الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

من يقف وراء الاضطرابات في كازاخستان؟

الرئيس يتحدث عن محاولة انقلاب انتظرت الوقت المناسب.. ومخاوف من إثارة اشتباكات بين مقاتلين إسلاميين والقوات الروسية في المستقبل

كيوبوست

يستبعد محللون سياسيون أن تكون التحركات المسلحة التي شهدتها كازاخستان من مقاتلين إسلاميين، مع تحذيرات من أن البقاء الطويل للقوات الروسية داخل كازاخستان قد يكون، سبباً في مواجهات بين متطرفين إسلاميين وهذه القوات التي أعلن الرئيس قاسم جومارت توكاييف أنها ستغادر قريباً.

واتهم رئيس كازاخستان “مقاتلين مسلحين” بتنفيذ أعمال الشغب التي هزَّت البلاد خلال اجتماع منظمة معاهدة الأمن الجماعي اليوم الاثنين، مؤكداً أن مجموعات المقاتلين تحركت في اللحظة المناسبة لها بهدف الانقلاب على السلطة، وأجرى الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي اتصالاً هاتفياً مع رئيس كازاخستان؛ قاسم جومارت توكاييف، أكد خلاله دعم دولة الإمارات لكلِّ ما يحقق استقرار كازاخستان، ويحفظ أمنها ومؤسساتها وسلامها الاجتماعي.

اقرأ أيضًا: أندريه كوشكين لـ”كيوبوست”: أسعار الغاز ليست السبب الوحيد لما حدث في كازاخستان

أسباب اقتصادية

ما حدث هو نتاج تراكمات لدولة غنية جداً يعيش سكانها في حالة من الفقر الشديد، بحسب أستاذ العلوم السياسية خالد عزي الذي يقول لـ”كيوبوست” إن نظام الحكم في كازاخستان تسيطر عليه طبقة محدودة تزداد ثراء في الوقت الذي تزداد فيه البلاد فقراً، مشيراً إلى أن ما حدث هو غضب شعبي عبَّر عنه المحتجون في تظاهراتهم، بعد قرار زيادة أسعار الغاز مع بداية العام الجديد.

خالد عزي

يؤكد عزي أن المشكلة ليست في أسعار الغاز وزيادتها الأخيرة لكن هذه الزيادة كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، في الوقت الذي تضامن فيه سكان مختلف المدن على بعد المسافات بينهم مع حالة الحراك الاحتجاجي في الشارع، مشيراً إلى أن المعارضة خاضت المعركة بسبب التراكمات الموجودة على مدار السنوات الماضية، وهدفها التعبير عن ضيقها من السلطة، وليس إسقاط النظام.

حتى الآن ليس من السهل تحديد الطرف الذي حرض على هذه الاضطرابات بحسب يحيى خربوطلي المحلل والكاتب السياسي الذي يقول لـ”كيوبوست” إن ما حدث يضعنا أمام احتمالين؛ الأول أن يكون المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة يغذيها ويدعمها بمساعدة عملائه وخلاياه النائمة، بهدف قلب نظام الحكم في البلد الذي يحكم بديكتاتورية منذ سقوط الاتحاد السوفيتي. أما الاحتمال الثاني فمرتبط برغبة الرئيس الروسي وحلمه بإعادة إحياء كيان يشبه بشكل أو بآخر الاتحاد السوفيتي تكون لروسيا الكلمة العليا فيه.

استجابت روسيا بشكل سريع وأرسلت قوات إلى كازاخستان- وكالات

وأضاف أن بوتين يرغب في أن تكون روسيا مسيطرة على هذا الكيان بما يمكنها من الوقوف أمام التوسع الغربي وحلف الناتو الذي بدأ يشعر الرئيس الروسي بأنه يقترب منه بشكل كبير، لافتاً إلى أن بوتين قد يكون شعر بمحاولات خروج كازاخستان عن سيطرة روسيا بشكلٍ كامل، ومن ثم تحرك في خطوةٍ احترازية لوقف محاولات الخروج عن القيادة الروسية، عبر العملاء الروس الذي قد يكونون قاموا بالتخطيط للاضطرابات في البلاد للتذكير بأهمية موسكو، والتحالف معها، ودورها في حفظ الاستقرار الداخلي للبلاد.

يحيى خربوطلي

يتفق عزي مع وجود رغبة لدى الرئيس الروسي في استعادة السيطرة الكاملة على جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة، مشيراً إلى أن التصرف الروسي بمساعدة النظام عسكرياً “خطأ جسيم”؛ لأن موسكو خسرت بتصرفها المعارضة بشكل واضح لذا عليها العمل على سحب قواتها، وفتح حوار مع المعارضة حتى في حال رغبتها باستمرار دعم النظام الحاكم.

دفاع روسي

وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال جلسة افتراضية استثنائية لمجلس الأمن الجماعي لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي بعدم السماح بـ”ثورات ملونة”، مؤكداً أن بعض القوى الخارجية والداخلية استغلت الوضع الاقتصادي في كازاخستان لتحقيق أغراضها، لكن القرارات التي اتخذت كانت مناسبة للغاية للتعامل مع ما حدث.

اقتحم المحتجون عدة مقرات حكومية ورسمية- وكالات

يؤكد خالد عزي على وجود مصالح روسية كبيرة مع كازاخستان سواء على المستوى الاقتصادي أو حتى على المستوى السياسي لا يمكن الاستغناء عنها، وهو ما جعل الرئيس الروسي يسارع بإرسال 5 آلاف عسكري بشكل سريع للتواجد على الأرض، وتأمين المباني الاستراتيجية في كازاخستان، لضمان استمرار النظام بالرغم من أن مبرر التدخل عبر منظمة معاهدة الأمن الجماعي، لا تتضمن التدخل في حال الاضطرابات الداخلية.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن احتواء “روسيا بوتين”؟

لا يستبعد يحيي الخربطلي تحريض الأطراف الدينية في كازاخستان من أجل تحقيق أغراض روسيا من أجل إيقاف تحركات النظام في كازاخستان، وتحقيق الأهداف الروسية، لكن حتى الآن لا دليل قاطعاً على هذا الأمر.

يتفق خالد عزي على أن التصادم المحتمل بين روسيا وكازاخستان، في حال عدم انسحاب القوات الروسية بعد فترة من الوقت، سيؤدي إلى ظهور التيار الإسلامي، والقتال ضد القوات الروسية، من أجل إخراجها وهو ما سيعيد سيناريوهات مشابعة من الاقتتال بين القوات الروسية ومتشددين إسلاميين سينتقلون للحدود الروسية الكازاخستانية.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة