الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية

نجحت في تشغيل مفاعلها السلمي الأول.. الإمارات تواصل مراكمة إنجازاتها العلمية

كيوبوست

لم يكن “مسبار الأمل” الذي أطلقته دولة الإمارات العربية في 20 يوليو 2020 لاستكشاف كوكب المريخ، آخر إنجازاتها العلمية، فقد شغَّلت الإمارات، السبت الماضي، مفاعل المحطة الأولى من محطات “البراكة” للطاقة النووية غرب أبوظبي؛ لتصبح بذلك أول دولة عربية  تنشئ محطات طاقة نووية سلمية.

وأعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في تغريدةٍ على موقع “تويتر”، نجاح تشغيل المفاعل الأول.

تغريدة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم

بينما أشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالإنجاز عبر تغريدة على موقع “تويتر”.

تغريدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان

بدايات المشروع

تعود بداية العمل الإنشائي الفعلي في مشروع الطاقة النووية (مشروع محطات براكة) في دولة الإمارات إلى عام 2012، وتعرف الطاقة النووية على أنها الطاقة المنبعثة نتيجة انشطار نووي أو اندماج نووي، ويستخدم لإنجازها وقود مصنوع من مادة اليورانيوم المعالج.

إلا أنه قبل البدء في تدشين المشروع تم التمهيد له، وذلك في عام 2009، عندما انطلق البرنامج النووي السلمي الإماراتي؛ فقد تعاونت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية مع جهات دولية متخصصة بقطاع الطاقة النووية، مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والرابطة العالمية للمشغلين النوويين؛ ولضمان التزام بأعلى معايير السلامة والجودة، فقد أجريت تفتيشات دقيقة وسلسلة اختبارات.

أما في ما يتعلق بالتجهيزات للمرحلة التشغيلية، فقد أجرى كل من مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والشركة الكورية للطاقة الكهربائية “كيبكو”، وشركة “نواة” للطاقة، اختبارات شاملة لضمان التزام فرق العمل في المحطة بأعلى معايير الكفاءة والجاهزية التشغيلية.

ويضم مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية أربع محطات متطابقة؛ تحتوي كل واحدة منها على مفاعل من طراز “APR 1400″، الذي يعتبر واحداً من أحدث المفاعلات النووية في العالم، وأكثرها تقدماً على الصعيد التكنولوجي، كما يراعي هذا الطراز من المفاعلات أعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والأداء التشغيلي؛ إذ يشمل على أنظمة أمان تغلق المفاعل بشكل آلي، وتزيل الحرارة.

كهرباء آمنة

تم تشغيل المفاعل الأول في محطات براكة النووية، بعد الحصول على رخصة تشغيل للمفاعل الأول من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في الإمارات، وبذلك تعتبر الإمارات أول دولة عربية، والدولة الثالثة والثلاثين على مستوى العالم التي تمكنت من تطوير محطات للطاقة النووية؛ بهدف إنتاج كهرباء آمنة وصديقة للبيئة.

اقرأ أيضاً: الإمارات تحصل على رخصة تشغيل أول مفاعل نووي عربي

حيث ستنتج المحطات الأربع عند تشغيلها مجتمعة بشكل كامل 25% من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية في الدولة؛ الأمر الذي سيؤدي إلى تقليل تلك الانبعاثات، إذ سيحدّ ذلك من 21 مليون طن سنوياً منها، وهو ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من طرق الدولة كل عام.

وتتم عملية تشغيل المفاعل عبر نقل مياه ساخنة إلى مولد بخار، بينما تُستخدم الحرارة الناتجة لتحويل دفعة أخرى من المياه إلى بخار، الذي يحرك بدوره عنفة (جهاز دوار يدور بفعل سائل أو غاز)، ويصدر عن الطاقة الحركية للعنفة طاقة كهربائية، ويتحكم خبراء في مستوى الطاقة الناتجة عن المفاعل.

عنفة.. جهاز دوَّار يدور بفعل سائل أو غاز- أرشيف

مواقف دولية

على إثر الخطوة التي اتخذتها دولة الإمارات والمتمثلة في تشغيل المفاعل النووي، تقدمت عدة جهات بالتهنئة؛ منها موقف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي اعتبر أن تشغيل المحطة إنجاز جديد يُضاف إلى سجل إنجازات الإمارات، وتجسيد الحلم المنشود لتكون الأمة العربية صاحبة ريادة وتفوق وتميز في جميع المجالات التي تخدم الإنسانية.

اقرأ أيضاً: “مسبار الأمل” الإماراتي ينطلق قريباً لاستكشاف المريخ

من جهته، أكد كريستر فيكتورسن، مدير عام الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، أن إعلان بدء مرحلة التشغيل الاعتيادية للوحدة الأولى في محطة براكة للطاقة النووية السلمية، يشكل إنجازاً تاريخياً ووطنياً رائداً للبرنامج النووي السلمي لدولة الإمارات.

بينما أشاد رافائيل ماريانو غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بهذه الخطوة ووصفها بأنها “إنجاز مهم” نحو إنتاج طاقة نظيفة.

 اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة