هاكان سوكور من نجم كرة قدم إلى سائق أوبر.. والسبب أردوغان

كيوبوست

يعتبر هاكان سوكور أحد أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم التركية، هو مهاجم نادي غلطة سراي السابق، الذي ترك بصمته في التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين؛ حيث سجل خلال تاريخه الكروي الحافل 330 هدفًا في 713 مباراة، ولُقِّب بـ”ثور البوسفور”، وعُرف كأحد أفضل الهدافين في تاريخ المنتخب الوطني التركي، واحترف دوليًّا في نادي إنتر ميلان الإيطالي؛ حيث سجَّل 51 هدفًا في 112 مباراة دولية.

يعيش المهاجم التركي الآن في الولايات المتحدة الأمريكية؛ لأنه اضطر إلى مغادرة بلاده بعد أن وُجِّهت إليه تُهم بالتواطؤ مع الانقلاب ضد أردوغان في عام 2016.

اقرأ أيضًا: “حماس” ومأزق المقر الخارجي.. هل تركيا البيت الأخير؟

هاكان سوكور، هو اليوم شخصية غير مرغوب فيها في بلاده؛ والسبب كان ببساطة معارضته الرئيس رجب طيب أردوغان، والذي كما يقول سوكور: “سلبني كل شيء؛ حقِّي في الحرية، والحق في شرح نفسي، والتعبير عن ذاتي، وحتى الحق في العمل”.

استغلال سياسي

يروي هاكان سوكور انتكاساته المتتالية، والتي بدأت كما يعتقد عندما دخل عالم السياسة في عام 2011 بناءً على طلب من أردوغان؛ هذا الأخير أراد الاستفادة من شعبيته الهائلة، فانضم كعضو فاعل إلى حزب العدالة والتنمية؛ لكن الهداف السابق استقال من الحزب في 2013 بعد فضيحة فساد ضربت عالم كرة القدم التركية، وهنا بدأ كل شيء في التغيُّر إلى الأسوأ.

“لقد حطَّموا متجر زوجتي، وتعرَّض أطفالي إلى المضايقة في الشارع، وتلقيت تهديدات بعد كل تصريح أدليت به”.. معاناة لاعب فريق إنتر ميلان الإيطالي السابق انتهت فور تركه البلاد؛ لكن أقاربه في تركيا ورثوا تلك المعاناة، خصوصًا والده الذي سُجن، ثم أطلق سراحه لأنه مصاب بالسرطان؛ لكنه لا يزال قيد الإقامة الجبرية.

اقرأ أيضًا: في تركيا.. إعلان حزب المستقبل يكشف عن صراع الإخوة الأعداء

سوكور محروم من الاستفادة من موارده المالية وعقاراته في تركيا، لا يمكنه تأجير شققه، كما أن أي مستأجر محتمل يبتعد عندما يعرف أنه مالك الشقة؛ خشية عمليات انتقامية.

في كاليفورنيا، كان على هاكان العمل على الاندماج بعد فقدان جميع أصوله في تركيا؛ أولًا عمل كمدير لمقهى، ثم في بيع الكتب، تحت حماية الشرطة بالطبع؛ لأن اللاعب الدولي التركي السابق لا يزال ينتقد سلطة الاستبداد التي ينتهجها أردوغان.

تهديد متواصل

امتلك سوكور مقهى لبعض الوقت؛ لكنّ أشخاصًا غريبين جاؤوا إلى المقهى وعزفوا موسيقى دومبرا (الموسيقى التي يعتبرها حزب  العدالة والتنمية رمزًا للموسيقى التركية الحقيقية)، في مشهد كان يبدو أشبه بالتهديد؛ فوُضِع سوكور تحت حماية أمنية من قِبَل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي.

تدهور الوضع المادي بسوكور أكثر فأكثر، وهاهو الآن يعمل كسائق أوبر في واشنطن. أمر غريب بالنسبة إلى هذا النجم البالغ من العمر 48 عامًا، ويا لها من صدفة عندما تطلب إحدى سيارات أوبر في العاصمة الأمريكية فيصادفك نجم كروي دولي خلف المِقْوَد.

اقرأ أيضًا: أسلي أردوغان: تركيا أعلنت حربًا مفتوحة ضد حقوق الإنسان

في تركيا، صدرت بحقه مذكرة اعتقال؛ حتى إنه استُبعد من نادي غلطة سراي الذي سحب بطاقة عضويته في عام 2017؛ لأنه متهم بالمشاركة في محاولة الانقلاب ضد أردوغان في عام 2016، والتي قيل إن الداعية الإسلامي فتح الله غولن، يقف خلفها. يقول سوكور: “ما دوري المزعوم في الانقلاب؟ وما التُّهم الموجهة إليَّ؟ لا أحد يرغب في توضيح ذلك”.

يشير هاكان سوكور إلى أنه ليس من أنصار فتح الله غولن، ولا حركته التي اختارت المنفى أيضًا في الولايات المتحدة الأمريكية؛ لكنه يؤكد أنه اختلف كثيرًا مع سياسات أردوغان واختار أن ينقلب إلى معارض، وهو ليس نادمًا على ذلك.. “أنا عدو للحكومة صحيح؛ لكني لست عدوًّا للدولة أو الأمة التركية، أنا أحب عَلَمَنا، وأحب وطننا تركيا”، يختم سوكور في تصريحات صحفية.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات