الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون عربية

“نيويورك تايمز”: جنرالان متنافسان يبددان آمال الانتقال السلمي للسلطة في السودان

خرجت واحدة من أكبر دول إفريقيا عن السيطرة، مع اندلاع أسابيع من التوترات المتصاعدة بين قائدَين عسكريَّين في معارك في العاصمة الخرطوم وفي مدن أخرى.

كيوبوست- ترجمات

تستهل صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرها عن تطورات الأحداث في السودان؛ بالإشارة إلى الاندلاع المفاجئ للقتال يوم السبت الماضي، في أنحاء العاصمة السودانية وفي عدد قليل من المدن الأخرى، مع تصاعد التوترات المستمرة منذ شهور بين الفصائل المتنافسة في القوات المسلحة، وتحول إلى معركة شاملة للسيطرة على واحدة من أكبر دول إفريقيا. وسرعان ما امتدت الاشتباكات من قاعدة عسكرية في العاصمة الخرطوم إلى القصر الرئاسي والمطار الدولي ومقر هيئة الإذاعة والتليفزيون الحكومية.

تمثل الفوضى منعطفاً مقلقاً لدولة كانت قبل أربع سنوات فقط مصدر إلهام لكل من إفريقيا والعالم العربي. كان من المفترض أن يسلم الجيش السوداني، الذي يواجه صعوبات من أجل الحكم بفعالية، السلطة إلى القادة المدنيين هذا الشهر، في إطار اتفاق يدعمه الغرب. لكن أي آمال في انتقال سلمي تحطمت في وقت مبكر يوم السبت عندما تحوَّلت العلاقات المتوترة بين أقوى القادة العسكريين -قائد الجيش، الجنرال عبدالفتاح البرهان، والفريق محمد حمدان دقلو (المعروف بحميدتي)، قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية القوية- إلى العنف.

اقرأ أيضًا: العشرة الدموية من رمضان.. مشاهد مأساوية من اشتباكات الخرطوم

أي تسليم للسلطة يتطلب اتفاقاً على مدى السرعة التي سيدمجان بها قواتهما، وهو مصدر خلاف مشتعل، يصعب التغلب عليه على ما يبدو. وقال دبلوماسيون مشاركون في المحادثات إن بعض كبار الضباط يريدون جيشاً موحداً في غضون عامَين. لكن اللواء حمدان أصرَّ على أن الأمر سيستغرق 10 سنوات على الأقل.

مَن هو الجنرال عبدالفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني؟ 

إحدى الفصائل المتنافسة في القوات المسلحة السودانية التي تقاتل حالياً يقودها الجنرال عبدالفتاح البرهان، القائد العسكري القوي، الذي كان لسنوات زعيماً فعلياً للسودان. لم يكن الجنرال البرهان معروفاً قبل عام 2019؛ فقد صعد إلى السلطة في أعقاب الاضطرابات التي تلت الانقلاب الذي قاده الجيش، الذي أطاح بعمر حسن البشير، الزعيم الاستبدادي الذي أُطيح به بعد الانتفاضات الشعبية في عام 2019. 

قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان- وكالات

مَن هو اللواء محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع؟

بعد أن بدأ كتاجر جمال، قاد ميليشيا مرهوبة الجانب؛ شاركت في الصراع في دارفور. وجمع الفريق محمد حمدان بشكل مطرد النفوذ والثروات في السودان على مدى العقدَين الماضيَين مع صعوده إلى قمة السلطة. وحتى عندما أطاح المتظاهرون المؤيدون للديمقراطية براعيه السابق، الحاكم الاستبدادي الرئيس عمر حسن البشير، في عام 2019، حوَّل الجنرال حمدان الأمر إلى صالحه؛ حيث تخلى بسرعة عن البشير. وفي العام الماضي، أعاد تقديم نفسه كوجه ديمقراطي جديد ولديه تطلعات لقيادة السودان بنفسه.

اللواء محمد حمدان دقلو

تطورات مقلقة وفوضى عارمة

هناك مخاوف من أن يجتذب الصراع جيران السودان. وفي هذا الصدد، قالت تشاد، التي تشترك في حدود طولها 600 ميل مع السودان، ومعظمها متاخم لدارفور، إنها ستغلق حدودها حتى إشعار آخر.

كانت المشاهد الفوضوية في العاصمة، التي يتكشف الكثير منها خارج نوافذ السكان المذعورين الذين يصورون بهواتفهم المحمولة، مثيرة للقلق حتى في بلد له سجل طويل من عمليات الانقلاب العسكرية. وعلى الرغم من أن السودان شهد انقلابات أكثر من أي بلد إفريقي آخر؛ فإن أياً منها لم يتضمن مثل هذا القتال المكثَّف بين الأجنحة المتنافسة للقوات المسلحة في وسط العاصمة.

استعراض لقوات الدعم السريع في السودان- سونا

تشكِّل الفوضى أيضاً ضربة كبيرة للجهود الدبلوماسية التي يبذلها المسؤولون الأمريكيون والأمميون وأعضاء الاتحاد الإفريقي والعرب الذين كانوا يتدافعون لدرء الاشتباكات المحتملة. وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، على “تويتر”، إنه “قلق للغاية” من الاشتباكات في السودان. وحثَّ الجنرالات المتحاربين على “مواصلة المحادثات؛ لحل القضايا العالقة”.

وانضمت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، إلى الدعوات العامة لوقف التصعيد. وقال كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل فونتيليس، إن حماية المدنيين يجب أن تكون أولوية.

من جانبه، دعا عبدالله حمدوك، آخر رئيس وزراء مدني في السودان أُطيح به في انقلاب أكتوبر 2021، إلى إنهاء القتال. وقال في تغريدة على “تويتر”: “بلادنا تواجه خطر الانهيار”.

عبدالله الحمدوك

وعبَّر سودانيون آخرون عن إحباطهم من مسؤولي الأمم المتحدة والدبلوماسيين الأجانب الذين اتهموهم بالترويج لاتفاق سياسي غير قابل للتطبيق، بينما فشلوا في نزع فتيل المشكلة الأكثر إلحاحاً: التوترات المتفجرة داخل الجيش.  وفي هذا الصدد، قال أمجد فريد الطيب، المستشار البارز السابق لعبدالله حمدوك، رئيس الوزراء المدني السابق: “العملية السياسية لم تعالج القضية الأكثر خطورة.. كان هناك افتراض أنه من خلال تجاهلها، فإنها ستحل نفسها. هذا هراء”.

المصدر: نيويورك تايمز

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة