الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية
مواقف عزمي بشارة المتقلبة من حرب اليمن: مبدأ أم تبعيّة؟
لماذا يتقلب طفل قطر المدلل في مواقفه بين الحين والآخر؟

كيو بوست –
يعتبر التقلّب أحيانًا بالرأي دليلًا على تطور صاحبه ونضوجه، خصوصًا عندما يغير الإنسان أو المثقف رأيه انطلاقًا من الواقع، وبناءً على متغيرات الحدث، وليس تبعًا لسياسة الدولة التي تموله.
في السنوات الأخيرة، عاشت المنطقة العربية تقلّبات شتى، وأفرزت الأحداث فيها آراءً كثيرة، ومنها حرب التحالف العربي في اليمن لمساندة الشرعية، التي انقسمت الآراء فيها إلى قسمين: مؤيد ومعارض، كلٌ تبعًا لأفكاره ومبادئه الخاصة.
أما الرأي الثالث، فقد تقلب أكثر من مرّة، بناءً على مصالحه الذاتية، وليس انطلاقًا من تغير الوقائع، فمنذ “عاصفة الحزم” التي انطلقت بداية 2015، ساهمت فيها قطر بجيشها وطائراتها، بل وبأقلام كتّابها وعقول مثقفيها، الذين اتبعوا سياسة البلد –قطر- التي تمول ثمن آرائهم.
على سبيل المثال، الناشطة اليمنية توكل كرمان التي أيدت عمليات التحالف العربي عندما كانت قطر عضوًا فيها، وعارضتها، لما طُردت قطر من التحالف.
فلا شيء تغير في أهداف التحالف العربي في اليمن منذ 2015 وإلى الآن، سوى خروج قطر منه؛ ولذلك خرج مع قطر، أتباعها من جماعة الإخوان المسلمين، ومثقفين ليبراليين، ونشطاء يمنيين، وغيرهم.
ومثال آخر من خارج اليمن، عزمي بشارة، الذي التف بآرائه من حرب اليمن، على التفاف السياسة القطرية، وليس لأسباب فكرية أو مبدأية، ولا هي لعوامل تغير أرضية الصراع التي بقيت كما هي، بانقساماتها وتحزبّاتها وأعدائها وأصدقائها.
أيد السيد عزمي بشارة حرب اليمن منذ البداية، واعتبرها “ردة فعل” من قبل التحالف على نشاط الحوثيين في اليمن المناهض للشرعية، والساعي للسيطرة على اليمن، بحسب آراء بشارة نفسه.
وليس ذلك فحسب، بل إن بشارة، في البدايات والنهايات، وعندما كانت قطر عضوًا بالتحالف، هاجم الحوثيين من على منابر الإعلام القطري، واستهجن سياستهم التوسعية والإقصائية باليمن:
#شاهد بالفيديو ماذا قال عزمي بشارة عن الحوثيين في #اليمن
Posted by ريان العمري مارب on Monday, January 1, 2018
وقد جيّش بشارة المنابر الإعلامية التي تمولها قطر، ويشرف عليها هو شخصيًا، مثل العربي الجديد لمهاجمة الحوثيين وكشف أفعالهم، خصوصًا قيام الحوثيين بتجنيد الأطفال مقابل مبالغ مالية.
كما نشرت صحيفة العربي الجديد، تقريرًا آخر، يفضح قيام الحوثيين بتجنيد أطفال المدارس في القتال إلى جانبهم.
وتلك التقارير، توضح الرأي الأولي لبشارة من حرب اليمن، عندما كانت قطر من ضمن التحالف.
ما بعد خروج قطر.. بشارة ينقلب على ذاته
بعد قيام دول التحالف العربي بطرد قطر من الحلف، تغيّر موقف عزمي بشارة 180 درجة؛ إذ أصبح من المنددين بدخول قوات التحالف للحرب، بل إنه لم يعد يرى بأن تدخل التحالف العربي هو “ردة فعل”، بل صار يصفه بـ”العدوان”، كما اعتبر أن التدخل العربي بقيادة السعودية، دمّر اليمن.
على الرغم من أن بشارة المثقف، الذي لم يُخلص يومًا لآرائه، ويبدلها بحسب الطلب، كان يكتب التقارير لصحيفة العربي الجديد، ويوضح أن الحوثيين هم الذين يستخدمون الأطفال في الحرب، ويدمرون الطفولة، وليس دول التحالف!
الحرب في اليمن لم تتغير أهدافها المعلنة، ولا وقائعها على الأرض، لكن الذي تغير هو موقف قطر فقط، مما استدعى تغيير مواقف التابعين لها من المثقفين والنشطاء، مثل توكل كرمان ومنصف المرزوقي وعزمي بشارة.