الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية

من رسائل كلينتون.. كيف تحولت نظرة الأمريكيين للإخوان في مصر؟

سَعَت الجماعة لبناء دولة على غرار النموذج التركي.. بما فيه من إقصاء لقادة الجيش مع تعديل إخواني للسياسات الاقتصادية والسياسية بشكل يتوافق والقوانين الدولية

كيوبوست

كشفت الرسائل المعلن عنها من بريد وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، عن مصر، عن بعض من تفاصيل العلاقات السرية التي دارت بين الجماعة وواشنطن خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكي باراك أوباما، والتي شغلت فيها هيلاري منصب وزير الخارجية؛ وهي الفترة التي شهدت فيها العلاقة تحولاً من خوف سيطرة الجماعة على الحكم إلى تجنب تكرار النموذج الإيراني.

 اقرأ أيضًا: أيجب أن تفخر كلينتون بتوكل كرمان؟

ورغم المخاوف الأمريكية التي ظهرت مع بداية ثورة 25 يناير من أن يؤدي حكم الإخوان إلى زعزعة استقرار المنطقة؛ فإن العلاقة سرعان ما تحولت إلى تنسيقات وتحالفات ولقاءات دفعت الإخوان حتى للتبرؤ أمام الأمريكيين من حلفائهم السلفيين بحزب النور سراً، في الوقت الذي كان فيه التنسيق العلني بين الإخوان والسلفيين يسير بشكل ممنهج ومنظم.

صورة من الرسائل الخاصة بالأوضاع في مصر

تنسيق أمريكي- إخواني

جماعة الإخوان المسلمين احتاجت إلى الولايات المتحدة من أجل الوصول إلى السلطة، وواشنطن فضلت التنسيق معهم باعتبارهم ذراع تيارات الإسلام السياسي المنتشر والمنظم عربياً، والذي يمكن أن يكون باباً خلفياً للسيطرة على المشهد في المنطقة، حسب النائب في البرلمان المصري وأمين سر لجنة العلاقات الخارجية طارق الخولي، الذي أكد لـ”كيوبوست” أن العلاقات بين واشنطن والإخوان بدأت سرية وانتهت علنية بشكل واضح؛ كان أهمها في القاهرة اللقاء بين السفيرة الأمريكية السابقة آن باترسون، ومرشد الإخوان.

السفيرة الأمريكية السابقة بالقاهرة خلال زيارتها مرشد الإخوان – أرشيف
طارق الخولي

وأكد الخولي أن الولايات المتحدة تحت إدارة حكم أوباما قدمت دعماً غير مسبوق وقوياً لجماعة الإخوان، ضمن سياسة دعم تيارات الجماعات الراديكالية الدينية التي تستخدم الدين في السياسة، مشيراً إلى أن واشنطن هدَّدتِ الجيشَ في مصر بوقف صفقات التسليح إذا استجاب لطلبات المتظاهرين في ثورة 30 يونيو، متغاضيةً عن الاعتراض الشعبي الواسع على حكم وسياسات الجماعة “الخائنة”.

يعتبر الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية طارق البشبيشي، أن الرسائل التي كُشف النقاب عنها تحمِّل إدارة أوباما، بشكل مباشر، مسؤولية أعمال الفوضى والإرهاب التي ضربت الشرق الأوسط بشكل عام والدول العربية بشكل خاص، وتسببت في تهديد السلام والأمن العالمي، معتبراً أن ظهور الرسائل ووجودها في بريد وزيرة الخارجية السابقة يؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك، المسؤولية المباشرة عما حدث باعتباره مخططاً جرى التخطيط له بشكل احترافي، وعلى مستوى عالٍ من القيادات المختلفة.

اقرأ أيضًا: بريد هيلاري كلينتون يكشف عن علاقات الإخوان مع واشنطن

طارق البشبيشي

وأضاف البشبيشي أن هيلاري كلينتون كان لديها مخطط واضح تسعى لتحقيقه من خلال جماعات الإسلام السياسي بشكل عام، وجماعة الإخوان المسلمين بشكل خاص؛ وهو ما عملت على تحقيقه في مصر من خلال مساعدتهم على الوصول إلى الحكم ودعمهم، وهو مخطط أحبطته ثورة 30 يونيو التي خرج فيها الشعب إلى الشارع مطالباً برحيل النظام، وتحرك الجيش من أجل إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وأكد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية أن الولايات المتحدة لم تكن تنفذ هذه الأجندة بمفردها؛ ولكن بدعم وتمويل قطري، بجانب الدعم التركي الذي لم يتوقف إلا بعد رحيل إدارة أوباما عن الحكم، مستمراً في دعم الفكرة والمشروع اللذين أحبطتهما بعض الدول العربية؛ ومنها مصر، بينما تسبب إخفاق بعض الدول فيها في إحداث شرخ وأزمات كبيرة لا تزال تداعياتها مستمرة حتى اليوم.

اقرأ أيضًا: تسريبات كلينتون.. وعلاقات الديمقراطيين بحركة النهضة في تونس

قبول دولي

وكشفتِ الرسائل علمَ واطلاعَ الإدارة الأمريكية منذ أواخر 2011 بسعي الإخوان من أجل بناء دولة مصرية على غرارِ النموذج التركي؛ بما في ذلك من الإطاحة بقيادات الجيش الموجودة آنذاك، وتصعيد جيل جديد من القادة المؤيدين للمشروع الإسلامي الذي تتبناه الجماعة.

أبدت الولايات المتحدة دفاعاً عن حكم الإخوان – أرشيف

وحسب ما تضمنته الرسائل، فإن الولايات المتحدة طلبت من الإخوان التنسيق بشأن سوريا وإيران، بالإضافة إلى تأكيدات مرشد الجماعة محمد بديع، في اجتماع عُقد بالقاهرة، تقبُّل الإخوان بالسلطة، وأن الجماعة تقوم بتعديل سياستها الخارجية والاقتصادية لتتوافق مع ذلك.

وأكد طارق الخولي أن ما كشفه بريد هيلاري كلينتون من رسائل يكشف عن خيانة الجماعة لمبادئ الوطنية بصورة لا تدع مجالاً للشك؛ من أجل تحقيق أغراضها في الوصول إلى السلطة، مشدداً على أن مصر نجحت في تصحيح المسار السياسي بعد 2013 وإجراء انتخابات نزيهة وشفافة لنظام سياسي يعمل لصالح البلاد وليس لصالح قوة دولية كما فعل الإخوان.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة