الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفةصحة
من بينها التركيز وتجنب التكنولوجيا.. نصائح طبيب الأعصاب لحماية الذاكرة!

كيوبوست- ترجمات
هوب ريس♦
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن الافتراض المتأصل لدى الكثير منا حول تدهور الذاكرة مع تقدمنا في العمر، يخضع الآن للشك وربما النفي؛ حيث استندت إلى عالم الأعصاب الدكتور ريتشارد ريستاك، الأستاذ السريري بمستشفى كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة جورج واشنطن، والذي قال إن هذا التدهور ليس حتمياً.
اقرأ أيضاً: كيف عالجها القدماء.. وما أكثر الاضطرابات العقلية والنفسية شيوعاً اليوم؟
ويجادل ريستاك في الكتاب بأن تدهور الذاكرة ليس أمراً حتمياً مع تقدم العمر. وبدلاً من ذلك، يشير إلى 10 “خطايا” أو “عوائق يمكن أن تؤدي إلى فقدان أو تشوه الذكريات”. وقد تم وصف سبع منها لأول مرة من قِبل عالم النفس وإخصائي الذاكرة دانيال لورانس شاكتر.
بينما أضاف ريستاك إليها 3 خطايا أخرى من خلال أبحاثه؛ هي: التشوه التكنولوجي، والتشتت التكنولوجي، والاكتئاب. ومن بين التمارين العقلية التي ركز عليها كتاب ريستاك؛ 5 طرق يمكن بها حماية الذاكرة والحد من اضطرابها أو تشوهها، كالتالي:
1- حافظ على انتباهك

إن بعض هفوات الذاكرة هي في الواقع مشكلات تخص الانتباه؛ وليست مشكلات تخص الذاكرة. فعلى سبيل المثال، إذا نسيت اسم شخص قابلته في حفل كوكتيل، فقد يكون ذلك بسبب أنك كنت تتحدث مع العديد من الأشخاص في ذلك الوقت ولم تنتبه بشكل سليم عندما سمعت اسمه.
اقرأ أيضاً: التعافي من تبعات نقص النوم يستغرق أكثر مما تعتقد
وبصفته مؤلفاً لأكثر من 20 كتاباً عن العقل، فإن الدكتور ريستاك يتمتع بخبرة تمتد لعقود في إرشاد المرضى الذين يعانون ضعف الذاكرة. كما يتضمن كتابه الأخير “الدليل الكامل للذاكرة.. علم تقوية عقلك” أدوات؛ مثل التمارين العقلية وعادات النوم، والنظام الغذائي، التي يمكن أن تساعد في تعزيز الذاكرة.
ويقول الدكتور ريستاك: “إن عدم الانتباه هو السبب الرئيس لصعوبات الذاكرة”؛ وهذا يعني أنك لم تقُم بتشفير الذاكرة بالشكل الصحيح. وتتمثل إحدى طرق الانتباه عند تعلم معلومات جديدة؛ مثل الأسماء، في تصور الكلمة، حيث يقول ريستاك إن وجود صورة مرتبطة بالكلمة يمكن أن يحسن التذكر بنسبة كبيرة.
2- تحديات يومية “عادية”

هناك العديد من تمارين الذاكرة التي يمكنك دمجها في الحياة اليومية. وقد اقترح د.ريستاك إعداد قائمة بقالة مثلاً وحفظها. وحين تصل إلى المتجر، لا تنظر تلقائياً إلى قائمتك (أو هاتفك)؛ بل عليك بدلاً من ذلك أن تحضر كل شيء اعتماداً على ذاكرتك.
اقرأ أيضاً: 6 آثار يتركها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على عقلك
يقول ريستاك: “حاول ترى الأصناف في عقلك”، وإذا لزم الأمر راجع القائمة فقط في النهاية. وإذا كنت لن تذهب إلى المتجر، فحاول حفظ وصفة طعام. وأضاف أن الطهي المتكرر هو في الواقع طريقة رائعة لتحسين الذاكرة العاملة.
ومن حين لآخر، تنقَّل بالسيارة دون تشغيل نظام تحديد المواقع، وحاول التنقل في الشوارع اعتماداً على الذاكرة؛ فقد أشارت دراسة أُجريت عام 2020 إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون نظام تحديد المواقع العالمي بشكل متكرر قد أظهروا بمرور الوقت انخفاضاً إدراكياً حاداً في الذاكرة المكانية بعد ثلاث سنوات.
3- ممارسة الألعاب

يقول ريستاك إن الألعاب مثل البريدج والشطرنج رائعة لتنشيط الذاكرة؛ لكنْ هناك أيضاً ألعاب أكثر بساطة، فعلى سبيل المثال، فإن “لعبة الذاكرة العاملة المفضلة” للدكتور ريستاك هي لعبة العشرين سؤالاً؛ حيث تفكر مجموعة (أو شخص واحد) في شخص أو مكان أو شيء، ويطرح الشخص الآخر، السائل، 20 سؤالاً بنعم أو لا؛ لمحاولة تخمينه.
اقرأ أيضاً: إليك أهم العوامل لتفادي الخرف!
وتتطلب تمارين الذاكرة المُجربة والمفيدة التي يقوم بها ريستاك قلماً وورقة أو مسجل صوت؛ فمثلاً تذكَّر جميع رؤساء الولايات المتحدة، بدءاً من الرئيس بايدن والعودة إلى الوراء حتى فرانكلين روزفلت، كتابةً أو تسجيلاً.
ووفقاً للدكتور ريستاك، فإن أحد المؤشرات المبكرة لمشكلات الذاكرة، هو الابتعاد عن قراءة الكتابات الخيالية؛ حيث يقول: “عندما يبدأ الناس في مواجهة صعوبات في الذاكرة؛ فإنهم يميلون إلى التحول إلى قراءة الكتابات الواقعية”.
4- تجنب التكنولوجيا

ومن بين الخطايا الثلاث الجديدة للذاكرة التي أشار إليها ريستاك؛ هناك اثنتان مرتبطتان بالتكنولوجيا، الأولى هي ما يُسميها بـ”التشوه التكنولوجي”؛ حيث يقول إن تخزين كل شيء على هاتفك يعني أنك “لا تعرفه”، وهو ما قد يؤدي إلى تآكل قدراتنا العقلية.
اقرأ أيضاً: عادات تتلف خلايا الدماغ.. فاحذر منها!
والطريقة الثانية التي تضر بها علاقتنا بالتكنولوجيا الذاكرة هي أنها غالباً ما تشتت تركيزنا عن المهمة التي بين أيدينا؛ حيث كتب د.ريستاك يقول: “في عصرنا هذا، أكبر عائق للذاكرة هو التشتت”. ونظراً لأن العديد من هذه الأدوات قد تم تصميمها بهدف إدمان الشخص الذي يستخدمها، ونتيجة لذلك، غالباً ما يتم تشتيت انتباهنا بسببها.
إذ يمكن للناس اليوم التحقق من بريدهم الإلكتروني أثناء مشاهدة “نتفليكس” والتحدث مع صديق في آن. وكل ذلك يعيق قدرتنا على التركيز على اللحظة الحالية؛ وهو أمر بالغ الأهمية في ما يتعلق بتشفير الذكريات.
5- حدِّد ما إذا كان هناك ما يدعو إلى القلق

على مدار حياته المهنية، سأل عشرات المرضى الدكتور ريستاك: “كيف يمكنهم تحسين ذاكرتهم؟”؛ لكن ليست كل هفوات الذاكرة تمثل مشكلة، فعلى سبيل المثال، عدم تذكر المكان الذي تركت فيه سيارتك في مكان مزدحم هو أمر طبيعي للغاية.
اقرأ أيضاً: خرافات حول الشيخوخة
ويقول ريستاك إنه لا يوجد حل بسيط لمعرفة ما ينبغي أن يكون مثيراً للقلق؛ فالكثير من الأمور تعتمد على السياق. فعلى سبيل المثال، من الطبيعي أن تنسى رقم غرفتك في الفندق؛ لكن ليس عنوان شقتك. وإذا كنت قلقاً، فمن الأفضل استشارة خبير طبي.
♦صحفية تكتب لمجلة “فوكس” و”ذا أتلانتيك” وصحف أخرى.
المصدر: نيويورك تايمز