اسرائيلياتفلسطينيات

مهرجان إسطنبول للأفلام يفتح بابًا للتطبيع مع إسرائيل، وفنانون يقاطعون

تصر تركيا إعلاميًا على أنها مقاطِعة لإسرائيل، فهل هي كذلك حقًا؟

كيو بوست – 

أعلن طاقم فيلم “واجب” الفلسطيني انسحابه من مهرجان إسطنبول للسينما، على خلفية مشاركة مؤسسة إسرائيلية حكومية في تمويل المهرجان وشراكته الرسمية.

وقال بطل الفيلم محمد البكري: “بلغنا أن مؤسسة Art Israel، التابعة للحكومة الإسرائيلية، شريكة وداعمة مالية للمهرجان، فقمنا بمقاطعته”.

تدوينة بطل الفيلم الفلسطيني محمد البكري على فيسبوك

ويتكون طاقم الفيلم من الممثلين محمد البكري وابنه صالح، والمخرجة آن ماري جاسر، والمنتج أسامة بواردي. كما أعلنت المخرجة الفلسطينية مي عودة إلغاء مشاركتها في المهرجان، قائلة: “لن أشارك في المهرجان بسبب الدعم الإسرائيلي له، وباسم الشهيد ياسر مرتجى، الذي سقط شهيدًا في غزة قبل أيام عدة بينما كان يحمل شارة الصحافة، وباسم الشهداء جميعًا والمعتقلين السياسيين [الفلسطينيين في سجون إسرائيل]”.

وقالت عودة إن من العار على المهرجان أن يشارك في داعميه مجرمو حرب.

وأعلن الفنانون والمخرجون انسحابهم من المهرجان استجابة لنداء حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل BDS، بعد أن علمت الأخيرة بوجود شراكة بين منظمي المهرجان ودولة الاحتلال الإسرائيلي، معربين عن أسفهم لاتخاذهم هذا القرار.

وكانت حركة المقاطعة لإسرائيل BDS قد أعلنت، الخميس 5 نيسان 2018، أن “دولة الاحتلال الإسرائيلي هي من بين الداعمين لمهرجان إسطنبول للأفلام، في الوقت الذي تزداد فيه الهجمات الصهيونية على الشعب الفلسطيني، وفي ظل عملية القتل الممنهجة للفلسطينيين السلميين من الجيش الإسرائيلي، لمطالبتهم بحق العودة، وبعد الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني باستلاب القدس من يد الفلسطينيين”.

ودعت حركة المقاطعة الفنانين والمخرجين كافة إلى رفض الدعم الإسرائيلي للمهرجان.

يظهر شعار آرت إسرائيل في الزاوية السفلى من اليمين

وذكرت وسائل إعلام أنه بالرغم من الضجة التي أحدثها انسحاب الممثلين والمخرجين من المهرجان، إلا أن المنظمين لم يبدوا أية استجابة للمطالب برفض الدعم المقدم من إسرائيل، وعدم خروج أي بيان عن الجهة المنظمة.

ويفتح ذلك الباب مجددًا أمام الجدل الدائر حول العلاقات التركية الإسرائيلية الآخذة في التوسع، على حساب القضية الفلسطينية، بالتزامن مع خطابات أردوغان النارية حول دعمه للفلسطينيين، ومزاعمه حول رفضه لوجود إسرائيل بسبب انتهاكها لحقوق الفلسطينيين.

وفي الوقت الذي تزعم فيه تركيا أنها تقف إلى جانب حق الفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم، تظهر بين الفترة والأخرى، معالم التطبيع التجاري والاقتصادي والثقافي بين البلدين.

ويستضيف المهرجان في نسخته الـ37 مجموعة من الأفلام الإسرائيلية، فيما يقوم أحدها بالترويج “للمعاملة الإنسانية” التي يقدمها الإسرائيليون لأطفال غزة؛ إذ يعرض أحد الأفلام الإسرائيلية المشاركة قصة طفل من غزة تعرض لمرض نادر أصاب أطرافه. وتظهر مطبوعات المهرجان أن الطفل ومرافقه الوحيد يتعرضان لحاجزين فلسطينيين وحاجز إسرائيلي واحد قبل دخولهما إلى المشفى في إسرائيل، رغم أن قطاع غزة يتعرض لحصار جوي وبحري وبري قاسٍ من قبل الجيش الإسرائيلي.

يذكر أن مهرجان إسطنبول السينمائي الدولي تأسس عام 1982، كأول وأقدم مهرجان سينمائي في تركيا. وتقوم على المهرجان مؤسسة إسطنبول للثقافة والفنون، التي تنظمه في شهر نيسان من كل عام، بهدف الترويج للسينما في تركيا، وتشجيع صناعتها. ويبدو أن اللجنة المنظمة للمهرجان اختارت هذا العام مؤسسة إسرائيلية حكومية من أجل مساعدتها في القيام بذلك!

 

المصادر: داعمو مهرجان إسطنبول + كتيّب المهرجان + BDS 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة