الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

نداء تونس بصدد تشكيل “جبهة إنقاذ” ضد النهضة

المؤشرات تتجه لفك الارتباط مع "إخوان تونس"

 كيوبوست –

في ظل الانقسام الحاصل في تونس على سياسات رئيس الحكومة التشاركية، يوسف الشاهد، وبعد اختيار النهضة لرئيس الحكومة على حساب التوافق السياسي مع شركائها، يتجه حزب “نداء تونس” للبدء بإجراء مشاورات موسعة من أجل تشكيل “جبهة عريضة” ضد حركة النهضة.

اقرأ أيضًا: بوادر لانتهاء “شهر العسل” بين حركتي نداء تونس والنهضة

تلك المشاورات كشف عنها يوم الإثنين الناطق باسم نداء تونس، المنجي الحرباوي، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي.

انطلقنا حزب نداء تونس بمشاورات مع عدد من الأحزاب والشخصيات الوطنية من أجل ائتلاف وطني واسع للانقاذ ، الوضع في البلاد لم…

Posted by Harbaoui Mongi Harbaoui on Monday, June 11, 2018

تدوينة الحرباوي جاءت بعد تبادل اتهامات وجدل استمر بين النهضة ونداء تونس، في ظل الاختلاف على رئيس الحكومة، وسط اتهامات من نداء تونس، بأن حكومة الشاهد أصبحت رسميًا حكومة تمثل حركة النهضة.

فيما تقول النهضة إنها تتمسك برئيس الحكومة من أجل دعم الاستقرار الحكومي، الأمر الذي أثار حفيظة القيادي في النداء، خالد شوكات، الذي تحدث لوسائل الإعلام متسائلًا: “عن أي استقرار حكومي تتحدثون؟ استقرار الإقالات “الرعوانية” للوزراء منذ الشهر الثالث في عمر الحكومة: وزير الشؤون الدينية، وزير المالية، وزير الوظيفة العمومية، وزير التعاون الدولي، والتركيبة الوزارية الأسوأ في تاريخ الدولة الوطنية المستقلة!”.

فيما تزايدت الانتقادات من قبل نداء تونس لشركائهم في النهضة بسبب تمسكهم بالشاهد، كما وصفوا ذلك التمسك برئيس الحكومة بأنه “صفقة سياسية” تمت بين الشاهد والنهضة، أصبحت معه حكومة الشاهد حكومة “نهضوية” صرفة تعبر عن الحركة الإخوانية، مقابل وعود قدمتها له النهضة بأن توفر له غطاءً سياسيًا.

وبدأ الحديث عن عزل الشاهد مع تردي الوضع الاقتصادي في تونس، وتفشي البطالة، وانهيار الدينار، والتضخم، وتراجع احتياطي العملة الصعبة بسبب انحدار الميزان التجاري.

ناهيك عن الخلافات السياسية، بعد إقالة الشاهد للعديد من الوزراء آخرهم وزير الداخلية لطفي برهم، مما أخلّ بميزان التوافق داخل الحكومة، وسط أنباء تحدّثت على أن الشاهد تشاور بموضوع الإقالة مع حركة النهضة، قبل إقرارها في العلن.

وقد وصف خالد شوكات بأن الاستقرار الذي تتمسك به النهضة، هو استقرار قائم على: “التفريط بالسيادة الوطنية، والخضوع للمؤسسات الدولية المانحة، والاستقواء بسفارات الدول الكبرى على حساب الولاء للوطن”.

 

ملامح الانفصال بين النداء والنهضة

مع استمرار التجاذب السياسي داخل أركان الحكومة التحالفية، أكد خالد شوكات لوسائل إعلام بأن حزب نداء تونس “سيشهد خلال المرحلة المقبلة تغييرات وخطوات مهمة، من خلال انضمام شخصيات سياسية بارزة، تحت عنوان تشكيل جبهة سياسية عريضة لإنقاذ المشروع الوطني التونسي”.

وأكّد شوكات على وجود نقاشات مهمة مع أكثر من حزب سياسي وشخصيات ونواب، كانوا غادروا الحزب مثل: بني وطني، تونس أولًا، الكتلة الوطنية، المستقبل.

وفي الطرف الآخر، فاجأ رئيس مجلس الشورى في النهضة، عبد الكريم الهاروني، الرأي العام بتصريحات قال فيها: “النداء هو الحزب الأول في الانتخابات، ويبقى الحزب المسؤول عمّا يحدث في البلاد، وعليه أن يتحمل مسؤوليته، وأن يدافع عن الدولة والحكومة ومطالب الشعب المشروعة”.

وشكّل ذلك تدافعًا في إلقاء المسؤولية عن تردي الأوضاء السياسية والاقتصادية بين “الحليفين”، من جهة تحمل مسؤولية ما يجري، فيما أكد الهاروني بأن التقاء النهضة ذات التوجه الإسلامي مع النداء العلماني، ليس تحالفًا، وليس أبديًا!

وهو ما أكده في وقت سابق المكلّف بالشؤون السياسية في نداء تونس، برهان بسيس، الذي أعلن نهاية التوافق مع حركة النهضة، وتحولها من حليف إلى “خصم”.

ويشير مراقبون إلى أن الأزمة الحاصلة بين النداء والنهضة في الفترة الأخيرة، خصوصًا فيما يخص رئيس الحكومة يوسف الشاهد، سلّط الضوء على مدى التنافر بين الحزبين المتوافقين، وانتهت في خضمها مرحلة التعتيم على الخلافات بين الحليفين، مما يرجح خروج الأزمة للميدان العملي وفك التحالف رسميًا بينهما.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة