اسرائيلياتالواجهة الرئيسية

نجاحات BDS خلال شهرين: مليار دولار خسائر إسرائيل من حركة المقاطعة

مقاطعة، سحب استثمارات، فرض عقوبات

خاص كيو بوست – 

على خلفية إلغاء محطات تلفزية وإذاعية ألمانية عدة بث حفلات المغني البريطاني وعضو حركة مقاطعة إسرائيل روجر ووترز بسبب اتهامه بـ”معاداة السامية”، برزت من جديد حركة بي دي إس باعتبارها حركة تسهم بشكل فعال في مواجهة إسرائيل دوليًا، وتسعى لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عبر عزلها عالميًا.

ورغم أن هذه الحادثة حسمت لصالح إسرائيل بعد إلغاء وسائل الإعلام الألمانية نقل الاحتفالات، إلا أن المعركة بين حركة BDS وإسرائيل لا تزال على أشدّها في عدد من دول العالم. فما هي BDS؟ ولماذا تحسب لها إسرائيل ألف حساب؟

 

مقاطعة، سحب استثمارات، فرض عقوبات

ترمز الأحرف الثلاثة BDS في اسم الحركة إلى مقاطعة إسرائيل (Boycott) وسحب الاستثمارات (Divestment) منها وفرض العقوبات (Sanctions) عليها. وتعرّف الحركة نفسها عبر موقعها الإلكتروني بأنها حركة تستهدف إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي التي احتلتها عام 1967، وإنهاء استعمارها لكافة الأراضي الفلسطينية والعربية، وتفكيك الجدار، وإنهاء الحصار على “أكبر سجن مفتوح في العالم”، إضافة إلى القضاء على كافة أشكال الفصل العنصري ضد العرب الفلسطينيين.

كما توضّح الحركة أهدافها بالقول إنها “حركة مقاومة سلمية اشتمالية لا إقصائية مناهضة للعنصرية بكافة أشكالها بما في ذلك الصهيونية”.

وتعتبر الحركة أن العالم يقف اليوم متفرجًا تجاه ما تقوم به إسرائيل من مخالفات للقانون الدولي وقوانين حقوق الإنسان، الأمر الذي تطلب إنشاء كيان عالمي يدعو إلى تحرك من شأنه فضح ممارسات إسرائيل أمام شعوب العالم.

وتحظى الحركة بدعم مجموعة كبيرة من اتحادات ونقابات وأحزاب ومؤسسات دولية، وشخصيات مؤثرة في الرأي العام الدولي، الأمر الذي يتيح لها ممارسة أنشطتها بشكل دائم في عدد كبير من الدول، وزيادة تأثيرها يومًا بعد يوم.

 

ولكن هل حققت الحركة أهدافها؟

يبدو أن تأثير حركة المقاطعة على إسرائيل يتزايد يومًا بعد يوم، إذ وقبل أيام عدة، ألغت الحكومة الهندية صفقة عسكرية كانت قد وقعتها مع شركة رفائيل للصناعات العسكرية الإسرائيلية بتكلفة إجمالية بقيمة نصف مليار دولار، الأمر الذي عزاه عدد من المراقبين إلى أنه جاء نتيجة ضغوط حركة المقاطعة.

إلى جانب ذلك، ألغت، قبل شهر من الآن، شركة الخطوط الجوية الكندية عقدًا كانت قد وقعته مع شركة صناعات إسرائيل الجوية (بيديك) بهدف إصلاح عدد من طائراتها ذات الطراز B767، والذي كانت قيمته تقدّر بعشرات الملايين من الدولارات. كما أعلنت الشركة أن العقد جرى نقله إلى شركة أخرى في أمريكا الشمالية، حسب ما جاء على موقع تحالف حركة المقاطعة في كندا.

ميتسوكشي: سلسلة المتاجر المقاطعة لإسرائيل

وقبل شهرين، سحبت سلسلة من المجمعات التجارية الدولية في طوكيو، عاصمة اليابان، منتجات المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية من معارضها، بعد احتجاج مؤسسات يابانية عدة (من بينها منتدى فلسطين-اليابان) على مشاركة إسرائيل في معارض المجمعات التجارية.

المحصلة، أنه منذ شهرين فقط، خسرت إسرائيل استثمارات تقدر قيمتها بحوالي مليار دولار، من الهند واليابان وكندا فقط. وإلى جانب عدد كبير من النشاطات التي نظمتّها الحركة حول العالم، أعلنت منظمة فلاحين هندية تضم في عضويتها 16 مليون مزارع انضمامها وتأييدها لحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، في خطوة قد تكون مقدمة لمقاطعة اقتصادية وثقافية واجتماعية واسعة لإسرائيل.

 

كيف ترد إسرائيل؟

في عام 2015، أعلن بنيامين نتنياهو أن حركة المقاطعة تشكل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل، مطالبًا ببذل  المزيد من الجهود لمناهضتها. وعلى الفور استجابت منظمات صهيونية كثيرة حول العالم لهذا النداء، وعقدت مجموعة من المؤتمرات واللجان التي تهدف إلى مواجهة خطر بي دي إس. وقد كان قيام المحطات الألمانية بتعليق بثها لحفلات المغني البريطاني روجر ووترز آخر التحركات التي نجحت إسرائيل من خلالها في مجابهة حركة المقاطعة.

ولكن ذلك، لا يعني على أية حال، انتهاء المعركة بين الطرفين على الصعيد الدولي. لكن ما حدث مع المغني البريطاني كان تعبيرًا عن التخوفات المتزايدة من قبل حكومة إسرائيل فيما يتعلّق بحركة المقاطعة. ورغم أن والديّ المغني البريطاني كانا من بين الناجين من الهولوكوست، إلا أن ذلك لم يشفع له أمام وسائل الإعلام الألمانية التي رضخت لإسرائيل وأعلنت أن روجرز يعادي السامية على خلفية انضمامه لحركة المقاطعة.

معاداة السامية

إن السلاح الذي تستخدمه إسرائيل عادة في مواجهة حركة المقاطعة هو التركيز على أن معاداة دولة إسرائيل ومعاداة استعمارها للأراضي الفلسطينية، هو في حقيقة الأمر معاداة للسامية. تلك الجريمة التي تلاحق أي مناصر للفلسطينيين تعد بالنسبة لكثير من الأوروبيين جريمة كبيرة ضد الإنسانية لما ترتبط به في أذهانهم من سياسات هتلر قبل حوالي قرن من الزمان.

لكن ما يجهله كثير من الغربيين –وربما بعض العرب أيضًا- أن لفظة الساميين تعود أساسًا إلى نسل سام بن نوح، ما يعني أن العرب هم أيضًا جنس سامي، الأمر الذي يعني أن معاداة السامية تشتمل أيضًا على معاداة العرب. في الحقيقة يشكك كثير من الباحثون في أصول اليهود، وينسها كثير منهم إلى غير سام بن نوح. ومع ذلك، لا تزال وسائل الإعلام الغربية، بتأثر من خطاب إسرائيل حول العالم، تطلق وصف السامية على اليهود فقط، وتقوم بتكرار وصف معاداة السامية على من يعادي إسرائيل حصرًا، في عملية من شأنها أن تتنكّر لحقوق الفلسطينيين بالكامل، وأن تشرعن سياسات إسرائيل الاستعمارية ضدهم.

برأيك، هل ستنجح حركة BDS في التأثير على سياسات إسرائيل، أو على الأقل في تقديم الصهيونية للعالم على أنها حركة عنصرية تستهدف استعمار فلسطين بالكامل؟ شاركنا الإجابة عبر التعليقات.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة