الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
موت روث بادر غينسبورغ.. حداد على أيقونة العدالة الليبرالية في الولايات المتحدة الأمريكية

كيوبوست
توفيت قاضية المحكمة العليا الأمريكية؛ روث بادر غينسبورغ، عن عمر يناهز 87 عاماً، ومن المرتقب أن تؤدي وفاتها إلى زيادة الأغلبية المحافظة في المحكمة.
القاضية الأسطورية
روث بادر غينسبورغ، القاضية الأسطورية المدافعة عن حقوق المرأة، كانت قد عُينت بالمحكمة العليا في عام 1993 من قِبل الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، ودافعت عن حقوق المرأة والمساواة بشكل لا مثيل له.
وحسب موقع “دويتشه فونك كولتوغ”، “كانت روث بادر غينسبورغ بالفعل رمزاً خلال حياتها؛ كانت رمزاً للفقه الليبرالي”.
اقرأ أيضاً: تداعيات انتشار العنف في الولايات المتحدة الأمريكية
“قاتل من أجل الأشياء التي تهمك”
تحظى بشعبيةٍ واسعة في صفوف الشباب الأمريكي؛ حيث يضع الكثير من الشباب صورتها أو اسمها كوشم على جسدهم؛ هي حاضرة في كل مكان بالولايات المتحدة الأمريكية، وعلى لافتات ومصابيح الشوارع، والقمصان والتيشيرتات، وأكواب القهوة والبيرة.

لا توجد مكتبة ليبرالية يسارية في الولايات المتحدة يمكنها الاستغناء عن كتبٍ تتناول شخصيتها ومسارها. في الآونة الأخيرة، تم وضع اسمها أو صورتها، أيضاً على أقنعة ضد وباء “كورونا”، مصحوباً باقتباس “قاتل من أجل الأشياء التي تهمك”، وفقاً لصحيفة “دي فيلت” الألمانية.
ومن المرتقب أن تسهم وفاة القاضية في احتمالية محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الرفع من الأغلبية المحافظة في المحكمة.
اقرأ أيضاً: ثورة ملونة في الولايات المتحدة الأمريكية
لطالما وَصف ترامب التحول المحافظ في المحكمة العليا بأنه مشروع سياسي مهم، “يتعلق الأمر بقضايا مهمة مثل الإجهاض، والحق في التصويت، والإصلاح القضائي، وإصلاح الشرطة، والهجرة”. هذه كلها قضايا تُعتبر عاطفية للغاية بالنسبة إلى المحافظين اليمينيين.
فرصة للمحافظين
وحسب صحيفة “دويتشه فونك كولتوغ” الألمانية، فإن وفاة القاضية قد تلعب دوراً مهماً في الحملة الانتخابية لدونالد ترامب؛ لأن الجمهوريين سيجدون فرصة لإلغاء قانون الإجهاض وزواج المثليين.

وتسببت وفاة روث بادر غينسبورغ في حزن ورعب شديدَين، وتجمَّع مئات الأشخاص بسرعة أمام مبنى المحكمة العليا للإشادة بحياتها وعملها الدستوري المحترم.
أعرب المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن، عن رفضه الترشيح السريع لخليفة روث بادر غينسبورغ، في المحكمة العليا. وقال بايدن، مساء الجمعة: “على الناخبين اختيار الرئيس، وعلى الرئيس اختيار القاضي”.
اقرأ أيضاً: الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين في الغرب وتركها: حوار مع لورنزو فيدينو
في الأيام القادمة، ينبغي للولايات المتحدة أن تتعامل مع “الإرث الدائم” لروث بادر غينسبورغ، وعندها فقط يبدأ البحث عن خليفة، وفقاً لبايدن.

الشخصية الأكثر شهرة
ولدت روث بادر غينسبورغ، في نيويورك، عام 1933، ودرست القانون في جامعة هارفارد كواحدة من بين عدد قليل جداً من النساء، وتعد المساواة بين الجنسَين قضية حياتها.
في المحكمة العليا، لم تكن روث بادر غينسبورغ الشخصية الأكثر شهرة فحسب؛ بل كانت أيضاً الممثلة الأكثر وضوحاً للجناح الليبرالي.
وكانت قد صوتت بنجاح لصالح حقوق المثليين والمتحولين جنسياً وضد خطة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لترحيل المهاجرين الشباب غير الشرعيين.
بوفاة غينسبورغ، تُواجه الولايات المتحدة جدلاً شديداً قبل ستة أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية.
مخاوف الديمقراطيين
وللرئيس الحق في تعيين قاضٍ جديد إذا مات أو غادر؛ إنها إحدى سلطات الرئيس القوية بشكل خاص، حيث تقوم المحكمة العليا بتشكيل السلطة القضائية.
في فترة ولاية دونالد ترامب حتى الآن، نجح بالفعل في تعيين قاضيَين محافظَين في المحكمة العليا؛ في بداية فترة ولايته.
يخشى الديمقراطيون من أن الأغلبية الجمهورية في المحكمة العليا يمكن أن تتعزز الآن، ربما لعقود.

بالنسبة إلى ترامب، سيكون ذلك نجاحاً كبيراً قبل فترة وجيزة من الانتخابات في ضوء سوء الإدارة والركود، حسب صحيفة “دي فيلت” الألمانية.
خلال خطاب ألقاه في حملته الانتخابية، مساء الجمعة، في ولاية مينيسوتا، قال ترامب، الذي لم يكن على علم على ما يبدو بوفاة غينسبورغ، إنه سيُعيِّن السناتور تيد كروز، من تكساس، في المحكمة العليا.
وحينما صعد ترامب على متن طائرة الرئاسة بعد الخطاب عَلِم بنبأ وفاة القاضية روث بادر غينسبورغ، وقال في هذا الصدد: “لم أكن أعرف ذلك، لقد عاشت حياة رائعة، ماذا يمكن أن يقول المرء أيضاً؟”.
وتجمع العديد من الأمريكيين خارج المحكمة العليا في وقتٍ مبكر من يوم السبت؛ تكريماً للقاضية الراحلة روث بادر غينسبورغ، ووضعوا الزهور على أراضي المحكمة.
وخرج مئات الأشخاص بعد سماعهم نبأ وفاة غينسبورغ، بكوا وغنوا في وقفة احتجاجية على ضوء الشموع.
ووصفها رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، بأنها قاضية ذات مكانة تاريخية، مشيراً إلى أنهم فقدوا في المحكمة العليا زميلة عزيزة عليهم، وفقاً لقناة “سي بي سي نيوز” الأمريكية.
المصادر:
1- https://www.welt.de/politik/ausland
2- https://www.deutschlandfunkkultur
3- https://www.spiegel.de/politik
4- https://www.startribune.com/hundreds
5- https://www.cbsnews.com/news