَته المملكة لإنهاء الأزمة الخليجية جاء في وقتٍ مناسب، كما يشير الغنَّام، منوهًا إلى أن الخلافات لم تنتهِ، لكن هناك عمل دؤوب لإنهائها على طاولة النقاش، فليس من مصلحة أحد تكرار الأزمة أو استمرارها، منوهاً إلى أن الزيارات المختلفة والمتبادلة توحي بأن الأمور في مسارها الصحيح.
كما رأى أن العودة السريعة للعلاقات طبيعية؛ لأن المقاطعة والأزمة أخذت وقتها، وخلالها حصلت تغيرات كثيرة، والجميع يطمح بالوصول لنظرةٍ موحدة حول الخطوط العريضة للملفات المهمة، متمنياً أن لا تنظر الدول فقط إلى المصالح الضيّقة.
شاهد أيضًا: فيديوغراف.. أربعون عاماً حزينة تتوج “طالبان” حاكماً على أفغانستان
مراكز الأبحاث في السعودية
وداخلياً، تحدث الغنام عن مراكز الأبحاث التي بدأت بالانتشار في السعودية مؤخراً، واصفا إياها ببيوت الخبرة وصنع السياسات، موضحاً بأنها بمثابة ورش عمل، وحالياً تم استشعار أهميتها سعودياً، لكن يجب إعطاؤها الوقت والمساحة، حتى تنتجَ المرجو منها، مؤكداً أنّ الدعم المادي غير كافٍ، فهناك نقص في الخبرة المتراكمة والكفاءات.
وأوضح الغنَّام أن تلك المراكز أُسست لتضع الباحثين في الإطارات والمسارات التي تفيد بلدانها، مع وجود فرصة للاستفادة من الطاقات المحلية، مشيراً إلى وجود نهضةٍ شاملة، وحركة نشطة، وأبحاثٍ رصينة وجادة، وأن هذه المراكز لها تأثيرٌ حقيقي في الخليج.