فلسطينيات
“نادي الأسير” يكشف السبب وراء اعتقال إسرائيل مسؤوليْن كبيريْن في السلطة الفلسطينية
وزير وضابط مخابرات!

كيو بوست –
بطريقة وحشية، اعتقلت القوات الإسرائيلية الخاصة مسؤولًا كبيرًا في السلطة الفلسطينية في محافظة القدس، هو الوزير عدنان غيث، الذين عُين كمحافظ للقدس في شهر آب/أغسطس الماضي. واعترضت 3 مركبات للقوات الخاصة مركبة المحافظ، واعتقلته بعد أن اعتدت عليه بالضرب في حي بيت حنينا شمالي القدس. وأفرجت السلطات عن غيث اليوم الإثنين بعد تحقيق موسع.
وغيث هو عضو المجلس الثوري لحركة فتح، كما يرأس لجنة القدس في المجلس. وعمل غيث سابقًا كسكرتير لفتح في سلوان، وكقيادي في اللجان الشعبية في حي البستان المهدد بالاستيطان.
اقرأ أيضًا: 50 يومًا دون رؤية الشمس: ماذا تعرف عن إضراب الأسيرات الفلسطينيات؟
وقالت سلطات الاحتلال إن احتجاز غيث يأتي على خلفية “انتهاكات قام بها في الضفة الغربية”، دون أن تقدم مزيدًا من التفاصيل حول ذلك، قبل أن تنقله إلى محكمة عوفر العسكرية.
من جهة ثانية، اعتقلت قوات الاحتلال مدير مخابرات ضواحي القدس في السلطة الفلسطينية العقيد جهاد الفقيه، عبر كمين نصبته له بالقرب من بلدة الجديرة غرب القدس، قبل أن تمدد احتجازه لأيام.
مظاهرات حاشدة للمطالبة بإطلاق سراحيهما
نظم مئات الفلسطينيين مظاهرات حاشدة للمطالبة بالإفراج العاجل عن المسؤوليْن في السلطة الفلسطينية، معتبرين أن ذلك يعد انتهاكًا جديدًا للحقوق الفلسطينية. ونظمت الفعاليات الوطنية والرسمية وقفة في القدس، احتجاجًا على عمليات الخطف التي تعرض لها المسؤولان، شارك فيها عدد من الشخصيات الفلسطينية البارزة في القدس.
وطالبت المؤسسات بالعمل الحثيث من قبل الجهات الدولية لإطلاق سراحيهما، خصوصًا أنهما يحملان صفات اعتبارية في المجتمع الفلسطيني.
كما طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات بالأمر ذاته، معتبرًا أن ذلك يقوض إمكانية إيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية، بفعل ممارسات الاحتلال التعسفية غير القانونية.
اقرأ أيضًا: الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية: الملف الكامل
وأضاف عريقات: “تنتهج إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال سياسات وأساليب تعسفية أخرى لترهيب واعتقال القيادات وأبناء شعبنا من المستوى الرسمي والسياسي والأمني في القدس وغيرها، إضافة إلى آلاف الرهائن من المعتقلين من أبناء شعبنا في سجون الاحتلال، إضافة إلى خروقاتها الممنهجة للقانون الدولي ولالتزاماتها، خصوصًا فيما يتعلق بالمؤسسات الفلسطينية في القدس”.
ويبدو أن الضغوطات الدولية قد أدت إلى إطلاق سراح غيث، فيما لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز فقيه حتى اللحظة.
ما الذي حدث؟
من وجهة نظر فلسطينية، ليس من الشائع أن تقدم سلطات الاحتلال على اعتقال مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية، لكن مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير المحامي جواد بولس ذكر أن السبب وراء اعتقال الرجلين هو دورهما في اعتقال مقدسيين مشتبه في تسهيلهم عمليات بيع وتسريب عقارات فلسطينية إلى المستوطنين الإسرائيليين في القدس المحتلة.
وتعتبر عملية تسريب الأراضي أو بيعها بمثابة جريمة كبرى من زاوية نظر الفلسطينيين، لأنها تساعد في توصيل الأراضي التي فشل الاحتلال في السيطرة عليها بالقوة إلى المستوطنين الصهاينة بالمال.
وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن توقيت عملية الاختطاف الإسرائيلية الذي جاء في وقت بدأت فيه السلطة الفلسطينية بالتحقيق في قضية تسريب عقار “عقبة درويش” في القدس القديمة، الذي بيع بقيمة 17 مليون دولار، على يد مقدسي.
ويحمل المقدسي الذي اعتقلته السلطة الفلسطينية قبل أسبوعين الهوية الإسرائيلية المؤقتة والجنسية الأمريكية، إذ ترفض السلطات الإسرائيلية منح المقدسيين هوية فلسطينية أو جواز سفر إسرائيلي كامل الحقوق. ويبدو أن السلطة الفلسطينية تجري تحقيقًا مع المعتقل على خلفية تسريب الأراضي حتى هذه اللحظة.