الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
هذا ما تخفيه سفينة الأسلحة التركية المتجهة إلى ليبيا!
لماذا سارت السفينة تحت علم تنزانيا؟

خاص كيو بوست –
في خطوة صادمة، أعلن خفر السواحل اليوناني عن ضبطه سفينة ترفع علم تنزانيا يوم الأربعاء الماضي، تحمل على متنها كميات كبيرة من المواد التي تستخدم لصنع المتفجرات، إضافة إلى أجهزة تفجير غير كهربائية، كانت تتجه من تركيا إلى مصراتة الليبية.
وقالت السلطات اليونانية إنها رصدت، سفينة قرب جزيرة كريت، تحمل مواد يمكن من خلالها صناعة القنابل، أو تنفيذ عمليات تخريبية.
وذكرت تقارير صحفية أن طاقم السفينة تكون من أوكرانيين، وهنود، وألباني، وأنهم سيمثلون غدًا الإثنين، أمام المحاكم اليونانية.
وبحسب محللين، تكشف هذه السفينة عن الدور الذي تلعبه تركيا على المستويين الدولي والإقليمي، في خطوة تعبر عن رغبة ضمنية في استمرار الوضع في ليبيا دون حل، وعن رغبة في إمداد أطراف النزاع بمزيد من الأسلحة، الأمر الذي من شأنه أن يطيل أمد الصراع، ويزيد من الدمار الذي لحق بليبيا المنكوبة.
وقال المحلل السياسي د. عبد الله الرفاعي إن المنطقة العربية مستهدفة من قبل 3 مشاريع رئيسة، المشروع الصهيوني، والمشروع الصفوي، والمشروع الإخواني الذي تقوده تركيا وتموله قطر.
اقرأ أيضًا: تركيا وإيران: الاستعمار الجديد في الوطن العربي!
من جهة ثانية، تكشف حادثة السفينة أساليب الحكومة التركية في تأجيج الصراعات، عبر دعم الميليشيات الجهوية والإسلامية بالعتاد العسكري، تمهيدًا للمساهمة في تخريب البلدان العربية.
تركيا تتهرب
أنكرت تركيا أنها كانت توجه تلك الأسلحة إلى ليبيا. وذكرت السفارة التركية في ليبيا أن السفينة كانت تحمل 419 ألف كيلوغرام من مواد “خطيرة” باتجاه إثيوبيا، عبر جيبوتي. واعترفت السفارة أن السفينة حصلت على الأذونات اللازمة لمغادرة تركيا، لكنها تهربت من معرفتها بوجهة السفينة الحقيقية، زاعمة أنها كانت متجهة بشكل أساسي إلى ميناء جيبوتي.
ومع ذلك، لا يبدو أن رد تركيا كان مقنعًا، بحسب ما أجمع عليه مجموعة من المحللين السياسيين والمراقبين.
الموقف الليبي
في رده على الحادثة، أوضح الجيش الليبي عبر متحدثه الرسمي محمد حجازي، أن تركيا تحاول من خلال ذلك أن تقود مشروع الإسلام السياسي، ولذلك فهي تدعم مجموعات متطرفة في مدن ليبية كثيرة، من بينها بنغازي، ودرنة، وسرت، وطرابلس، وتستقبل جرحاهم في المستشفيات التركية.
وطالب الجيش الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي اعتبار تلك الحادثة بمثابة جريمة تقوم عليها وتدعمها تركيا، وكل من له علاقة بتلك السفينة.
السفينة موجهة ضد ليبيا ومصر
اعتبرت وكيل لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري سامية رفلة، في تصريحات خاصة بموقع إيلاف، أن حمولة هذه السفينة كانت تستهدف زعزعة الأمن القومي في ليبيا، خصوصًا في منطقة الحدود المصرية الليبية، عبر تهريب الأسلحة إلى الإرهابيين، من أجل القيام بعمليات إرهابية تستهدف كلًا من مصر وليبيا.
كما اعتبرت رفلة أن هذه السفينة تكشف عن تواطؤ تركيا مع قطر في قضايا تمويل الإرهاب في المنطقة العربية.
وقالت رفلة في تلك التصريحات: “تهدف تركيا إلى كسر شوكة مصر، خصوصًا في ظل مواقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الداعمة للجيش الليبي وقائده العام المشير خليفة حفتر، بهدف تحويل مصر إلى مرتع للإرهابيين، وهدم استقرارها، وإحداث انفلات أمني فيها على شاكلة سوريا والعراق وليبيا”.
اقرأ أيضًا: هل تتحول سيناء إلى سوريا ثانية؟
وعلى إثر ذلك بدأت مصر أولى خطواتها الدولية ضد تركيا فيما يتعلق بالحادثة التي ضبطت الأسلحة التركية التي كانت متجهة إلى الميليشيات التي تقاتل في ليبيا.
وكشفت وزارة الخارجية المصرية عن نيتها فتح تحقيق دولي في قضية خرق تركيا لقرارات الأمم المتحدة التي تمنع توريد الأسلحة إلى الميليشيات الليبية، التي اتضحت معالمه بعد الكشف عن سفينة تحمل عتادًا عسكريًا ومتفجرات، إلى ليبيا عبر ميناء مصراتة.
وقد كلفت مصر بعثاتها الدبلوماسية في عدد من دول العالم الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى الوفد المصري الدائم في الأمم المتحدة، بالتحرك العاجل من أجل التأكد من صحة الأنباء التي تتعلق بتلك السفينة، بالتزامن مع تقديم طلب للجنة العقوبات المعنية بقضية ليبيا في مجلس الأمن بالتحقيق الفوري في الحادثة، كما ورد في بيان للوزارة.
يذكر أن توريد الأسلحة إلى ليبيا يعد خرقًا كبيرًا لقرار توريد السلاح إلى ليبيا، الذي أقره مجلس الأمن في قراره رقم 2292.