اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةشؤون دولية

هرتسليا 2019.. “الموساد” يدق المسمار الأخير في نعش الخارجية الإسرائيلية

نقاط الخلاف تزداد وهاجس المستقبل يسيطر

كيوبوست

دارت مناقشات مصيرية الأسبوع الماضي في النسخة التاسعة عشرة من مؤتمر هرتسليا الإسرائيلي، بمشاركة إسرائيلية رفيعة المستوى، طرح خلالها قضايا تشغل السياسيين والعسكريين ومنها ما يرتبط بمستقبل الدولة العبرية؛ في محاولة لاستشراف تحديات المستقبل وآليات التعامل معها، بالإضافة إلى مناقشة تطورات الأمن القومي.

شاهد: Herzliya Conference 2019 – Day two

من الأحداث المهمة التي تضمنها المؤتمر كلمة رئيس الموساد الحالي يوسي كوهين الذي تحدَّث عن مسؤولية إسرائيل في منع إيران من الحصول على السلاح النووي؛ وتضمَّن حديثه تأكيدًا على أنه حتى لو لم تشارك الولايات المتحدة الأمريكية في عملية عسكرية ضد إيران، فإن تل أبيب ستتحرك بمفردها لمواجهة هذا الأمر؛ في خطوة تعكس تعبيرًا واضحًا عن سياسات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

اقرأ أيضًا: هل يخترق “الموساد” الإسرائيلي إيران بالفعل؟

مواجهة الموساد

وحسب الكاتب المتخصص في الشأن العسكري بموقع “واي نت” العبري، فإن خطاب كوهين يعكس رغبة منه في دخول مجال السياسة مستقبلًا، بالإضافة إلى قيامه بتلميع الجهاز والدور الذي يؤديه في الدولة، في وقت ذهب فيه الكاتب بنفس الموقع إيتامار أيشنر، بتحليله، إلى تزايد إقصاء دور وزارة الخارجية في مواجهة نفوذ أكبر لـ”الموساد” مدعومًا من رئيس الوزراء؛ خصوصًا بعد تخفيض ميزانية وزارة الخارجية.

واستند الكاتب أيشنر في تحليله إلى تزايد دور “الموساد”، وحديث رئيس الموساد عن أمور يفترض أن تقوم بها الخارجية؛ خصوصًا عندما تحدث كوهين عن تزايد تأثير دور “الموساد” في تحديد فرص السلام بالمنطقة، في وقت عدّ فيه هذا التصريح النعش الأخير في وزارة الخارجية؛ خصوصًا أن الإعلان عن إعادة مكاتب التمثيل بين مسقط وتل أبيب جاء من رئيس “الموساد” في كلمته من دون علم مسؤولي الخارجية.

اقرأ أيضًا: ما التغييرات التي طرأت على الموساد الإسرائيلي في السنوات الأخيرة؟

جانب من جلسات المؤتمر- المصدر موقع المؤتمر

وسيطر الهاجس من المستقبل في ظل تنامي نقاط الخلاف، وهو ما ركز عليه الرئيس الإسرائيلي  رؤوفين ريفلين، في كلمته، بينما أُثير حديث بشأن الوضع القانوني لرئيس الوزراء الذي يواجه اتهامات بالفساد، في وقت عبَّر فيه رئيس الكنيست يولي أدلشتين، عن شعور كثير من الناخبين بالخيبة؛ لأنه بعد انتخابات 17 سبتمبر المقبل سيكون على نفس اللاعبين التفاوض مرة أخرى، للتحدث عن موضوعات يرفضون الاتفاق عليها؛ خصوصًا أن العجز عن تشكيل الحكومة الائتلافية تسبب في حالة شلل بالبلاد لمدة عام تقريبًا في ظل توقعات بأن يستغرق التشكيل الحكومي الجديد عدة أشهر لتكوين ائتلاف جديد.

فوضى غير مسبوقة

رئيس ومؤسس المعهد أوريئيل ريخمان، وصف الوضع في إسرائيل خلال الوقت الحالي بأنه فوضى غير مسبوقة في تاريخ الدولة، وذلك بالتزامن مع قرب إجراء ثاني انتخابات إسرائيلية خلال 6 أشهر، مؤكدًا أن فوضى المنظومة الحزبية والسياسية التي تعيشها البلاد ستؤثر على الأوضاع داخليًّا وخارجيًّا، وسيكون ثمنها باهظًا على الجميع.

وعلى مدى 3 أيام، جرت مناقشة عدة محاور مهمة؛ منها مدى التعامل مع إمكانية إقامة دولة واحدة تجمع الفلسطينيين والإسرائيليين، في وقت لم تخرج فيه سفيرة الاتحاد الأوروبي بإسرائيل، سوزان تيرستال، عن الموقف الرسمي بالالتزام الأوروبي بأمن إسرائيل، مع تأكيد رفض الاتحاد حل الدولة الواحدة؛ لعدم إمكانية توفير حقوق متكافئة لجميع المواطنين الفلسطينيين.

كما جرت مناقشات حول طبيعة العلاقة مع الولايات المتحدة، والتي تطرق للحديث عنها رئيس المؤتمر عاموس جلعاد، والذي أكد ضرورة وجود تخطيط سليم من أجل المستقبل الذي يجب أن يتضمن علاقات جيدة مع عديد من الدول العربية، منتقدًا عدم استطاعة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تحديد مدى الاستقرار بالدول العربية.

ويكتسب مؤتمر هرتسليا أهميته من مشاركة عديد من صناع القرار فيه بشكل سنوي، ويتم تنظيمه من خلال معهد الدراسات المتعددة المجالات، وهو معني برسم السياسة الإسرائيلية، بينما تحرص على المشاركة فيه شخصيات سياسية وعسكرية وأمنية، بالإضافة إلى النخبة الأكاديمية.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة