الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

مَن هو ذراع أردوغان الذي حاول تهريب المخدرات إلى أوروبا؟

100 كيلوغرام من الهيروين على حدود الاتحاد الأوروبي كانت بحوزة دبلوماسي تركي سابق وعضو في جماعة ضغط بارزة تدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أوروبا

كيوبوست

اعتُقل فيسيل فيليز، وهو عضو في لوبي (جماعة ضغط) بارزة تدعم التحالف الحاكم في تركيا (حزب العدالة والتنمية، وحزب الحركة القومية)، في أوائل ديسمبر الحالي، وبحوزته نحو 100 كيلوغرام من الهيروين في حقيبته، أثناء محاولته دخول أراضي الاتحاد الأوروبي.

تحديداً في التاسع من شهر ديسمبر الحالي، تم إلقاء القبض على العميل التركي عن طريق الخطأ على الحدود البلغارية محملاً بنحو 100 كيلوغرام من الهيروين، بقيمة خمسة ملايين يورو داخل حقيبته الشخصية، وتأخَّرت الأخبار في الظهور؛ حيث لم يُعلن رسمياً عن الاعتقال إلا خلال اليومَين الماضيين؛ لأن السلطات التركية سعت بكل طاقتها للتغطية على الحدث.

وعلى عكس المعتاد، لم تتم تغطية هذه الضبطية الهائلة من المخدرات في الصحافة البلغارية أو الأوروبية على نطاق واسع، بينما نقلت بعض وسائل الإعلام التركية تصريحات عن نجله فاتح فيليز، متحدثاً عن “مؤامرة” ضد والده، قائلاً إنه سيتم الإفراج عنه قريباً.

اقرأ أيضاً: كتاب فرنسي جديد يتساءل: إلى أي مدى ستذهب تركيا أردوغان؟

وشغل فيليز منصب نائب رئيس منظمة كوجيب (وهي منظمة موالية لأردوغان في أوروبا)، ومتحدث باسم المبادرة الاجتماعية لتجمع مسلمي أوروبا، فضلاً عن كونه قد شغل منصب السكرتير الصحفي للسفارة التركية في بروكسل، قبل أن تعمل بلجيكا على طرده؛ بسبب أنشطته التجسسية.

خلال مداخلاته التليفزيونية على التلفزة التركية- وكالات

ذراع لأردوغان

كان فيسيل فيليز، الذي تخرج في جامعة ستراسبورغ (شرق فرنسا) في قسم اللغة والثقافة التركية، يضغط من أجل دعم نظام أردوغان في أوروبا منذ سنوات. وظهر ذلك عدة مرات عندما كان يقدم نفسه بصفته “خبيراً في السياسة الخارجية” على مجموعات من القنوات التليفزيونية القريبة من حزب العدالة والتنمية (AKP)، وحزب العمل القومي (MHP)؛ وهو الحزب الذي انبثقت منه حركة الذئاب الرمادية التي تم حظر نشاطها مؤخراً في فرنسا، بسبب ميولها القومية المتطرفة، كما تم تعيينه عام 2004 نائباً لرئيس مجلس منظمة العدالة والمساواة والسلام (Cojep)، قبل أن يعينه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عام 2014، ملحقاً صحفياً بالسفارة التركية في بروكسل.

وكانت المهمة غير الرسمية المنوطة به في تلك الفترة تكمن في جمع المعلومات عن معارضي نظام أردوغان في أوروبا؛ لا سيما الأكراد منهم، ونقل هذه المعلومات إلى أنقرة. وفي عام 2017، اكتشفت الشرطة البلجيكية أن فيليز كان يهدد نشطاء المعارضة الذين يعيشون في أوروبا من حسابات اجتماعية مسجلة بأسماء مستعارة؛ ففتحت السلطات البلجيكية تحقيقاً ضده أدى إلى اندلاع أزمة سياسية بين أنقرة وبروكسل، وفي أعقاب هذا التحقيق أعلنت الخارجية البلجيكية أنه “شخص غير مرغوب فيه” في البلاد؛ فسارع إلى العودة إلى تركيا.

اقرأ أيضاً: الذئاب الرمادية.. المتطرفون الأتراك يزرعون الخوف في أوروبا

ومع ذلك، لم يقطع فيليز اتصالاته مع أوروبا، واستمر في حشد الجماعات القومية الإسلامية التركية في الدول الأوروبية. كما أن لديه علاقات وثيقة مع مافيا المخدرات، وكان مشاركاً في أكثر من عملية تهريب للهيروين إلى أوروبا بشكل منتظم.

ولتمويه نشاطاته في أوروبا، عمدت السلطات التركية إلى الدفع به تحت مظلة جماعة ضغط أخرى تابعة لحزب العدالة والتنمية، فأصبح المتحدث باسم المبادرة الأوروبية الإسلامية للتماسك الاجتماعي (EMISCO). ظهر اسمه آخر مرة على موقع هذه الرابطة الإسلامية في 29 مارس 2020، عندما أيَّد أحمد ميتي؛ وهو داعية إسلامي متشدد أُدين في اليونان بتهمة التحريض على معاداة السامية. في نهاية أكتوبر الماضي، نقلت صفحة الجمعية على “فيسبوك” مداخلة لفيليز في مؤتمر انتقد فيه “الإسلاموفوبيا التي تمارسها حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون”، على حد تعبيره، كما يُشار إلى أن الجمعية المذكورة نقلت دعوة نظام أردوغان إلى مقاطعة فرنسا.

الذئاب الرمادية منظمة متطرفة تدعم أردوغان في أوروبا- وكالات

جدير بالذكر أن العديد من الدراسات التي أُجريت في السنوات الأخيرة أظهرت تورط الأنظمة التركية المتعاقبة في تهريب المخدرات إلى أوروبا منذ السبعينيات، وتعتبر الحركة القومية التركية المعروفة باسم (الذئاب الرمادية) أحد أعمدة تلك التجارة؛ حتى إن غالبية  أنشطة الشبكات الفاشية التركية في أوروبا يتم تمويلها من أموال المخدرات.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة