الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

نيران الجيش التركي تُغطّي على “داعش” في مناطق شرق الفرات

تركيا تساعد داعش عسكريًا، كيف يحدث ذلك؟

كيو بوست –

في الوقت الذي يُحذّر فيه إردوغان من أن “هناك من يريد إطلاق يد داعش مجددًا”، يقوم الجيش التركي بقصف قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي تُحارب داعش في ريف سوريا.

وأصبحت “قسد” تحت نيران الجيش التركي من الشمال، ونيران تنظيم داعش من الجنوب، قبل أن تعلن في بيان لها عن وقف مؤقت لعملياتها ضد التنظيم الإرهابي، بعد أن قتل الجيش التركي في آخر غاراته 4 مقاتلين أكراد في مدينة عين العرب “كوباني”.

اقرأ أيضًا: كيف أسهمت العملية التركية على عفرين في تنامي قوة داعش؟

وتخوض قوات سوريا الديمقراطية حرب كر وفر مع داعش في منطقة شرق الفرات، خصوصًا في الريف الشرقي، وأعلنت في بيان لها عن إيقاف عملياتها نتيجة للضغط العسكري التركي عليها في الشمال. وقالت القيادة العامة لـ”قسد” إن “التنسيق المباشر بين هجمات الجيش التركي وهجمات تنظيم داعش في الجنوب ضد قواتنا قد أدى إلى إيقاف معركة دحر الإرهاب مؤقتًا، التي كانت تخوضها في آخر معاقل داعش”.

وقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن هناك إمدادات كان يحصل عليها الأكراد من الشمال لقتال داعش، قد توقفت بعد القصف التركي، وهو ما وصفه مراقبون بالقول إن الخطوة التركية الأخيرة جاءت في هذا التوقيت في محاولة لإعاقة باقي جهود “قسد” في تطهير مناطق شرق الفرات وريف دير الزور من خلايا التنظيم.

واستغل داعش العواصف الترابية وشن هجمة معاكسة في ريف دير الزور ضد “قسد”، ما أدّى إلى سقوط مناطق عدة في يد التنظيم. وقد جاءت الضربة التركية ضد “قسد” بينما كانت الأخيرة تحاول استعادة ما خسرته على الأرض، إذ كانت قسد تعتمد على إمدادات كردية من المناطق التي استهدفها القصف التركي.

اقرأ أيضًا: أردوغان يتنبّأ بعمليات داعش المقبلة

وهو ما أكده القيادي الكردي، صالح مسلّم، الذي اعتبر الهدف من الضربة التركية هو إرباك قوات سوريا الديمقراطية، والحد من قدرتها في القضاء على داعش.

وأضاف مسلّم في لقاء له مع وكالة الأنباء الألمانية: “الجميع يعلمون من البداية أن إردوغان ينسق مع داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية بسوريا، وهو ما ظهر بشكل لافت في إدلب… لقد أثبت إردوغان أنه راعي الإرهاب”.

وسخر مسلم من تصريحات إردوغان بشأن “وجود مساع من جانب البعض لإطلاق يد داعش مجددًا”، واعتبر أن الرئيس التركي “يتحدث عن نفسه.. فهو من يحرك داعش، وهذا الأمر، كما قلت، يعرفه الجميع”.

 

تواطؤ مع داعش

على الرغم من أن مخاوف إردوغان –إعلاميًا- دائمًا ما تكون منصبّة ضد داعش، إلّا أن العمليات العسكرية التركية موجهة كلها ضد الأكراد، الذين يُعتبرون رأس الحربة في مواجهة التنظيم الإرهابي.

وقام الجيش التركي، يوم الأحد الماضي، باستهداف مناطق للمقاتلين الأكراد شرق نهر الفرات، بالتوازي مع قيام داعش باستعادة السيطرة على حقل “العمر” النفطي، الذي يُعتبر من أكبر حقول النفط في سوريا، بعد عام من قيام قوات “قسد” -التي يقصفها إردوغان- بتحريره من سيطرة داعش.

اقرأ أيضًا: 4 مصادر غربية تحذر من تجنيد تركيا جهاديين جدد.. لهذه الأسباب

وفي الوقت الذي يتذرع فيه إردوغان بأن العمليات العسكرية التركية ضد “قسد” تهدف إلى تأمين حدود تركيا، تنفي قسد ووحدات حماية الشعب الكردي قيامهم بأي عمليات عسكرية عبر الحدود، وهو ما تؤكده وسائل الإعلام التركية، التي لم تنقل أخبارًا عن تعرّض الجانب التركي لاعتداءات.

ولكن مراقبين يرون أن تصريحات إردوغان الأسبوع الماضي، التي أكد فيها أن أولوياته أصبحت شرقي الفرات وليس منبج، جاءت بمثابة صحوة لخلايا داعش، التي بدأت تقوم بهجمات على الجبهة الجنوبية للقوات الكردية، فيما الجيش التركي يفعل ذلك من الشمال.

وهو أمر استغربته حتى واشنطن، التي أعربت عن “بالغ قلقها” حيال الضربات التركية على مواقع المقاتلين الأكراد في سوريا، ما أدى إلى قيامهم بتعليق عمليات القتال ضد تنظيم داعش.

ويرى مراقبون أن التصريحات التي يطلقها إردوغان ضد داعش، غير موثوقة، لأن النيّة سرعان ما تنكشف على أرض الواقع، عندما يقوم الجيش التركي بمحاربة أعداء داعش الأساسيين. إضافة إلى أن حديثه حول محاربة الإرهاب في سوريا، فقد مصداقيته؛ إذ بعد أن سيطر الجيش التركي على مناطق في شمال سوريا، سرعان ما حوّلها إلى مناطق لإيواء وانطلاق مئات التنظيمات الإرهابية التي تحمل فكر القاعدة وداعش.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة