الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

من تاريخي إلى “كارثي”: قصة الاتفاق النووي مع إيران

أوباما وصف الاتفاق بالتاريخي إبان توقيعه

كيو بوست – 

صعد الملف النووي الإيراني إلى واجهة الملفات الساخنة في المجتمع الدولي خلال الأيام الأخيرة، ومن المتوقع أن يزيد بروز هذا الملف خلال أيار المقبل، حيث من المقرر أن يعلن الرئيس الأمريكي ترامب قراره بشأن الانسحاب من الاتفاق أو البقاء فيه.

قبل نحو 3 سنوات، في مثل هذه الأيام، كان ملف إيران النووي على موعد مع تحول تاريخي، تمثل بإبرام الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران.

فماذا تعرف عن الاتفاق وتفاصيله؟ ولماذا تسعى الولايات المتحدة إلى التنصل منه بعد 3 سنوات؟

اقرأ أيضًا: محللون: ظهور بولتون من جديد يعني تغيير النظام الإيراني قريبًا

ما بين 26 آذار إلى 2 نيسان 2015، عقدت إيران والدول الخمس + واحد (الصين وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا) مفاوضات ماراثونية في مدينة لوزان السويسرية، أسفرت عن اتفاق تاريخي يضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، مقابل إلغاء جميع العقوبات على إيران بشكل تام.

وحينها وصفت واشنطن الاتفاق بالتاريخي، أما اليوم فيصفه ترامب بالكارثي. 

ينص الاتفاق، الذي استمرت مفاوضاته 18 شهرًا في جنيف وفيينا ونيويورك ولوزان، على رفع العقوبات الأميركية والأوروبية، بمجرد تحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران تحترم التزاماتها.

وشكل الاتفاق نهاية لأزمة استمرت 12 عامًا حول برنامج إيران النووي.

 

بنود الاتفاق

نصت بنود الاتفاق، التي جاءت في بيان قرأه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ومنسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني، في مؤتمر صحفي مشترك بمدينة لوزان السويسرية، على:

– إيران ستواصل برنامجها النووي السلمي بدرجة تخصيب 3.67%، يكون بمنشأة نطنز الواقعة في شمال أصفهان.

– تتحول منشأة فوردو من موقع لتخصيب اليورانيوم، إلى مركز للأبحاث النووية والتقنية، وسيتم في هذا المركز التشجيع على التعاون الدولي في مجالات الأبحاث والتنمية المتفق عليها. ولن تكون في فوردو مواد قابلة للانشطار.

– يبقى أراك موقعًا للماء الثقيل مع إجراء تغيير في قلب المفاعل، حتى لا ينتج بلوتونيوم لاستخدامه في التسلح. ولن تتم فيه إعادة المعالجة، وسيتم تصدير الوقود المستهلك فيه.

اقرأ أيضًا: كيم أون يخشى “مصير صدام”: ما أسباب تخليه عن النووي؟

– تشارك إيران في التعاون الدولي في مجال الطاقة النووية السلمية، وقد يشمل ذلك بناء المحطات النووية والمفاعلات النووية للأبحاث، والمجال الآخر للتعاون في مجال السلامة والأمن النوويين.

– ينهي الاتحاد الأوروبي كل الحظر الاقتصادي والمالي، كما ستوقف الولايات المتحدة تنفيذ الحظر المالي والاقتصادي الثانوي المرتبط بالبرنامج النووي، تزامنًا مع تنفيذ إيران لالتزامتها النووية.

– يتم إصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي يؤيد فيه البرنامج الشامل للعمل المشترك، وستلغى فيه كل القرارات السابقة المرتبطة بالموضوع النووي.

 

من تاريخي إلى كارثي

عام 2015، وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الاتفاق النووي بالتاريخي. وبعد 3 سنوات ومن المنبر ذاته، أصبح بالنسبة لواشنطن اتفاقًا كارثيًا. 

يبدو أن سر هذا التحول مقترن إسرائيل، فحليفة واشنطن الأزلية في الشرق الأوسط، كانت وما تزال أشد المعارضين للاتفاق، وسعت باستمرار لإسقاطه، لكن الرئيس أوباما -الذي وصفه اليمين المتطرف الإسرائيلي بأسوأ رئيس بالنسبة لإسرائيل في تاريخ الولايات المتحدة- وضع المخاوف الإسرائيلية المزعومة جانبًا. 

ومع فوز الرئيس الجديد صاحب المبدأ المتهور في اتخاذ القرارات، تبدلت الأوضاع، وأصدر وعدًا بالتحلل من الاتفاق، وخلفه دعم يميني صهيوني كبير. 

لا شك أن الاتفاق النووي الإيراني مكّن إيران من إقحام نفسها في المعادلة الدولية الصعبة، فاستطاعت طهران أن تفرض بعد ذلك توسعها في الشرق الأوسط، عبر المليشيات التابعة، وتسيطر على عواصم عربية عدة

النفوذ الإيراني زاد مخاوف إسرائيل وصولًا إلى التوتر الشديد السائد حاليًا. والمخاوف الإسرائيلية هي بالضرورة مخاوف أمريكية في الوقت ذاته. وكنتيجة، يبدو أن ترامب عازم على توجيه صفعة للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط بشتى السبل، في ظل فشل السياسة الأمريكية في سوريا، وقد يكون الاتفاق النووي بوابة التحرك الأمريكي ضد طهران. 

 

اقرأ أيضًا: تقديرات إسرائيلية: 6 دول عربية تتسابق لامتلاك السلاح النووي

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة