الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

من فتح أبواب البيت الأبيض لجماعة الإخوان في عهد أوباما؟

دور مساعدي أوباما في صعود الإخوان إبان "الربيع العربي"

ترجمة كيو بوست –

“مارس الإخوان المسلمون نفوذًا موثقًا داخل الإدارة الأمريكية السابقة – نفوذ كبير جدًا وصل إلى درجة التضحية بحليف مخلص مثل مصر، وتسليمه لأيدي الإخوان”، هذا ما ذكره الكاتب الأمريكي، دانيال جون سوبيسكي، في مقالته في مجلة “أميركان ثينكر” الأمريكية.

كانت المستشارة فاليري جاريت ذات الأصول الإيرانية هي اللاعب الرئيس في إدارة أوباما، فقد لعبت دورًا مشابهًا لدور راسبوتين في عهد القياصرة الروس. ويمكن فهم تأثيرها الكبير من خلال كتاب المحقق الصحفي الأمريكي، ريتشارد مينيتر، الذي حمل عنوان “القيادة من الخلف: الرئيس المتردد والمستشارون الذين يقررون له”. يروي الكتاب قائلًا: “بسبب إصرار وإلحاح جاريت، ألغى أوباما عملية قتل ابن لادن في 3 مناسبات، قبل أن يوافق في النهاية على مهمة البحرية الأمريكية في 2 مايو/أيار 2011. يبدو أنها كانت قلقة بشأن الضرر السياسي المحتمل لأوباما في حال فشل المهمة”.

هنالك أيضًا مساعدة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في إدارة أوباما، هوما عابدين، صاحبة السجل المحيّر في الولاء والانتماء. وقد كتب المدعي الأمريكي العام، أندرو ماكارثي، في مجلة ناشونال ريفيو الأمريكية: “إن علاقات والد ووالدة وشقيقة عابدين مع الإخوان المسلمين واضحة وموثقة”.

تسلّم الإخوان المسلمون الحكم في مصر بموافقة إدارة أوباما، بعد أن تخلت عن حكومة حسني مبارك، حليف وصديق واشنطن منذ زمن بعيد. وقد حصل ذلك بشكل متزامن مع المشورات المقدمة من قِبل عابدين لهيلاري كلينتون، حول ضرورة إسقاط سياسة عدم التعامل مع الإخوان المسلمين بعد أن دامت لزمن طويل.

في أوائل عام 2015، توسطت جاريت من أجل عقد اجتماع بين أوباما و14 من القيادات الإسلامية، بعضهم على علاقة مباشرة ووثيقة بجماعة الإخوان المسلمين، وقد حصل الاجتماع بالفعل. وحينها، أكد البيت الأبيض أن أزهر عزيز، رئيس “الجمعية الإسلامية في أميركا الشمالية”، كان أحد القيادات الإسلامية الذين اجتمعوا بالرئيس أوباما. من الجدير ذكره أن هذه “الجمعية” تأسست عام 1981 من قبل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين.

وتكشف سيرة عزيز أيضًا دوره كعضو مؤسس في “مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية” التابع للإخوان المسلمين. وتؤكد البيانات كذلك أن قيادات إخوانية هي من أسست هذا المجلس قبل أن توجه عمله نحو دعم جماعات إخوانية تابعة في الشرق الأوسط.

ومن بين القيادات الإسلامية الأخرى التي عقدت اجتماعًا مع أوباما في ذلك الحين، هدى الششتاوي، مسؤولة “مجلس الشؤون العامة الإسلامية”، الذي تأسس كذلك من قِبل أعضاء في جماعة الإخوان.

كما شهد البيت الأبيض اجتماعًا بحضور محمد مجيد، مسؤول “جمعية مسلمي دالاس”، والرئيس أوباما، ومستشاريه الكبار بن رودز وفاليري جاريت. ما هو جدير بالذكر هنا هو أن “الجمعية” تورطت عام 2002 بدعم مجموعات إرهابية ومنظمات متشددة، قبل أن تقوم السلطات الأمريكية آن ذلك بمداهمة مقراتها في إطار “عملية غرين كويست”. وقد كشفت وثائق حكومية أن “الجمعية” كانت حينها مشبوهة بجرائم كثيرة، من بينها غسيل الأموال والتهرب الضريبي، فضلًا عن تقديم الدعم لمجموعات متطرفة.

تساءل الكثيرون حول صمت أوباما إزاء “العنف الإسلامي الراديكالي”، إذ لم يقم بإدانته أو حتى ذكره على الإطلاق، ويبدو أن فاليري جاريت هي أحد الأسباب الرئيسة وراء ذلك. إن الألفة ما بين أوباما وجاريت وعابدين والإخوان المسلمين لهي حقيقة تاريخية لا يجب حجبها أو تجاهلها.

 

المصدر: مجلة “أميركان ثينكر” الأمريكية

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة