الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
مَن يهمس في أذن جو بايدن حول سياسة المناخ؟
خطته للحد من الانبعاثات هي الأكثر طموحاً بين جميع المرشحين عبر التاريخ.. ولكن إذا جرى انتخابه فإن مجموعة من المؤثرين المحتملين ستصر على أن تكون لها كلمتها

كيوبوست- ترجمات
ليزلي كوفمان♦
طرح جو بايدن الخطة المناخية الأكثر طموحاً بين خطط جميع المرشحين الرئاسيين السابقين عبر التاريخ، وتعِد الخطة بالوصول إلى نسبة 100% من الكهرباء النظيفة بحلول عام 2035، وكذلك بإنفاق مبلغ 400 مليار دولار على ابتكارات وتقنيات الطاقة النظيفة على مدى عشر سنوات. ومع ذلك، فالخطة لم تصل إلى مستوى تطلعات النشطاء البيئيين.
تمت صياغة الخطة بمشاركة واستشارة ممثلين عن مختلف الجهات الاقتصادية والسياسية والمناخية. وبينما أدلى كل واحد من المستشارين برأيه لخدمة الرؤية التي يضعها المرشح الديمقراطي، فقد كان بعضهم يرغب في رؤية البلاد تسير بسرعة أكبر نحو الطاقة المتجددة، والبعض الآخر يعتقد أن الأهم هو المحافظة على الوظائف الحالية وخلق أخرى جديدة، وآخرون كانوا مهتمين بالجدوى السياسية للأمر أكثر من أي شيء آخر.
اقرأ أيضاً: كيف كشفت حادثة ليندا صرصور تناقضات حملة الديمقراطي جو بايدن؟
حتى لو فاز نائب الرئيس السابق بالرئاسة، فإن خطته لا تزال بحاجة إلى فريقٍ متخصص لتنفيذها. وفي ما يلي قائمة بالأشخاص الذين سيتنافسون على التأثير على السياسة المناخية ابتداءً من يناير القادم، إذا ما سارت الأمور كما يرغب بايدن.
رؤساء النقابات
إن روابط المرشح الرئاسي مع النقابات معروفة جيداً، وربما تشكل النقابات العقبة الكبرى أمام الفريق الراغب في التخلي سريعاً عن الوقود الأحفوري. فللحفاظ على النقابات في صفه، يتعين على الرئيس المستقبلي أن يستمر في دعم أسلوب التكسير (التكسير الهيدروليكي هو تقنية لتحفيز إنتاج النفط أو الغاز عن طريق إحداث شقوق مجهرية في الطبقات الصخرية المحيطة بالبئر النفطي أو الغازي- المترجم) الذي تعهد المرشحون الديمقراطيون الأكثر ميلاً إلى اليسار، بمنعه.
لوني ستيفنسن؛ رئيس الأخوية الدولية لعمال الكهرباء، من مؤيدي بايدن، وعضو في فريق بايدن الاستشاري للشؤون المناخية العامل ضمن حملته الانتخابية، أثار غضب المدافعين عن الطاقة النظيفة عندما وصف بايدن بأنه مؤيد لجميع أنواع الطاقة أثناء حملة بايدن الأخيرة في ويسكنسن.

انضم عضو مجلس النواب عن غرب بنسلفانيا كونور لامب، إلى فريق بايدن، وقد كان لامب عضواً في فريق بايدن- ساندرز الذي تم تشكيله بعد الانتخابات التمهيدية المريرة؛ في محاولة لكسب تأييد الجناح الأكثر ليبرالية في الحزب، كما أنه من داعمي النقابات والتكسير الهيدروليكي.
اقرأ أيضاً: العالم أمام تحول الطاقة.. هل بات تهديد تغير المناخ تحت السيطرة؟
المسؤولون في فترة رئاسة أوباما
بصرف النظر عن علاقة بايدن الوثيقة مع النقابات، يشعر اليساريون المهتمون بالقضايا المناخية، بالقلق من تاريخ بايدن أثناء فترة وجوده في البيت الأبيض نائباً للرئيس. فإدارة أوباما رفعت كثيراً من سقف تعهداتها بخصوص الطاقة النظيفة؛ إلا أنها لم تحقق إلا القليل في هذا المجال.
اقرأ أيضاً: حتى 2030 فقط.. الكوكب أمام فرصة أخيرة للنجاة من كوارث التغير المناخي
على الرغم من وجود عددٍ قليل ممن يحظون بثقة الناشطين في مجال المناخ بين العاملين على حملة بايدن؛ فإن هناك العديد ممن يحومون حول بايدن ولا يشغلون مناصب محددة، وهؤلاء يثيرون خوف صقور المناخ؛ بسبب ارتباطهم بمصالح الوقود الأحفوري. من هؤلاء على سبيل المثال؛ جايسن بوردوف، الذي شغل منصب كبير المديرين في الطاقة والتغيرات المناخية في مجلس الأمن القومي، ثم أسس لاحقاً مركزاً لسياسات الطاقة في جامعة كولومبيا تموِّله الشركات النفطية. ويقال إن وزير الطاقة السابق إرنست مونيز، مرشح للعودة إلى المنصب ذاته في إدارة بايدن، على الرغم من وجوده في مجلس إدارة شركة “ساوذرن” التي أقامت دعوى قضائية على إدارة أوباما عام 2015؛ بسبب خطتها للطاقة النظيفة.

تحالف بيرني ساندرز
بعد أن رفض بايدن أن يدعم الصفقة الخضراء الجديدة أثناء مناظرته الأخيرة مع ترامب، غرَّدتِ النائبة عن نيويورك أوكاسيو كورتيز، عبر حسابها على “تويتر”، قائلةً: “خلافاتنا هي بالتحديد سبب انضمامي إلى وحدة المناخ التابعة لبايدن؛ حتى نتمكن من طرح هذه الخلافات جانباً ووضع خطة مناخية جريئة لمعالجة مشكلة كوكبنا”. وفي تصريحٍ لموقع “بلومبيرغ غرين”، قالت فارشيني براكاش، وهي عضو فريق بايدن المناخي ومن مؤسسي حركة صن رايز، إن المدافعين اليساريين عن البيئة “سيكون لديهم الكثير من العمل حتى لو نجح بايدن في الانتخابات”.
بارونات الطاقة النظيفة
كان بايدن قد تعهَّد بعدم قبول أي تبرعات من شركات الوقود الأحفوري؛ لذلك فهو يعتمد على الطاقة النظيفة في تمويل حملته.
كاترين والش؛ مديرة مؤسسة “كوريدور بارتنرز”، ومستشارة سياسية واستثمارية، وتشارك في الفريق المناخي في حملة بايدن، تمكَّنت من جمع 15 مليون دولار للمرشح. وقد صرَّح متحدث باسمها بأن سياسة بايدن المناخية الجريئة قد اجتذبتِ الكثير من المتبرعين.
اقرأ أيضاً: لا ينبغي للتغيرات المناخية أن تؤجج الصراعات
وهنالك أيضاً مجموعة أخرى من الداعمين المشككين بالتزام بايدن بقضايا المناخ، وقد نظَّم العشرات منهم حملة لمناشدته التحرك سريعاً في التوجه نحو الطاقة النظيفة. وقد نظمت هذه المجموعة الناشطة المناخية كاثي واشينكو من سياتل؛ ومن أعضائها أديليد بارك غومر، رئيسة مؤسسة بارك الخيرية، وجايب بلومينتال مصمم النسخة الأولى من برنامج “إكسل” لشركة “مايكروسوفت”.
جدار الصمت
على مدى سنوات بل عقود، أحاط بايدن نفسه بعددٍ من الموظفين الأوفياء الذين لطالما عملوا على حمايته في كل القضايا، وعُرفوا بأنهم نادراً ما يتحدثون إلى الصحافة.
أحد أقدم هؤلاء هو بروس ريد؛ كبير موظفي بايدن عندما كان يشغل منصب نائب الرئيس، ويعمل حالياً مستشاراً رئيسياً في حملة بايدن الانتخابية، وهو ابن محام بيئي مشهور، ووجوده يُفترض أن يعطي بعض الأمل للمشككين في بايدن.

ومن بين المقربين لبايدن الذين يمكن أن يكونوا حلفاء لمناصري الطاقة النظيفة، ستيف فيلدمان؛ مديرة سياسات حملة بايدن؛ فهي قد درست السياسة البيئية في جامعة ديوك ومهتمة بالعدالة البيئية. وبعد تخرجها تدرجت في إدارة أوباما لتصبح نائبة مدير سياسات المناخ والطاقة لبايدن. وعندما استدعاها بايدن للانضمام إلى حملته، كانت قد التحقت بكلية الحقوق في جامعة ييل؛ لتحقيق طموحها بالعمل محامية بيئية.
يعتبر دعاة العدالة البيئية اختيار كامالا هاريس لمنصب نائب الرئيس مكسباً كبيراً؛ فسجلها في هذا المجال يرجع إلى أيام عملها كمدعية عامة في سان فرانسيسكو، عندما افتتحت أول مكتب لقسم الجرائم البيئية.
كاثرين فلاورز عضو فريق العمل من معسكر ساندرز وزميلة رئيسية في العدالة البيئية “مركز أخلاقيات الأرض”، متفائلة بأن بايدن سينجح أخيراً بعد عقود من التقصير الديمقراطي تجاه مسألة المناخ. وتقول: “أشعر حقاً أنهم أصابوا في هذه المرة”.
المصدر: بلومبيرغ