الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفة
من هم أذكى 10 أشخاص في التاريخ؟ (2)

كيوبوست- ترجمات
أجرى موقع “ذا توب تن“، المعنِيّ بأبرزِ الشخصيات والإسهامات في المجالات كافة؛ سواء في التاريخ القديم أو الحديث، استفتاءً حول أذكى الشخصيات على مدى التاريخ البشري، والتي يمكن أن يُطلق عليها لقب “عبقري”. وتنوعت الأسماء المرشحة ضمن الاستفتاء ما بين شخصياتٍ فلسفية وعلمية، وأيضاً رموز دينية أسهمت في إثراء التاريخ والتراث الإنساني على مدى قرون.
وقد تباينت أصوات المشاركين، سواء من جمهور القراء أو المتخصصين، بين مؤيدٍ لهذا ومعجب بذاك، غير أن هناك شخصيات حظيت بإعجاب وتقدير الجميع، لما لها من منجزات أسهمت في ارتقاء المجتمعات، وغيرت مجرى الحياة ومسيرة العلم على نحو واضح، وتم حصر قائمة هؤلاء الشخصيات كالتالي:
6- ستيفن هوكينغ
ستيفن ويليام هوكينغ (8 يناير 1942- 14 مارس 2018)، كان عالمَ فيزياء نظرية إنجليزياً وعالماً كوزمولوجياً ومؤلفاً ومديرَ الأبحاث في مركز علم الكونيات النظري بجامعة كامبريدج.
ويحظى هوكينغ بإعجاب الكثيرين؛ ولكن ليس بالضرورة للأسباب نفسها. ولنبدأ بما اشتهر به في الأصل، وهو بحثه في النسبية في أواخر السبعينيات باستخدام نتائج أينشتاين، واستخدام طرق رياضية متطورة مع الفيزيائي روجر بنروز؛ لإظهار أن الثقوب السوداء حقيقية، وقد استنتج ذلك قبل تحديد نجم “الدجاجة إكس- 1″، مصدر الأشعة السينية. وفي عام 1974، صدم هوكينغ علماء الفيزياء بإثباته أن الثقوب السوداء تشع. وقدمت النتيجة أول لمحة للبشرية على الإطلاق عن توحيد نظرية الكم بالنسبية العامة، والتي بَدَت قبل هذا الوقت غير قابلة للتوفيق، كما أنها حددت اتجاه الفيزياء النظرية منذ ذلك الحين.

اقرأ أيضاً: الأثر الذي تركه ستيفن هوكينغ
ومن باب الدقة، يعد هوكينغ أفضل من أينشتاين، وهو يعتبر نفسه رقم 1 في هذه القائمة؛ لأنه ليس فقط الأكثر ذكاءً، ولكنه أيضاً الأكثر شجاعة. فعلى الرغم من إعاقته الجسدية واحتمالية الموت المبكر، تمكن من تعزيز تقدم أينشتاين والتحقق من صحة تقدمه في فهمنا للكون. وربما كان أينشتاين موهوباً على ما يبدو؛ بسبب طفرة جسدية (حيث كانت لديه حزمة مسطحة واسعة من الألياف العصبية بيضاء اللون تحت القشرة في الشق الطولي للدماغ)، لكن الكثير من نظرياته تتحول إلى لغز لمعظم الناس.
بينما يبدو أن هوكينغ أكثر قابلية للفهم؛ حيث لم يفهم عمل الأول فقط، بل نقله إلى المستوى الأعلى التالي. وبالنظر إلى الصعوبات التي أرسلتها إليه الحياة، من المدهش أن عقله كان لا يزال قادراً على منح العالم ما لديه، وأن تصميمه وعزمه سمحا لهذا الدماغ بمواصلة العمل، بينما كان متأكداً من أن جسده أراد التوقف!
7- بنجامين فرانكلين
كان بنجامين فرانكلين عالماً أمريكياً متعدد الثقافات، وأحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة. وهو مؤلف رائد، ومنظِّر سياسي، ومدير مكتب بريد، وعالم ومخترع، وفكاهي، وناشط مدني، ورجل دولة، ودبلوماسي.

فقد كان فرانكلين عبقرياً في العديد من المجالات؛ ليس فقط في مجالٍ أو اثنين، حيث العلم والأدب والسياسة والاختراع ومهارات الناس والقيادة.. كلها مجالات كان هو صاحب السلطة فيها، وكان لديه مبادئ، وعمل على تغيير الأشياء التي اعتبرها مهمة؛ وبالتالي فقد غيَّر العالمَ.
اقرأ أيضاً: فلسفة التاريخ عند هنري كسنجر
ومن إسهاماته اختراع آلة الهارمونيكا الزجاجية الموسيقية، ونظام بريد أفضل، وقضيب الصواعق، كما ساعد في إنشاء الولايات المتحدة، وكان حكيماً أيضاً من الناحية الأخلاقية. وفي نهاية حياته، قام بحملة لإلغاء العبودية. وبجانب جورج واشنطن، ربما كان أعظم أمريكي في كل العصور. إنه أحد الآباء المؤسسين لأمريكا، وقدم المساعدة خلال الحرب من أجل الحرية بالسفر إلى فرنسا؛ للحصول على المال للجيش وخلق العديد من الأشياء للحرب والناس.
8- تشارلز داروين
كان تشارلز روبرت داروين عالماً طبيعياً وجيولوجياً إنجليزياً، اشتهر بإسهاماته في نظرية التطور. ولم يكن داروين الرجل الوحيد الذي يتمتع بمهارةٍ الملاحظة الخاصة بالعبقرية؛ لكنه تمكن أيضاً من تطبيق ملاحظته للتوصل إلى هذه النظريات الجميلة منطقياً والتي تبدو خالية من العيوب، على الأقل حتى الآن.

ولعل فهمه للإنسانية مرتبط بهتلر ونابليون والمسيح وبوذا وشكسبير. وعلى الرغم من أن إنجازاته لم يكن لها تأثير واضح؛ فإنه هو والفيلسوف مونتين، كانا من بين أول مَن تناولوا موضوع الجنسانية، وفكرته ألهمت العديد من علماء الجنس، كما نعرفهم، ليصنعوا النظريات التي جلبت المساواة بين الجنسَين، وتحرير الجنس اليوم. وقد تسلط هذه الحقائق التي تم تجاهلها عن تشارلز داروين، بعض الضوء على العظمة الحقيقية لهذه الشخصية.
9- أدولف هتلر
أدولف هتلر (20 أبريل 1889- 30 أبريل 1945) كان سياسياً ألمانياً وزعيماً للحزب النازي، ومستشاراً لألمانيا من عام 1933 إلى عام 1945، وزعيماً لألمانيا النازية من عام 1934 إلى عام 1945. وكديكتاتور لألمانيا النازية، بدأ الحرب العالمية الثانية في أوروبا بغزو بولندا.
اقرأ أيضاً: كيف تعلم هتلر العنصرية على يد الأمريكيين؟
وعلى الرغم من أن دافعه كان شريراً؛ فإنه كان بالفعل متلاعباً ببراعة، وبسبب هذا المزيج من التألق والتأثير العالمي، فإنه يستحق أن يكون على هذه القائمة؛ فهذا الرجل الشهير هو واحد من أعظم مخططي ومنفذي الأفكار في البشريةِ جمعاء؛ إن لم يكن أعظمها. وكانت قدراته في التحدث مؤثرة وملهمة ورائعة، وأدت جزئياً إلى تحول في التفكير الذي كان جزءاً من إنشاء قوة عالمية اقتصادية وجيوسياسية في فترةٍ زمنية قصيرة للغاية.

والعامل الآخر في إنشاء هذه الإمبراطورية القوية والمنتجة بشكل لا يمكن تصوره، جاء من قدرته على تنظيم وخلق الصناعات والأفكار التي كانت بارعة وناجحة للغاية لأمته. وأدت هذه العوامل إلى تأثير وتغيير في العالم لم يسبق له مثيل، وحتى يومنا هذا لم يكن هناك مثيل له بأي شكلٍ من الأشكال.
فلم يكن أحد في تاريخ العالم فعالاً في إنتاج مثل هذا البلد القوي والوطني والحيوي مثل هتلر؛ فقدرته على جعل كل مَن يستمع إليه يرتقي إلى مصلحة وطنه، فريدة حقاً. وبالإضافة إلى ذلك، كان رساماً ومهندساً معمارياً لامعاً، وكان إبداعه مثيراً للإعجاب. ونظراً لأنه يتم تصويره عادةً على أنه شخص شرير؛ فلنتخطَّ الحملة الإعلامية ضده، ونبحث في الأعماق عن الإيجابيات، وهي كالتالي:
- لقد حشد الشعب الألماني والاقتصاد وخلق دولة قوية؛ لذلك كان مديراً جيداً جداً.
- كانت لديه موهبة لاختيار الأشخاص المناسبين للوظيفة المناسبة. على سبيل المثال، من الصعب العثور على رجل للدعاية أفضل من غوبلز؛ فكان أفضل للشرطة السرية والإعدام من هيملر، ووزير اقتصاد زمن الحرب أفضل من سبير، ناهيك بأنه انتقى روميل ومانشتاين، وكانا شخصَين مجهولَين، ودفعهما إلى دائرة الضوء كمنظمَين ميدانيَّين. وربما كان هذا أكبر رصيد له.

- لم يكن جباناً، ويثبت سجله في الحرب العالمية الأولى أنه حصل على الصليب الحديدي في ساحة المعركة، وكاد يفقد بصره بعد هجوم بالغاز.
- كان حدسه لا يُعلى عليه؛ حيث توقع أن لا يتدخل أحد في إعادة التسلح، وكسر فرساي، واستعاد الألزاس والنمسا والتشيك. وكان يعلم أن فرنسا طالبت باستراتيجية مختلفة، ووجد مانشتاين الذي أعطاها له. وقد تم رفضه كرسام أو فنان؛ لأن أعماله كانت نابضة بالحياة للغاية وكانت انطباعية لما بعد الحداثة. ولو كان ولد خلال عصور الهيبيز، حيث كانوا مهتمين بالتقنية النابضة بالحياة، لكان قد نُظر إليه على نحوٍ آخر؛ ولكن الناس لم يكونوا مهتمين بذلك في زمنه.
اقرأ أيضاً: أهمية الرموز وبناء “المخيلات الثقافية” في الحركات اليمينية المعاصرة
وبعد رفضه في المدرسة، وضع شغفه في احتمالٍ آخر وأصبح القائد الأكثر قسوة في التاريخ! نعم، الطريقة التي فعل بها الأشياء كانت خاطئة. وصحيح أن قتله الكثير من الأبرياء كان خطأ؛ ولكن هذا لم يكن هدفه. وربما لا يفهم كثير من الناس أن شغف برج الحمل، الذي ينتمي إليه هتلر، يتجاوز قبول الآخرين؛ بل يجب أن يكونوا رقم (1) بأي ثمن.
10- أرسطو
كان أرسطو فيلسوفاً وعالماً يونانياً، ولد في مدينة ستاجيرا، خالكيديس، على الأطراف الشمالية لليونان القديمة. ويحتاج المرء فقط إلى إجراء مسحٍ لأعماله الأقل ثقلاً، الشعرية والبلاغة، حتى يُذهل من عبقرية أرسطو المذهلة.

وربما لا نتفق مع العديد من مفاهيمه المحددة؛ لكن أناقة العرض، والاختيار الماسي الحاد للمثال والموضوع، وجمال حجته واتساع نطاقها، تجعل أرسطو المفكر الأكثر شمولاً وثباتاً، كعقل يُنظر إليه على قواه الفردية، بغض النظر عن صحة أو زيف استنتاجاته الخاصة، في التاريخ الغربي. ولعل الجهل الفادح بإنجازات أرسطو من شأنه أن يضعه في أي مكان إلا في أعلى القائمة.
اقرأ أيضاً: إلى من يهمه الأمر.. دراسة الفلسفة ليست ترفاً!
وفي الواقع، فلا يوجد مجال للمقارنة بينه وبين أي شخص آخر، باستثناء أفلاطون، معلمه؛ حيث تقوم الحضارة الغربية على منجز أرسطو. فعلم الأحياء، والأخلاق، والفيزياء، وعلم الحيوان، والفلسفة، والبلاغة، والدراما، والسياسة؛ بما في ذلك هياكل الولايات المتحدة والجمهوريات الدستورية.. كل هذا وأكثر كان قد بدأه أرسطو أو أسس له.
وكان أرسطو عبقرياً معترفاً به في مجموعةٍ متنوعة من المجالات. وكتب نحو 200 رسالة تتناول الفلسفة والمنطق والعديد من فئات العلوم والعلاقات الإنسانية. وشكلت فلسفته العامة المتعلقة بالأخلاق والقانون الطبيعي أساسَ الكثير مما يُعرف الآن باسم الحضارة الغربية. ولا تزال طرق التدريس الخاصة به متبعة في كثير من النواحي؛ وهو العنصر المكمل في ثالوث الفلاسفة الأكثر شهرة على الإطلاق (سقراط وأفلاطون وأرسطو).