الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
ناقوس خطر تونسي من تسلل الإرهابيين عبر الحدود مع ليبيا
تعيش تونس خلال الفترة الأخيرة على وقع مخاطر تركية تهدد أمنها القومي.. وقد حذر منها نواب وشخصيات سياسية بارزة

تونس- وفاء دعاسة
دقَّ وزير الدفاع التونسي عماد الحزقي، ناقوس الخطر من تصاعد وتيرة “محاولات التسلل” إلى تونس عبر الحدود الليبية، مشدداً في تصريحاته، مؤخراً، على “التصدي لها بكامل الصرامة والحرفية؛ خصوصاً أن المناطق الحدودية مناطق عسكرية عازلة، ويسمح فيها القانون للجيش باستعمال كل الوسائل؛ من أجل التصدي لمثل هذه الظواهر”.
وأعلن الوزير أن بلاده ضاعفت من مستوى “الحيطة والحذر”، موضحاً، في تصريحٍ أدلى به إلى وكالة “تونس إفريقيا للأنباء” (وات)، أن المخاوف من تسلل الأشخاص عبر الحدود الليبية- التونسية، ليست في تسببها في نقل فيروس كورونا فقط؛ لكن الوضع الخطير في ليبيا يهدد بتدفق للمترزقة والسلاح، مشدداً على أن هذا الوضع جعل تونس تضاعف من الحذر والحيطة بانتشار الجيش الوطني على طول الحدود.
الخطر القائم
وتعيش تونس خلال الفترة الأخيرة على وقع مخاطر تركية تهدِّد أمنها القومي، كان قد حذَّر منها العديد من النواب والشخصيات السياسية.
وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد، قد ألمح إلى خطورة الدور الذي يلعبه راشد الغنوشي رئيس البرلمان وزعيم حركة النهضة، وتحركاته الخارجية؛ خصوصاً في ما يتعلق بنشاطه المشبوه في خدمة الدور التركي في ليبيا.

ويرى الأمين العام للحزب الدستوري عصام الشابي، أن لوزير الدفاع التونسي من المعطيات ما يدفعنا إلى أخذ تحذيراته على محمل الجد، وبالتالي فإن خطر الإرهاب يبقى قائماً، وتونس تبقى مستهدفة من طرف الجماعات المتطرفة والمسلحة الخارجة عن سيطرة السلطة في ليبيا، وهو ما يوجب علينا المزيد من الاحتياط واليقظة.
وأكد الشابي، في حديث خاص إلى “كيوبوست”، “وجود محاولات عديدة للتسلل إلى التراب التونسي ومخططات لتهديد الأمن في تونس، على علاقة بالوضع الأمني الخطير في ليبيا”؛ حيث يتم استغلال انشغال المؤسسة الأمنية والعسكرية بالوضع الاجتماعي وحالة الاحتقان التي يعيشها عدد من مدن الجنوب.
اقرأ أيضاً: الرئيس التونسي يعلنها صراحة: شرعية حكومة الوفاق الليبية مؤقتة!
يُذكر أن تقريراً جديداً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، اتهم مخابرات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالدفع بآلاف التونسيين للقتال في ليبيا، ضمن مرتزقتها هناك. وحسب التقرير، فإن تركيا نقلت أكثر من 2500 داعشي “تونسي” من الموجودين ضمن فصائل التنظيم المعسكرين بالأراضي السورية إلى ليبيا بالفعل.
رسائل واضحة
وكشفت حادثة وصول ثلاثة مصابين بفيروس كورونا إلى مركز للحجر الصحي بمدينة المنستير (وسط شرق البلاد)، سلَّمتهم فرقة مكافحة الإرهاب بالعاصمة التونسية، عن وجود إرهابيين تونسيين تسللوا عبر الحدود خلال الأيام الماضية، في ظلِّ مخاوف متزايدة من الآثار السلبية لنقل النظام التركي مئات الإرهابيين من شمال سوريا إلى الغرب الليبي.

لذا يؤكد العميد مختار بن نصر والرئيس السابق للجنة مكافحة الإرهاب، أن تحذيرات وزير الدفاع هي في الحقيقة رسالة موجهة إلى الداخل والخارج؛ حتى لا يتم الزج بالجيش الوطني في الصدامات، وإلهاؤه عن مهامه الأصلية المتمثلة في حماية الحدود، والتصدي للخطر القادم من المهربين، وحماية مواقع الإنتاج بالجنوب التونسي؛ وهي منطقة عازلة يمنع فيها التجول ليلاً إلا بترخيص، كما “يخوَّل للجيش أن يتدخل لحماية الثروات الوطنية، ويتصدى لكل محاولات تعطل الإنتاج”، ففي الأسابيع الأخيرة “كانت هناك تحركات احتجاجية في رمادة والكامور؛ حدث خلالها اعتداء وتهجم على القوات العسكرية، وهذا مرفوض؛ لأن الجيش خط أحمر، وهو يقوم بواجبه ولا مجال للتفرقة بين إرهابي أو مهرب”، على حد تعبيره.
اقرأ أيضاً: الغنوشي يقحِم أردوغان في شؤون تونس الداخلية بسبب أزمة كورونا
وأضاف ابن نصر، في حديث خاص إلى “كيوبوست”، أن هناك أطرافاً تريد الزج بالقوات العسكرية في مواجهات مع المواطنين، “وأن الوزير توجَّه بتحذير إلى كل المناوئين الذين يحاولون اغتنام الفرصة لإدخال الإرهابيين، وإلى كل مَن تخوِّل له نفسه أن يجتاز الحدود التونسية”.
وشدد ابن نصر على أن الجيش الوطني يقف وقفة حازمة وصارمة، مشيراً إلى دخول عناصر متورطة في قضايا إرهابية؛ منهم مَن صدر في حقه حكم بالإعدام في ليبيا، ومنهم مَن هو في حالة تتبع قضائي، قائلاً: “مثلما تمكن هؤلاء من التسلل إلى وسط البلاد فمن الممكن أيضاً أن تتمكن مجموعات أخرى من الدخول”.