الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
نساء داعش في الخطوط الأمامية وخلف الكواليس
قضايا أساسية تتعلق بنساء داعش يجب الانتباه لها!

ترجمة كيو بوست عن أمريكان إنتربرايز إنستيتيو
بقلم جيسيكا داردين، صاحبة المؤلفات السياسية العديدة.
بين أبريل/نيسان 2013 ويونيو/حزيران 2018، انضمت نساء من 51 دولة مختلفة حول العالم إلى تنظيم الدولة الإسلامية داعش في سوريا والعراق، لكن معظم البرامج التي ركزت على مكافحة التطرف كانت تستهدف الرجال فقط وتتجاهل الخطر الحقيقي الكامن وراء النساء.
لقد نشرتُ قبل فترة قصيرة كتابًا جديدًا يناقش دور النساء في المجموعات المتطرفة، وهناك 3 استنتاجات حول نساء داعش توصلتُ إليها:
اقرأ أيضًا: يتقلدن مناصب حساسة: حقائق عن نساء داعش التونسيات
1) لا يتعلق الأمر بمن يحمل السلاح
تساهم النساء في الجماعات الإرهابية بطرق متنوعة؛ إذ ساهمت بشكل بارز في تربية الأطفال التابعين لعناصر التنظيم، وإنجاب المزيد منهم بهدف رفد صفوف التنظيم بالمقاتلين مستقبلًا. وأنجبت النساء المقاتلات على الأقل 730 طفلًا جديدًا خلال الفترة المذكورة، بهدف أساسي هو استخدامهم في عمليات التنظيم.
في شهر مايو/أيار 2018، شاركت عائلات كاملة (بما فيها النساء والأطفال) في 3 هجمات إرهابية منسقة في إندونيسيا. مات في الهجمات 8 أطفال ووالديهم.
في تنظيم داعش، لم يسمح إلا لعدد قليل من النساء أن يحملن السلاح بسبب “تحريم الاختلاط”، ومع ذلك، ظلت النساء عنصرًا أساسيًا في العمل كطبيبات، وكجامعات تبرعات، وكداعيات، وفي الشرطة الدينية.
وكثيرًا ما تكون الأموال التي تقدمها النساء أداة أساسية في نجاح الجماعة، فيما ستساهم هذه النساء العائدات إلى بلدانهن في العمل على تشكيل الخلايا الجديدة.
اقرأ أيضًا: داعش يمنح النساء دورًا عملياتيًا أكبر في ظل انهيار “الخلافة”
2) النساء أكثر التزامًا بالقضية من الرجال
في حين أجبر بعض الأزواج أو الأقارب النساء على السفر إلى العراق وسوريا، ذهبت كثير من النساء طواعية. وعلى الرغم من الاهتمام الإعلامي الكبير بـ”العرائس الجهادية”، تشير الأبحاث إلى أن النساء الغربيات انضممن إلى داعش لأسباب نفسية إلى حد كبير، وهذا يعني أنهن ملتزمات بأيديولوجية داعش مثل الرجال، أو حتى أكثر.
تشير البيانات حول العائدين من داعش إلى دولهم إلى أن 5% من النساء اللواتي سافرن إلى سوريا أو العراق منذ نيسان/أبريل 2013 قد عدن بحلول حزيران/يونيو 2018، مقابل 19%، وهذا يعني أن التعرض المكثف للدعاية الداعشية والرغبة الواضحة في السفر هما ما يدفعان النساء إلى التمسك بالأيديولوجية الداعشية، أكثر من الرجال في كثير من الأحيان.
3) تشكل النساء تحديًا للعدالة ولإعادة الدمج
تكافح السلطات في سوريا والعراق للتعامل مع آلاف النساء والأطفال الذين جرى احتجازهم مع انهيار السيطرة الداعشية على الأراضي. في أغسطس/آب 2017 وحده، احتجزت القوات الكردية 1400 من النساء والقاصرات المنتسبات لداعش في العراق.
في الوقت نفسه، تواجه عشرات البلدان في أوروبا وآسيا وإفريقيا والشرق الأوسط تحديًا ملحًا: هل يمكن إعادة هؤلاء النساء وعائلاتهن إلى الحياة الطبيعية وإعادة إدماجهن؟ وكيف يمكن ذلك؟
اقرأ أيضًا: خفايا تحرير ألمانيا أسيرتين داعشيتين من سجون العراق سرًا
لقد كان رد المجتمع الدولي على “العائدين” من صفوف داعش أمرًا مختلفًا في كل دولة؛ إذ فضلت الكثير من الدول الغربية أن يحاكم مواطنوها في أماكن احتجازهم، بدلًا من تسليمهم. وقد ألغت بعض البلدان، بما فيها المملكة المتحدة، جنسية العائدين المحتملين. ويجادل آخرون، بما في ذلك كندا، بضرورة جلب الإرهابيين إلى أوطانهم.
يجب زيادة الجهود الرامية إلى إعادة إدماج النساء والأطفال العائدين بسبب العنف المنزلي أو الجنسي والاسترقاق الجنسي الذي حدث في ظل النظام الوحشي لداعش. يعتبر التعرض للعنف، جسديًا أو جنسيًا، أحد عوامل الخطر التي ينبغي التنبه لها.
يجب على الحكومات والمجتمع المدني العمل لضمان عدم تكرار أخطاء جهود إعادة الإدماج السابقة التي أغفلت الدور المهم الذي تلعبه المرأة. ربما فقد تنظيم داعش الأراضي التي كان يسيطر عليها، لكن النضال من أجل إعادة إدماج أعضائه سيكون طويلًا.
المصدر: أمريكان إنتربرايز إنستيتيو