نمل “انتحاري”: يضحي بنفسه في سبيل بقاء سربه

كيو بوست –

يبدو أن التضحية بالنفس، هي ميزة تجمع ما بين الإنسان والحيوان، وذلك بعدما بينت أبحاث العلماء أن الحيوانات أيضًا تفدي بنفسها الآخرين. فقد اكتشف العلماء فصيلًا جديدًا من النمل “الانتحاري”، الذي يعيش في الغابات الآسيوية، بالتحديد في جزيرة بورنيو المعروفة بتنوعها الحيوي الكبير، وتايلاند وبروناي، وتتجمع مستعمراته بشكل رئيس في أعشاش داخل الغابات الاستوائية.

عندما يشعر بتهديد محتمل من قبل أحد المفصليات أو الحشرات، أو أنواع من النمل المعادي، يقوم هذا النوع -اسمه العلمي “كولوبوبسيس إكسبلودنس”- بتقليص نفسه بقوة، وممارسة ما يكفي من الضغط لتفجير جدار المعدة، محررًا بذلك إفرازات سامة ذات لون أصفر لزج من غددها المتضخمة، لتقضي على العدو.

وهكذا فإن النملة لا تنفجر بالمعنى الحرفي للكلمة، لكنها تقدم نفسها فداءً لنوعها، بإخراج السائل السام من جسدها للتصدي للتهديد، الأمر الذي يؤدي بالضرورة إلى القضاء عليها.

الشيوخ والصغار

في الأعشاش، يوجد فئتان من النمل العامل يحيط بالملكة؛ الفئة الأولى تسمى فئة الكبار، تلقب بـ”حرس البوابات”، تتميز بضخامة رأسها، ومهمتها إغلاق مداخل العش. أما الفئة الثانية، وهي فئة الصغار، فلها غدتان، أضعاف حجم النملة العادية، وتمتدان من الرأس إلى البطن، وتمتلئان بالمادة السامة، وهذا هو النوع الملقب بالنمل الانتحاري.

ويسمى هذا الميل الانتحاري لدى الحشرات بالتسريب الذاتي، وهو شائع في الكائنات العضوية كالنمل، بحسب عالمة الحشرات في متحف التاريخ الطبيعي في فيينا أليس لاسيني. في المقابل قال عالم الحشرات الفرنسي آلين فرافال، إنه من النادر أن يوجد بين الحشرات والحيوانات في العموم مثل هذا الانتحار الإيثاري.

ويعد اكتشاف هذا النوع من النمل جزءًا من مشروع أوسع يشمل نمل “بورنيو” المتفجر، الذي تم إطلاقه عام 2014،  والممول من قبل صندوق فيينا للعلوم والتكنولوجيا.

 

نمل أبيض يفجر نفسه

في عام 2012، كشف فريق من العلماء نوعًا مماثلًا من النمل الأبيض يقدم على الانتحار في سبيل حماية سربه، وذلك بالآلية نفسها التي يقوم بها النوع المذكور سابقًا.

ولكن المختلف عند النمل الأبيض، أن النمل كبير السن هو من يقوم بهذه المهمة فقط، وذلك لتراجع قوة أسنانه وفعاليتها في البحث عن الطعام للسرب، مما يجعل “شيوخ” النمل يخدمون سربهم بهذه الطريقة.

 

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات