الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

نمو وتدويل المحتوى الإعلامي لتنظيم الدولة الإسلامية- ولاية خراسان

كيوبوست- ترجمات

ريكاردو فالي

قال موقع “ميليشيا واير”، المعني بدراسات الجماعات المسلحة، أن تنظيم الدولة الإسلامية- ولاية خراسان، قد عمل منذ نشأته في 2014- 2015 بأفغانستان، على تطوير جهاز دعائي قوي وديناميكي، ازدهر في إطار نظام إعلامي سريع التطور في جنوب آسيا لجماعات رسمية ومؤيدة لتنظيم الدولة الإسلامية.

اقرأ أيضاً: تنامي خطر الإرهاب الجهادي في آسيا

حيث جمع تنظيم الدولة الإسلامية- ولاية خراسان بين عملياته المتمردة وحملات حرب إعلامية مكثفة تستهدف أعداءه المحددين؛ ما أدى إلى ازدياد الإنتاج، وتحسن جودته، بينما أصبحت استراتيجيته الإعلامية أكثر تطوراً بشكل ملحوظ.

وأشار الموقع إلى أن الجماعة وسَّعت بشكل ملحوظ من نطاق انتشارها وقدرتها على إيصال رسائلها إلى المجموعات العرقية واللغوية المستهدفة. كما استخدم التنظيم آلته الدعائية لمهاجمة أعداء مثل جمهورية أفغانستان الإسلامية، حسبما ذكر حلفاء التحالف الدولي للحكومة و”طالبان”.

لقطة من مقطع فيديو دعائي لتنظيم الدولة “ولاية خراسان” حول الهجمات في العاصمة الأفغانية كابول- “ديفينس بوست”

وتاريخياً، نشر تنظيم الدولة الإسلامية- ولاية خراسان محتوى باللغات العربية والبشتونية، غير أنه أنتج في الآونة الأخيرة دعاية بعدد متزايد من اللغات الأخرى؛ مثل الأردية والأوزبكية والطاجيكية والإنجليزية.

اقرأ أيضاً: الأوضاع الاستراتيجية في آسيا الوسطى عقب انسحاب حلف الناتو من أفغانستان

وقد بدأ في الطعن في خصومه من خلال تصريحات نشرتها وسائل الإعلام الرسمية التابعة للفرع؛ بما في ذلك “ولاية خرسان نيوز”، و”طور بيرغونة”، و”الملة ميديا”، و”مؤسسة العزائم”، و”راديو خراسان” -التي كانت جميعها منصات شبه رسمية- بالإضافة إلى العديد من وسائل الإعلام الموالية الأخرى.

ولفت التقرير إلى أن التنظيم عزز بشكل ملحوظ من جهوده في مجال الحرب الإعلامية؛ خصوصاً بعد تولي الأمير الحالي، شهاب المهاجر، مسؤولية التنظيم في منتصف عام 2020.

لقطة ترويجية لقاري حكمت القائد الأعلى لـ”داعش خراسان” قبل مقتله في غارة أمريكية في أفغانستان عام 2018- “ديفينس بوست”

ويتجسد ذلك في عدد البيانات التي أصدرتها الجماعة ووقعها المتحدث باسم التنظيم سلطان عزيز عزام، وكذلك من خلال زيادة إنتاج مقاطع الفيديو والبيانات الصوتية غير الرسمية ومختلف المواد المطبوعة المنشورة على الإنترنت.

بينما ظل نشاط بعض المنصات الإعلامية الموالية للتنظيم محدوداً، كما في حالة “سانغار ميديا” و”فرقة تي في”. ومع ذلك، بدأت جهات أخرى؛ مثل “حقيقة نيوز” و”خالد ميديا”، في إنتاج ونشر مقاطع فيديو وبيانات عالية الجودة عبر الإنترنت.

اقرأ أيضاً: كيف سهلت شبكة الإنترنت النشاط الجهادي؟

وبعد أن استولت “طالبان” على أفغانستان في أغسطس 2021، ازداد التوسع الدعائي بشكل ملحوظ. وكثَّف تنظيم الدولة الإسلامية- ولاية خراسان، إنتاجه الإعلامي بنشر عشرات الكتب والكتيبات على الإنترنت. وأصبحت “مؤسسة العزائم” الجهاز الإعلامي المحلي الرسمي للتنظيم؛ حيث نشرت جميع مواده المطبوعة والبيانات الصوتية وإنتاج الفيديو.

صورة ترويجية للكتاب الذي أصدره “داعش خراسان” وتمت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية- “ميليشيا واير”

وقد وجه جزء كبير من هذا المحتوى إلى “طالبان“؛ بهدف نزع الشرعية عنهم وتشويه سمعتهم كسلطة سياسية دينية وفقاً للتقرير. كما أنتجت مؤسسة العزائم محتوى يهدف إلى إلهام مقاتلي “داعش خراسان“، وتشجيع الهجمات، وبث الصبر في صفوف الجنود، وجمع الأموال للتنظيم. وغالباً ما توفر إنتاجاتهم التوجيه الديني والأيديولوجي لقواتهم وأتباعهم.

اقرأ أيضاً: داعش- ولاية خراسان: قوة مؤثرة في الجهاد الأفغاني

ولم يكتفِ التنظيم بزيادة إنتاجه وتقديم منشورات جديدة؛ بل شرع أيضاً في إصدار محتوى بمزيد من اللغات، حيث بدأ في ترجمة كتبه إلى اللغة الأوردية وبياناته الصوتية باللغة الأوزبكية، وتأتي هذه الأخيرة كجزء من تواصله مع المؤيدين الأوزبكيين المحتملين في المنطقة.

ثم يتم بعد ذلك ترجمة أجزاء من هذه البيانات الصوتية إلى اللغة الطاجيكية ومشاركتها على المنصات نفسها، ومعظمها تتناول الأمور الدينية وتدعو إلى دعم إقامة الدولة الإسلامية في المنطقة، ورفض أولئك الذين يؤمنون بتعدد الآلهة، والعلمانية، والقومية.

يحرص تنظيم الدولة مؤخراً على ترجمة أجزاء من بياناته الصوتية إلى اللغة الطاجيكية ومشاركتها على الإنترنت- “ميليشيا واير”

ولا تزال الدعاية التي يقوم بها “داعش خراسان” باللغة الطاجيكية محدودة؛ لكن تجدر الإشارة إلى أنه في يوليو الماضي، تم نشر مقطع فيديو يُظهر مقاتلي التنظيم الذين هاجموا سجن جلال آباد في أغسطس 2020، والذي كان نجاحاً عملياتياً كبيراً؛ حيث أطلق سراح العديد من أعضائه الأسرى، ومن بينهم هدد شاب طاجيكي حكومة “الطاغوت” في طاجيكستان بشن هجمات في المستقبل.

اقرأ أيضاً: في ظل توسعات استثنائية حول العالم.. تنظيم الدولة الإسلامية يُعيد بناء نفسه

كما دأب مروجو دعاية تنظيم الدولة الإسلامية على إصدار ترجمات باللغة الهندية. وعلى غرار وسائط الإعلام الناطقة باللغة الأوردية “نداء الحق”، التي تترجم جميع مزاعم التنظيم إلى اللغة الأوردية، ينشر مركز “القتال” الإعلامي، بانتظام، ترجمات لمواد التنظيم الرسمية باللغة الهندية.

وعلاوة على ذلك، ظهرت قناة جديدة مؤيدة للتنظيم، وهي قناة الخلافة الأسبوعية؛ حيث بدأت في إصدار ترجمات شبه رسمية لنشرات النبأ الإخبارية باللغتَين الأوردية والهندية. ويتم أيضاً مشاركة الدعاية باللغة البنغالية في القنوات المؤيدة لـلتنظيم من خلال “منصة البرهان”.

لقطة من فيديو يضم الأطفال الذين جندهم تنظيم الدولة- ولاية خراسان في منطقة جوزجان بأفغانستان- “ديفينس نيوز”

وحول تطور الاستراتيجية الإعلامية للتنظيم، أفاد التقرير أن هناك مؤشرات عدة على محاولة تدويل المحتوى الذي يتم إنتاجه؛ حيث قررت مؤسسة العزائم تخصيص الوقت والقوى العاملة والموارد لنشر مجلة وكتاب باللغة الإنجليزية؛ اللغة الأكثر استخداماً في العالم.

اقرأ أيضاً: تداعيات التنافس بين ولاية خراسان وطالبان على أفغانستان

ومع صدور منتجَين من هذا النوع في فترة قصيرة، أواخر يناير وأوائل فبراير على التوالي، من المرجح أن يواصل التنظيم نشر محتوى باللغة الإنجليزية؛ حيث يعمل التنظيم على تعزيز قاعدة دعمه، كما يعمل على زيادة قدرته على إبراز القوة والتأثير من خلال منصاته الإعلامية.

بينما تهدف استراتيجية الانتشار الدولي إلى الوصول لمتعاطفين جدد، واجتذاب الأعضاء الساخطين من الجماعات الجهادية الأخرى، وكذلك إلهام العناصر المتشددة التي تنتمي إلى الجماعات العرقية المستهدفة لشن هجمات في البلدان التي يقيمون فيها.

♦باحث مستقل يركز على الإسلاموية العنيفة والجهات الفاعلة المتشددة في شبه القارة الهندية.

المصدر: “ميليشيا واير”

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة