الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

هذا ما ستجنيه إيران من الانسحاب الأمريكي من سوريا

سيناريوهات ما بعد الانسحاب

ترجمة كيو بوست عن مجلة يوراسيا ديلي للتحليلات السياسية

ستكون أهم قوة مؤثرة مستفيدة من الخروج الأمريكي من سوريا، بدون شك، إيران، التي يمكنها الآن أن توسع من نفوذها داخل الشرق الأوسط، بعد أن أخذ التأثير الأمريكي بالانحسار.

أدى القرار المفاجئ من دونالد ترامب فيما يتعلق بالوجود العسكري لبلاده في سوريا إلى ارتياح ولي الفقيه، ورغم أن موقف ترامب كان صارمًا ضد إيران، إلا أن الأخيرة ستكون المستفيدة، لأنها ستوسع من مكاسبها التي حققتها في السنوات الأخيرة هناك.

اقرأ أيضًا: انسحاب أمريكي من سوريا: الأكراد في عين العاصفة وحروب متوقعة لسد الفراغ

وبعد الانسحاب، قد تتمكن إيران من إقامة المشروع الذي حلمت به منذ سنوات طويلة، أي إنشاء الممر الشيعي البري من طهران إلى البحر المتوسط، الأمر الذي سيكون من شأنه تعزيز قوتها ضد أعدائها في المنطقة.

 

العلاقة مع الحلفاء

من ناحية أخرى، يفتح الانسحاب جدلًا حول علاقة واشنطن بحلفائها في المنطقة، إذ لم تلتزم بوعودها لهم، الأمر الذي قد يدفع الكثير منها نحو المحور الآخر، المتمثل بروسيا، الحليف الإيراني، كما يقول المحللون.

يقول رئيس معهد التحليل العسكري في الشرق الأدنى والخليج في دبي، رياض قهوجي: “تحقق هذا الحلم بالنسبة للإيرانيين؛ إذ لم تعد إيران تأخذ ترامب على محمل الجد. ستصبح إيران أكثر جرأة في سلوكياتها في المنطقة، لأنها تعرف أن هذه الإدارة هي مجرد صوت، ولا تقوم بأي أفعال”.

اقرأ أيضًا: ترامب ينوي الانسحاب من سوريا: الخاسرون والرابحون

اعتبرت طهران أن الولايات المتحدة أقرت بالفشل في المنطقة، إذ قال مسؤول كبير في الجيش الإيراني: “توصل الأمريكيون إلى نتيجة مفادها أنهم لا يستطيعون ممارسة السلطة في المنطقة”. في سوريا على وجه التحديد، سيكون الوضع أكثر خطرًا؛ لأن القوات الأمريكية كانت تعمل كحاجز صد ضد الإيرانيين.

المنطقة الواقعة في شمال شرقي سوريا، حيث كان يتواجد 2000 جندي أمريكي، ستكون الآن خالية، وستكون طهران جاهزة للسيطرة عليها.

 

ماذ عن الأكراد وإسرائيل؟

يقول الأكراد المتواجدون في المنطقة إنهم على استعداد للتوصل إلى اتفاق مع الأسد من شأنه أن يقضي على التوغل التركي المرتقب إلى المنطقة.

أما إسرائيل، فترى في الانسحاب قرارًا انفراديًا يدفع الولايات المتحدة بعيدًا عن تل أبيب، إذ يقلل القرار من إمكانية الاعتماد على القوات الأمريكية، في مواجهة إيران.

بحسب المحلل في مجموعة الأزمات الدولية في القدس، عوفر زالزبيرج، فإن الشعور السائد الآن في إسرائيل هو أنها وحيدة في مواجهة إعادة تشكيل الوجود العسكري الإيراني في سوريا، وهذا القرار يغذي هذه الفكرة.

اقرأ أيضًا: تركيا تهدد باجتياح شرق الفرات: أي سيناريوهات ممكنة؟

كما تخشى إسرائيل من انسحاب أمريكي مماثل من العراق، الأمر الذي سيعني تحقيق الممر الإيراني على الأرض، إذ تعمل القوات الأمريكية المتواجدة في العراق كحاجز يمنع الوصول الإيراني الفعلي إلى سوريا عبر الحدود. الآن ستصبح القوات الإيرانية على جانبي الحدود.

في إسرائيل، يشعرون أن سوريا مستباحة بالكامل لإيران، لكن التخوفات تكمن في أن تصل إيران إلى العراق أيضًا، وأن تصبح كل من سوريا والعراق تحت السيطرة الإيرانية بالكامل، بما يعمل كجسر يصل بين طهران والبحر المتوسط.

وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن من المرجح أن يدفع قرار الانسحاب من سوريا إلى تعزيز مطالب حلفاء إيران الشيعة بسحب القوات الأمريكية من العراق.

 

المصدر: يوراسيا ديلي

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة