الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

نيجيريا توقف صعود حركة شيعية مدعومة من إيران

 ترجمات-كيوبوست

  قررت الحكومة النيجيرية، يوم الأحد الماضي، حظر الحركة الإسلامية في نيجيريا، وهي جماعة متطرفة مدعومة من إيران، لا يختلف تاريخها عن تاريخ جماعة بوكو حرام.

الحركة الإسلامية في نيجيريا (IMN) هي مجموعة شيعية راديكالية مسلحة، يتظاهر بعض أعضائها في شوارع العاصمة منذ عدة أشهر. وبالنسبة إلى الحكومة التي حصلت على تصريح من القضاء لحظر هذه الجماعة “كان من الضروري أن نتصرف قبل أن يكون الوضع خارجًا عن السيطرة” وأن نتذكر أن “الأفراد يجب أن لا يستخدموا الدين لخرق القانون”، لكن يبقى كثيرون ممن يشككون في نجاعة هذا الإجراء.

يحتج متشددون منضوون تحت لواء هذه الجماعة، كل يوم تقريبًا، وبشكل رسمي، للمطالبة بإطلاق سراح زعيمهم إبراهيم زكزكي، المسجون منذ عام 2015. ورغم أن المحكمة قد أمرت بالإفراج عنه في عام 2016؛ فإن تهمًا جديدة جمعها المدعي العام، خصوصًا تلك المتعلقة بالإرهاب، حالت دون الإفراج عنه.

إبراهيم زكزاكي زعيم الحركة الإسلامية في نيجيريا

توتر متصاعد

  تصاعد التوتر مرة أخرى في الآونة الأخيرة بالتزامن مع انتشار الشائعات حول الحالة الصحية للشيخ البالغ من العمر 66 عامًا.

اقرأ أيضًا: “بوكو حرام”.. الإخوان ينشرون الخراب في نيجيريا

في الأسبوع الماضي، أسفرت المصادمات مع الشرطة عن مقتل 8 أشخاص على الأقل، من بينهم ضابط شرطة وصحفي؛ ما عزز المخاوف من حدوث الأسوأ.

رد الفعل الأول جاء من زعماء الطوائف الأخرى الذين نددوا بهذا الحظر، مستخدمين لغة هي أقرب إلى التهديد؛ بسبب ما يرون أنه “تطور خطير”، على حد تعبيرهم.

تستخدم الحركة الإسلامية في نيجيريا، مثلها مثل الحركات الأخرى في هذا البلد العملاق، مبدأ المقاومة عبر استخدام أساليب فوضوية ودموية.

لكن التطور الغريب لهذه الطائفة التي ولدت في أواخر السبعينيات هو أمر لافت للنظر؛ فإبراهيم زكزكي كان طالبًا في جامعة أحمدو بيلو، في مسقط رأسه زاريا، عام 1979، وهو شاب مفتون بالثورة الإيرانية.

اقرأ أيضًا: التَشَيُّع السياسي.. وسيلة إيران لتبرير غاية السيطرة على إفريقيا

رحلة واحدة إلى إيران كانت كفيلة بتدجينه؛ ليعود منها كرجل دين شيعي، مع قناعة تامة بأن وجود جمهورية إسلامية أمر مرغوب فيه بنيجيريا؛ لحماية المؤمنين.

بدأ زكزكي بتقديم العظات الدينية وتوجيه مَن حوله من المؤمنين، في وقت كان فيه الديكتاتوريون العسكريون والزعماء الدينيون في هذا البلد ذي الغالبية السُّنية يمتلكون نظرة سلبية للغاية تجاه مثل هذا التحرك المتشدد.

ومنذ ذلك الحين، تردد الملا زكزكي وأتباعه على السجون، في وقت بدأت تتزايد فيه المطالب الإسلامية بمختلف أنواعها؛ وهو ما ساعد هذه الحركة على اكتساب المزيد من النفوذ، لا سيما في ولاية كادونا وزاريا.. هذه الأخيرة التي أصبحت معقلها. واليوم يقول بارزون في الحركة إن عددهم تجاوز ستة ملايين مؤمن. وعلى الرغم من عدم القدرة على التحقق من هذه الأرقام التي تبدو مبالغة؛ فإنه لا يمكن إنكار أن التحول إلى المذهب الشيعي بات أمرًا شائعًا جدًّا في نيجيريا.

أفراد من الحركة الإسلامية في نيجيريا

مصدر قلق للجيش

كانت قوة الحركة الإسلامية الشيعية مصدر قلق متزايد في السنوات الأخيرة؛ خصوصًا أن نيجيريا تقترب في مواقفها من المملكة العربية السعودية ودول الخليج، أعداء إيران المعلنين.

تضاعفت الاشتباكات في زاريا حتى 12 ديسمبر 2015. في ذلك اليوم وجد رئيس أركان الجيش النيجيري نفسه عالقًا بين حشود من الناشطين في المدينة، اتهم الجيش الحركة بمحاولة اغتيال رئيس أركانه. وتبعًا لذلك شنَّ الجيش حملة ضد المسلحين؛ فأُحرقت على إثرها مباني الحسينية ومراكز الطائفة، بينما دُمِّر المسجد الرئيسي، كما تم اعتقال إبراهيم زكزكي مع زوجته، وقتل ثلاثة من أبنائه من أعضاء المجموعة الشيعية.

Photo by: SODIQ ADELAKUN / AFP

قصة هذه الحركة تذكرنا بجماعة نيجيرية أخرى، هي بوكو حرام؛ فقبل عشر سنوات سقطت الجماعة في شرك الجهادية والعنف الشديد. يوم السبت الماضي، شنَّت الجماعة الإرهابية هجومًا جديدًا شمال شرق نيجيريا، على قرية متهمة بالتعاون مع السلطات، مما أسفر عن مقتل 65 شخصًا على الأقل. في عقد من الزمن، خلف تمرد بوكو حرام أكثر من 27000 قتيل ومليونَي نازح في عموم الأراضي النيجيرية.

المصدر: لو فيجارو

اتبعنا على تويتر من هنا

 

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة