الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
من هو بود روز الملقب بـ”ستيف جوبز الطب”؟

كيوبوست – ترجمات
إذا سألنا أي طبيب أو ممرضة عن موقع “أب تو دايت”، فسوف نحصل على نسخة من هذه الإجابة: أنا أستخدمه طيلة الوقت للبقاء على اطلاع دائم، وغالباً ما أطالعه عندما أتحدث مع المرضى. وبالنسبة إلى الأطباء السريريين في مختلف أنحاء العالم، فإن “أب تو دايت” بمثابة جوجل الطب؛ لكنه أكثر ذكاءً ويستند إلى الأدلة ومواد علمية متخصصة.
وقد توفي مبتكر هذا المصدر الثمين المنتشر الآن في كل مكان، الدكتور بيرتون بود روز، أخصائي الكلى الرائع ورائد الأعمال؛ نتيجة مضاعفات فيروس “كوفيد- 19″، عن عمر يناهز السابعة والسبعين عاماً.
اقرأ أيضاً: 20 شخصية تقود ثورة التكنولوجيا في الألفية الثانية
فمنذ ما يقرب من 30 عاماً، أراد “بود” العثور على طريقة لتحديث كتابه الدراسي الأول «علم وظائف الأعضاء السريري لاضطرابات القاعدة الحمضية والاضطرابات الإلكتروليتية»، على نحو سريع؛ حيث أصبح هذا الكتاب مقدساً لدى متخصصي علوم الكلى وطلاب الطب، والأطباء الممارسين، وأعضاء هيئة التدريس في الولايات المتحدة وغيرها. وعندما رفض ناشره أن يضع الكتاب في تنسيق يمكن الوصول إليه بواسطة الكمبيوتر، قام “بود” بذلك بنفسه، وبالتالي وُلد موقع “أب تو دايت” الشهير حالياً.
وقد ركز “بود” في البداية على أمراض الكلى، ثم توسع تدريجياً ليشمل كل فروع الطب تقريباً. وبمساعدة زوجته جلوريا كشريكة له، حوَّل “بود” نشاطاً تجارياً يُدار من الطابق السفلي لمنزله إلى المصدر التعليمي الأكثر استخداماً واحتراماً من قِبل الأطباء السريريين في جميع أنحاء العالم.

وعندما اشترى والترز كلوفر، موقع “أب تو دايت” عام 2002، كان أكثر من 3000 طبيب يراجعون محتوياته ويحدثونها، ويقدمون توصيات حول كيفية تشخيص ومعالجة الآلاف من الحالات عبر هذه المنصة. واليوم، يستخدم الأطباء هذا المصدر نحو مليون مرة كل يوم، وكثيراً ما يغيرون قراراتهم السريرية استناداً إلى ما يقرؤونه.
اقرأ أيضاً: أبوظبي.. إنجازات صحية متقدمة للسيطرة على فيروس كورونا
وقال الدكتور جون فورمان، الذي وثق فيه “بود” لتولِّي قسم أمراض الكلى في موقع “أب تو دايت”: إن فكرة “بود” وتنفيذها تمثل “أهم اختراع طبي في الثلاثين عاماً الماضية، وربما لفترة أطول. وقد جادلت لأكثر من مرة في فكرة أنه كان ينبغي أن يفوز بجائزة نوبل للطب“.
حيث أظهر “بود روز” ما يعنيه أن تكون معلماً سريرياً رائعاً من خلال شغله منصب عضو هيئة التدريس في جامعة ماساتشوستس، ومستشفى بريجهام آند ويمنز، ومركز بيث ديكونس الطبي، وكلية الطب بجامعة هارفارد، حيث كان طبيباً ومعلماً لا نظير له.

وجاء الاعتراف به كمعلم عظيم أسس ما ينبغي أن يكون عليه التعليم على كل المستويات؛ من خلال ترقيته إلى أستاذ الطب السريري في كلية الطب بجامعة هارفارد. وقد حظي بتقدير وطني؛ لعمله في تعليم أخصائيي الكلى من خلال حصوله على جائزة “روبرت ج. نارينس” التي تمنحها الجمعية الأمريكية لطب الكلى، وهي أعلى جائزة تُمنح لمتخصص في تدريس أمرض الكلى.
اقرأ أيضاً: ما الفرق بين العبقرية والذكاء؟
إن الأطباء السريريين في مختلف أنحاء العالم ومرضاهم مدينون بقدر هائل من الامتنان لـ”بود”، الذي كان مثالاً للتميز في الرعاية السريرية والتدريس. وأولئك الذين حظوا بشرف التعرف عليه والعمل معه سيتذكرونه بمحبة وتبجيل لسنوات قادمة. أما بالنسبة إلى ملايين آخرين، فيسهم إرث “بود” بهدوء في تحقيق هدف عمل بشغف على تحقيقه طيلة حياته، وهو توفير رعاية أفضل للمرضى.
المصدر: ستيت نيوز