الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

نائب الرئيس التركي يهدد العاصمة الليبية وميليشيات الإخوان تُنفّذ

ميليشيا إخوانية في طرابلس تبدأ بتنفيذ التهديدات التركية

كيو بوست –

انسحب فؤاد أقطاي، نائب الرئيس التركي، الثلاثاء، من مؤتمر “باليرمو” المنعقد في إيطاليا لحل الأزمة الليبية، ولكن أقطاي الذي شعر بأن المؤتمر يسير بعيدًا عن هوى تركيا ورؤيتها، هدد في بيان صحفي له قائلًا: “كل اجتماع يستثني تركيا لا يمكن إلّا أن تكون نتائجه عكسية لحل المشكلة”.

التهديد التركي على لسان مسؤول الوفد المنسحب، جاء بعد أنباء مسرّبة تفيد بأن إيطاليا تخلّت عن رعايتها لجماعات الإسلام السياسي في ليبيا وميليشياتها المتطرفة، وأنها في الوقت ذاته صارت أكثر قربًا من الرؤية المصرية القاضية بتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، وتقويتها في مواجهة الميليشيات، تمهيدًا للعملية السياسية وإجراء انتخابات برعاية أممية.

اقرأ أيضًا: مؤتمر “باليرمو” حول ليبيا: مصر تضرب خطط تركيا وتصيبها بخيبة أمل!

وبعد يوم واحد من تهديد أقطاي بأن “النتائج ستكون عكسية”، تحرّكت في العاصمة طرابلس إحدى الميليشيات التي تدعمها تركيا، محاولة تعطيل العملية السلمية، بما يتناسب مع الرؤية التركية.

وقامت مساء الأربعاء ميليشيا “غنيوة” -التابعة لجماعة الإخوان المسلمين- بتحريك قواتها، بقيادة مسؤولها عبد الغني الككلي الملقب بـ”غنيوة”، إلى محيط مطار طرابلس، لولا أن صدتها قوات “اللواء السابع مشاة“، التي أعلنت محيط المطار منطقة عسكرية مغلقة.

وتخدم ميليشيا “غنيوة” المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، باعتبارها جهازًا للأمن المركزي في طرابلس، على الرغم من تورط الميليشيا بأعمال سلب ونهب، ويتقاضى مسؤولها الككلي راتبًا يقارب 32 ألف دينار ليبي من حكومة طرابلس، في الوقت الذي تعاني فيه المدينة من الفقر وضعف الخدمات والبنى التحتية.

اقرأ أيضًا: العاصمة الليبية بلا كهرباء.. أين تذهب الأموال؟

تحريك ميليشيا الإخوان، فسرّه مراقبون على أنه جاء بأوامر تركية، وتنفيذًا عمليًا لتهديد أقطاي في باليرمو، إذ تسعى تركيا إلى إرباك حالة وقف إطلاق النار النسبية بين الميليشيات، التي تمت برعاية المبعوث الأممي غسان سلامة، من أجل الخروج من حالة الاقتتال، والتمهيد لحل سياسي يجنب البلاد حربًا أهلية طويلة ودامية على السكان المدنيين.

وتنظر مصر إلى ليبيا كجزء من أمنها الإقليمي، بعد اتخاذ الإرهابيين للمناطق التي تسيطر عليها الميليشيات قواعد لضرب العمق المصري، وهو ما حدث خلال السنوات الماضية، عندما أسس الإرهابي “عشماوي” خلايا داعشية قتلت عسكريين مصريين وأقباطًا داخل مصر، انطلاقًا من الأراضي الليبية.

وفي الوقت ذاته، تنظر تركيا إلى ليبيا كقاعدة لوكلائها في شمال إفريقيا، ممثلين بالجماعات الإرهابية الموجهة لضرب العمق المصري وإشاعة الفوضى في البلاد، إذ تحتضن تركيا الإرهابيين الفارين من ليبيا، على رأسهم المفتي السابق، صادق الغرياني، الذي تربطه علاقة بالقاعدة، ويعطي تعليماته عبر الفضائيات الممولة من تركيا، إلى دعم الإرهابيين في مصر واستنزاف الجيش الوطني الليبي.

اقرأ أيضًا: وثائقي “شجرة الظلام” يفضح دعم قطر وتركيا للإرهاب في ليبيا

ومع تناقض الرؤيتين، المصرية والتركية، يتعامل المصريون مع الجوار الليبي كجزء من أمنهم القومي، لن يتحقق فيه الاستقرار إلّا بتوحيدها سياسيًا وجغرافيًا، وبالقضاء على الإرهابيين فيها. ويرى الأتراك في ليبيا قاعدة ومخزونًا للجماعات المتطرفة في شمال إفريقيا، ولن تستطيع هذه الجماعات تثبيت وجودها إلّا بإشاعة الفوضى!

وفيما ترى مصر الحل بتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية في مقدمة للعملية السياسية وإجراء الانتخابات، تدفع تركيا إلى تقوية شوكة الجماعات الإرهابية عبر مدهم بالأسلحة ودعمهم سياسيًا وإعلاميًا؛ إذ تمتلك الجماعات الإرهابية على أرض تركيا 5 فضائيات، تموّلها قطر وتركيا بموازنة سنوية مقدارها 70 مليون دولار.

ويظهر مدى النفوذ التركي على الجماعات الإرهابية، في أنها استطاعت تحريك إحدى تلك الميليشيات (غنيوة)، قبل انقضاء 24 ساعة على تهديد نائب الرئيس التركي في مؤتمر باليرمو.

اقرأ أيضًا: إخوان ليبيا يطالبون بالتدخل العسكري التركي في بلدهم

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة