الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون خليجيةشؤون دوليةشؤون عربية
موقع أمريكي: هل حانت فرصة ترامب لتأديب قطر؟

ترجمات-كيوبوست
كين بلاكويل ♦
مرة أخرى يتمتع الرئيس ترامب بفرصة لتعزيز مكانة أمريكا الدولية وتحسين حياة الملايين من الناس، وذلك خلال الاجتماع القادم مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ويمثل الاجتماع، المزمع انعقاده في 9 يوليو الجاري، فرصةً للرئيس ترامب لإثارة المخاوف الكبيرة في ما يتعلق بدعم قطر المستمر للإرهاب الدولي، وتجاهلها الصارخ لسياسات التجارة العادلة المصممة لحماية عمال الخطوط الجوية الأمريكية، وسِجل قطر المخزي في انتهاكات حقوق الإنسان.
وتعتبر قطر ممولًا دوليًّا رئيسيًّا للمنظمات الإرهابية؛ مثل “حماس” و”الإخوان المسلمين” التي تصنفها إدارة ترامب كمنظمة إرهابية دولية، ووثقت منظمات حقوق الإنسان انتهاكاتها العنيفة عندما كان أنصارها يسيطرون على مصر عام 2013؛ بما في ذلك مقتل ما يقرب من 30 مسيحيًّا مصريًّا كانوا يحتجون سلميًّا على هدم كنيسة.
من جانب آخر، يُشكِّل دعم قطر لـ”حماس” التي تم تصنيفها كمنظمة إرهابية من قِبَل وزارة الخارجية الأمريكية والاتحاد الأوروبي، مصدر قلق خاص. وقد ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن جزءًا من ملايين الدولارات التي منحتها الحكومة القطرية لـ”حماس” والتي من المفترض أنها خُصِّصت ذات مرة لخمسة آلاف عائلة فلسطينية محتاجة، سيذهب بدلًا من ذلك إلى أشخاص تربطهم صلات مباشرة بهذه المنظمة الإرهابية.
اقرأ أيضًا: تكتيك الإخوان المسلمين في نشر الشائعات لضرب الأقباط في مصر
ويمكن أيضًا للرئيس ترامب مناقشة تجاهل قطر للالتزامات التي تم التعهُّد بها بين بلدينا؛ للمساعدة في ضمان عمليات الطيران الدولية العادلة والمحددة وَفقًا لاتفاقيات التجارة في الأجواء المفتوحة، حيث تجاهلت قطر هذه الالتزامات لعدة سنوات ودعمت شركات الطيران الخاصة بها التي انتهكت القواعد، وأعطتها ميزة غير عادلة؛ مما وضع شركات الطيران لدينا -والعديد من الذين يعملون لديهم- في وضع خطير.
وكما فعل في عديد من المناسبات، يتخذ الرئيس ترامب إجراءات صارمة لمعالجة ما سمحت به إدارة أوباما من انتهاكات؛ حيث أوضحت الإدارة أنها لن تسمح لهذا بالاستمرار، وقد توصلت إلى اتفاقيات مهمة بين كلا البلدَين؛ لضمان امتثالهما. غير أن قطر تنتهك هذه الاتفاقيات مرة أخرى بعد شراء حصة ملكية كبيرة في شركة “طيران إيطاليا”، وهو استثمار يسمح لقطر بإطلاق رحلات متعددة إلى الولايات المتحدة في منافسة مباشرة مع شركات النقل الأمريكية.
ويثير تخلِّي قطر عن الالتزامات التي تعهَّدت بها مع إدارة ترامب سخط كثيرين؛ حيث كتبت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ بقيادة تيد كروز، إلى إدارة ترامب، تعرب عن قلقها إزاء هذه الانتهاكات. كما انتقد النائب مات غايتز، من ولاية فلوريدا، الممارسات القطرية غير العادلة. وقال الوزير مايك بومبيو: إن الإدارة تبحث عن كثب في القضية وتشعر بالقلق إزاء عدم امتثال قطر للاتفاقيات.
ينبغي إذن أن يستغرق الرئيس ترامب بعض الوقت لمناقشة سجل قطر المشين لانتهاكات حقوق الإنسان؛ بما في ذلك سوء معاملة العمال المهاجرين، والاستخدام المتكرر لمعسكرات العمال ذات الظروف الصعبة. وتدين منظمة العفو الدولية وغيرها من جماعات حقوق الإنسان، معاملة قطر للعمال المهاجرين الذين يتقاضون أجورًا غير عادلة، ويُجبَرون على العيش في معسكرات العمل القذرة، وغالبًا ما يتعرضون للإيذاءَين البدني والجنسي. كما تشير التقديرات إلى أن 1.5 مليون عامل، أي نحو 60 في المئة من سكان قطر، يعيشون في ظروف مروعة.
شاهد: فيديوغراف: عمال الموت في قطر
يجب أن تتوقف هذه الدولة الصغيرة الغنية بالنفط عن تجاهل احتياجات شعبها وتجاهل سياسات التجارة العادلة التي وضعت مع دول أخرى. ويتمتع الرئيس ترامب بفرصة فريدة لتعزيز سمعته ومصداقيته الدولية من خلال إثارة هذه القضايا مع أمير قطر. ويمكن لإدارة ترامب أن تضغط لعمل إصلاحات اجتماعية من شأنها أن تُحَسِّن وتحمي حياة ملايين الأشخاص وتدعو إلى تطبيق جديد لاتفاقيات التجارة التي ستحمي عشرات الآلاف من الوظائف.
♦ سفير الولايات المتحدة السابق في لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ومستشار لمجلس أبحاث الأسرة في واشنطن دي سي.
المصدر: “سي إن إس نيوز“