الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفة
مَن هم أذكى 10 أشخاص في التاريخ؟ (1-2)

كيوبوست- ترجمات
أجرى موقع “ذا توب تن“، المعنِيّ بأبرز الشخصيات والإسهامات في المجالات كافة؛ سواء في التاريخ القديم أو الحديث، استفتاءً حول أذكى الشخصيات على مدى التاريخ البشري، والتي يمكن أن يُطلق عليها لقب “عبقري”. وتنوعت الأسماء المرشحة ضمن الاستفتاء ما بين شخصياتٍ فلسفية وعلمية، وأيضاً رموز دينية أسهمت في إثراء التاريخ والتراث الإنساني على مدى قرون.
وقد تباينت أصوات المشاركين، سواء من جمهور القراء أو المتخصصين، بين مؤيد لهذا ومعجب بذاك، غير أن هناك شخصيات حظيت بإعجاب وتقدير الجميع، لما لها من منجزات أسهمت في ارتقاء المجتمعات، وغيرت مجرى الحياة ومسيرة العلم على نحو واضح، وتم حصر قائمة هؤلاء الشخصيات كالتالي:
1- ألبرت أينشتاين

كان ألبرت أينشتاين عالماً متخصصاً في الفيزياء النظرية، ألماني المولد، وقد طور نظرية النسبية؛ وهي إحدى ركائز الفيزياء الحديثة. كما يُعرف عمله أيضاً بتأثيره على فلسفة العلم. ولم يقُم أينشتاين بإعادة تعريف الجاذبية فحسب؛ بل نقل عملية فهم الوقت إلى المستوى التالي. وهو ينطبق عليه تعريف العبقرية بحذافيره، ناهيك بمساهمته في ميكانيكا الكم (التأثير الكهروضوئي).
ولعل من المدهش أنه تنبأ بموجات الجاذبية منذ قرن من الزمن، والتي اكتشفناها مؤخراً، كما أنه كان أول من رجَّح نظرية تمدد الكون وتوقع الطاقة المظلمة؛ وهو ما أكده إدوين هابل بعد ذلك. فمن حين لآخر يأتي إنسان يتمتع بترتيب خاص لخلايا الدماغ، وخيارات الحياة والخبرات القادرة على مساعدة الجنس البشري على التقدم، واستخدام الطاقة الموجودة في نسيج الكون.
اقرأ أيضاً: لا تصغي للكارهين.. رسالة ألبرت أينشتاين المذهلة في دعم ماري كوري في خضم فضيحة
ذلك هو أينشتاين، الرجل الذي ساعد في معرفة ماهية الضوء، وأظهر أن المادة والطاقة وجهان لعملة واحدة، وأثبت أنه كلما تحركت بشكل أسرع عبر الفضاء يمر الوقت بشكل أبطأ بالنسبة إليك، وأن سرعة الضوء هي الحد الأقصى لسرعة المادة التي تتحرك عبر الفضاء، كما اكتشف أن الجاذبية كانت نتيجة ثني الكتلة لنسيج الفضاء نفسه، وأنه كلما زاد مجال الجاذبية مرة أخرى، يمر عليك الوقت بشكل أبطأ.
وقد ساعد أيضاً في ولادة مجال ميكانيكا الكم على الرغم من أنه لم يتفق معه تماماً واكتشف ما يمكن أن يُسمى بالطاقة المظلمة؛ فهو الرجل الذي استثمر الوعي بالكون وغيَّر الجنس البشري إلى الأبد بطريقة إيجابية إلى الأمام.
2- نيكولا تيسلا
كان نيكولا تيسلا مخترعاً صربياً أمريكياً، ومهندس كهرباء، ومهندس ميكانيكيا، وعالم فيزياء، ومُنِّظراً مستقبلياً اشتهر بإسهاماته في تصميم نظام التيار الكهربائي المتناوب الحديث، والأشعة السينية، والراديو، والتحكم عن بعد، والليزر، والمحركات الكهربائية.

ويعد تيسلا عبقرياً منسياً لم يحظَ بالتقدير الذي يستحق. وربما كان أينشتاين ذكياً بشكلٍ مذهل؛ لكن زوجته الذكية جداً أيضاً كانت تساعده. بينما نيكولا تيسلا كان بمفرده، وكانت لديه ذاكرة رائعة وتصور مذهل، وكان سابقاً لعصره بسنوات؛ فقد اخترع العالم الحديث كما نعرفه بحصوله على 700 براءة اختراع مذهلة. وكان صاحب عقل متفتح. وقد لا نبالغ إذا ما اعتبرناه أعظم عبقري على الإطلاق، فربما كان بإمكانه تدمير العالم بسهولة؛ لكنه كان رجلاً رائعاً.
وعلى عكس ستيف هوكينغ أو ألبرت أينشتاين، صنع نيكولا تيسلا أشياء عظيمة نستخدمها نحن البشر حتى يومنا هذا. وكان يواجه تحدياً من قِبل أي شخص قابله بسبب غباء وحقد الآخرين؛ حيث كان رجلاً استثنائياً بإمكانه خلق المزيد لو لم يكن الجمهور يمارس التمييز بحقه. وكان تيسلا قادراً على إجراء تجارب كهربائية منذ ما يقرب من قرنين من الزمن، لا يزال العلماء يواجهون صعوبة في تكرارها حتى اليوم، وبعضها لم يتكرر منذ حياته. وكان الأمر الأكثر إثارة للإعجاب من عبقرية تيسلا التي لا مثيل لها، هو تعاطفه واهتمامه بتحسين المجتمع البشري ككل.
اقرأ أيضاً: ما الفرق بين العبقرية والذكاء؟
ويتضح ذلك في رغبته في منح العالم إمداداً غير محدود من الطاقة الكهربائية المجانية. ولم يكن تيسلا يسعى إلى جني ربح من عبقريته؛ بل أراد بدلاً من ذلك تحسين الظروف المعيشية، ليس فقط لمعاصريه؛ ولكن أيضاً لأحفادهم والأجيال القادمة التي ستتبعهم. لقد كان شخصاً نموذجياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وإذا طوت صفحات التاريخ اسمه ومحت ذكراه تماماً، فسيكون ذلك مأساة كبيرة للكثيرين الذين سيُحرمون من معرفة شخصيته وإسهاماته. وهو الذي جعل العالم الحديث أمراً ممكناً.
3- إسحاق نيوتن
كان السير إسحاق نيوتن فيزيائياً وعالماً رياضياً إنجليزياً معروفاً على نطاقٍ واسع بأنه أحد أكثر العلماء تأثيراً في كل العصور، وشخصية رئيسية في الثورة العلمية. ولأن المعرفة هي أعظم كنز للإنسان؛ فقد وسَّع هذا الرجل المعرفة البشرية بشكلٍ كبير، ومهَّد الطريق للعديد من المعارف الأخرى، بما في ذلك العديد من التخصصات الجانبية؛ حيث بنى عباقرة آخرون، مثل بلانك وأينشتاين وبوهر، نظرياتهم على الأساس الذي وضعه نيوتن منذ قرون. ولا يمكن تصور مقدار ما أنجزه في ربع القرن الأول من حياته.

لقد كان متقدماً جداً في فهم الفيزياء؛ لدرجة أنه لم يكن هناك حرفياً أي رياضيات في الوقت المطلوب لوصف نظريته رياضياً! وعلاوة على ذلك، فقد اخترع هو نفسه حساب التفاضل والتكامل الذي كان ضرورياً في نظرية الحركة تحت تأثير الجاذبية. وليس هناك نقاش عندما يتعلق الأمر بإسحاق نيوتن؛ فمحاولة تصور وفهم إنجازات هذا الرجل، حتى لو كان مجرد كاتب روائي يحاول خلق عبقرية خيالية في كتاباته، سوف يكون من الصعب على الخيال استحضار إنجازات نيوتن؛ لأنها موسعة للغاية ولا يمكن تصورها.
اقرأ أيضاً: مذكرات “نيوتن” تكشف سر اهتمامه بالأهرامات
كما يجب الوضع في الاعتبار سمات الوقت والعصر الذي كان يعيش فيه نيوتن؛ حيث كان عليه أن يتصور كل شيء من الصفر. لقد قضى الرجل جزءاً كبيراً من وقته في الكتابة عن الكيمياء والدين، وذلك لإظهار مدى ضآلة معرفة الناس في ذلك الوقت. ولو تخيلنا ما يمكن أن يفعله نيوتن اليوم، سوف ندرك أنه لم يقُم أحد بمثل هذه القفزات الكبيرة في تطور الإدراك عبر تاريخ البشرية مثله.
4- ليوناردو دافنشي
كان ليوناردو دي سير بييرو دافنشي (15 أبريل 1452- 2 مايو 1519) عالماً إيطالياً متعدد التخصصات؛ حيث شملت مجالات اهتمامه الاختراع والرسم والنحت والعمارة والعلوم والموسيقى والرياضيات والهندسة والأدب والتشريح والجيولوجيا، وكذلك علم الفلك.

لقد كان سابقاً لزمنه بقرونٍ لا عقود؛ فهو أول من بحث في آليات علم التشريح البشري. والطريقة التي قدم بها معرفته لم تكن ممكنة لنا إلا بعد توافر التكنولوجيا منذ عدة عقود. كما وضع تصوراً صحيحاً للوقت الجغرافي بينما كان الجميع لا يزالون يؤمنون بالفيضان العظيم. ولم يكن عبقرياً في العلوم فحسب؛ بل في الهندسة والفن أيضاً، فهو ينطبق عليه تعريف العبقرية بلا شك. وإذا كان أينشتاين مذهلاً، فعلينا أن نتذكر أن دافينشي لم يكن لديه أي من التكنولوجيا أو التعليم المدرسي في العصر الحديث؛ وكل ما لديه كان فضولاً لا يهدأ لكل شيء.
اقرأ أيضاً: ما القواسم المشتركة بين الإبداع والاعتلالات النفسية؟
لقد كان دافنشي متقدماً على عصره بقرون؛ حيث قام بتصميم دبابة، وبدلة غوص، ومدفع رشاش، وعدد قليل من الآلات الطائرة، والعديد من الأشياء الأخرى التي لم تتحقق إلا بعد مرور مئات السنين. ولعل ملاحظاته المفصلة التي تم تدوينها في أربعة آلاف صفحة حول مختلف الأفكار والمفاهيم التي لم يتم استكشافها سابقاً أمرٌ محير؛ وهي علامة حقيقية على عبقريته. ويعد دافينشي رجل عصر النهضة بامتياز، وإذا كان لا يزال على قيد الحياة اليوم، سيكون مليارديراً ببساطة بفضل رسوم الترخيص من جميع أعماله المستنسخة.
وبالطبع يمكن القول إنه أفضل رسام على الإطلاق؛ حيث ثبتت صحة ذلك في لوحة “العشاء الأخير” ولوحة “الموناليزا”، وهما اثنتان من نحو 17 نموذجاً. لذلك تقدم إنجازات حياته مجموعة مذهلة من المقتنيات المنسوبة إلى اسمه وتألقه؛ إنه أذكى شخص عاش على الإطلاق. ويعد ليو وتيسلا وجهَين لعملة واحدة.
5- جاليليو جاليلي
جاليليو جاليلي، عالم فلك وعالم فيزياء ومهندس وفيلسوف وعالم رياضيات، لعب دوراً رئيساً في الثورة العلمية خلال عصر النهضة؛ حيث كان جاليليو واحداً من أكثر البشر ذكاء في كل العصور، لكن الكثير من الناس يخطئون في نسب اختراع التلسكوب إليه، بينما قام فقط بإجراء تحسينات عليه.

وتم اكتشاف “قانون نيوتن الأول” الشائع، أو قانون القصور الذاتي، من قِبل ذلك الرجل بعد نحو 100 عام من السير إسحاق، وهو أيضاً مبتكر الطريقة العلمية القياسية التي نستخدمها في الوقت الحاضر. وأما عن اكتشافاته في مجال البصريات، فهو لم يطور التلسكوب فقط؛ بل اكتشف قوانين ما وراء العدسة. وكان أول مَن حارب الكنيسة في حياته وحاول إظهار الأدلة للمجتمع العلمي.
المصدر: ذا توب تن